حكم واجب التنفيذ، أصدرته محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد احمد الجندي، اليوم الأحد، بمعاقبة المُتهمة حنين حسام، فتاة 'التيك توك' بالسجن المشدد 10 سنوات غيابيًا، وتغريمها 200 ألف جنيه، وكذا معاقبة مودة الأدهم ومحمد عبد الحميد ومحمد علاء وأحمد صلاح، بالسجن المشدد 6 سنوات، وغرامة 200 ألف جنيه، مع إلزام المُتهمين بالمصاريف، ومصادرة الأدوات و الأموال المضبوطة.
تستعرض «أهل مصر» رحلة فتاتي 'التيك توك' حنين حسام ومودة الأدهم، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ«الإتجار بالبشر»، بداية من قرار إحالتهما مع آخرين إلى محكمة الجنايات، حتى الحكم الصادر ضدهما اليوم.
تزامنا مع التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة حول اتهام عدد من فتيات 'تيك توك'، وعلى رأسهم حنين حسام ومودة الأدهم، في قضايا التحريض على الفسق والفجور، باشرت جهات التحقيق تحقيقاتها معهما في قضية جديدة عرفت بإسم 'الإتجار بالبشر'، وذكرت مصادر قضائية أن الإتهامات التي وجهتها نيابة شمال القاهرة الكلية إلى حنين حسام ومودة الأدهم، عطلت إنهاء إجراءات إطلاق سراحهما، عقب حصولهما على حكم بالبراءة في قضية التحريض على الفسق والفجور والدعوة للدعارة من محكمة جنح مستأنف الإقتصادية.
دارت وقائع القضية الجديدة المعروفة بـ «الإتجار بالبشر»، حول ما توصلت إليه تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب بشأن تورط حنين حسام ومودة الأدهم في تأسيس مجموعة إلكترونية أسمتها «الوكالة»، ادعت تأسيسها عبر تطبيقٍات لمواقع التواصل الاجتماعي بالاتفاق مع القائمين عليه والذين تربطها علاقة بهم منذ نحو عامين.
تبين من التحقيقات أن الفتيات ظهرن في بثٍ مرئي مباشر متاح لكل المشاركين، عبر التطبيق وإنشاء علاقات صداقة وتجاذب أطراف الحديث مع المتابعين له، مُستغلة فترة حظر التنقل إبان الموجة الأولى لجائحة كورونا بالبلاد ومكوث المواطنين بمنازلهم؛ مقابل وعدهم بالحصول على أجورٍ تزيد بزيادة اتساع المتابعين لهن.
دخلت قضية «الإتجار بالبشر»، في تطور جديد قبل عدة جلسات، بعد القرار الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة، بضبط وإحضار حنين حسام على ذمة القضية.
وفي 27 من يناير الماضي، قرر قاضي المعارضات بمحكمة العباسية، تأييد إخلاء سبيل حنين حسام بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه بقضية الاتجار بالبشر، ورفض استئناف النيابة.
خلال الجلسة الماضية، فضت المحكمة أحراز القضية، وعرضت عدد من الفيديوهات الخاصة بحنين حسام ومودة الأدهم، وشملت الفيديوهات عدد من فيديوهات تخصهما على تطبيق 'تيك توك'، كما عرضت المحكمة محادثة بين المتهمة مودة الأدهم وآخر يحمل الجنسية العربية، كما عرضت المحكمة فيديو يخص مودة الأدهم، فأنكرت ما جاء بالفيديو.
وفي خلال عرض اللجنة الفنية للفيديوهات، أنكرت مودة الأدهم التهم المنسوبة إليها وعلقت قائلة: «مش أنا اللي في الفيديو، والله ما استغليت الأطفال ومش ممكن أستغل الأطفال دي أبدًا»، دخلت بعدها في نوبة من البكاء داخل القفص.
عرضت المحكمة فيديو ظهرت فيه 'مودة' وهي ترقص، فقاطعت الأخيرة المحكمة قائلة: 'عايزة أتكلم وأوضح لحضرتك حاجة مهمة'، وهو ما رفضه القاضي وتدخل محذرا إياها قائلاً 'لو مسكتيش هطردك برة القاعة'، فالتزمت مودة الأدهم بالصمت.
دفع محامى مودة الأدهم، ببطلان التحقيقات وكيدية الاتهام وخلو القضية من مظاهر جريمة الاتجار فى البشر، وقال للقاضي 'يا ريس في أكتر من اللي عملته مودة بيتذاع في التلفزيون'، وتابع المحامي 'مسلسلات رمضان كان فيها مشاهد كتيرة، وكمان في اعلانات استخدمت الأطفال'، مطالبا ببراءتها قائلاً: 'انظروا إليها بعين الرأفة والإحسان'.
دخلت 'مودة' في انهيار داخل القفص، بعد عرض الفيديوهات الخاصة بها، وأنكرت التهم المنسوبة إليها، ووجهت حديثها إلى القاضي، 'اعتبرني زي بنتك'، فطالبها رئيس المحكمة بالصمت، 'في دفاع هيتكلم بالنيابة عنك'.
خلال جلسة، الأحد، تغيبت المتهمة حنين حسام فتاة 'التيك توك' عن جلسة النطق بالحكم، رغم صدور أمر ضبط وإحضار لها، في القضية، والتحريض على القيام بأعمال غير مشروعة ومنافية للآداب، بينما حضرت مودة الأدهم، وحاولت إخفاء وجهها عن كاميرات وسائل الإعلام بغرض منع تصويرها.
استهلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأحد، حكمها الصادر ضد فتاتى 'التيك توك'، حنين حسام ومودة الأدهم، و3 آخرين في قضية 'الإتجار بالبشر'، بتلاوة الآية القرآنية الكريمة ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، قبل أن ينطق بالحكم ضدهم.
قال القاضي في بداية كلمته 'إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، أخلاقنا جرء مننا، هى المستهدفة من قبل أعادئنا كى لا تنهض هذه الأمم، وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، أغلبنا يلهث إليها في جانبها السلبي الهدّام للقيم والأخلاق، السعى الخسيس الأعمى للربح في الشركات القائمة عليها يحكمها قاعدة الغاية تبرر الوسيلة».
أضاف رئيس المحكمة موضحا انتشار الرزيلة والفاحشة، وبات هدم قيمنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تُؤثر فيهم وفي سلوكهم، وأشار قائلاً: 'غابت الرقابة الأسرية وغابت عنهم المسئولية والرقابة على أبنائنا حتى أصبحوا هم أحد أدوات الاتجار بالبشر'.
تحدثت التحقيقات التي أجرتها نيابة شمال القاهرة الكلية في القضية عن قيام مودة الأدهم بتصوير مقاطع فيديو مع طفلين مجني عليهما، وهي الفيديوهات التي قدمها أحد الضباط الشهود في القضية.
كما أثبتت التحقيقات أن مودة الأدهم تورطت في استخدام طفل وطفلة، لم يتجاوز عمرهما الـ 18 عاما، عن طريق تصوير فيديوهات ونشرها على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة ضعفها وعدم إدراكهما لحصولها على ربح من ورائهما، فيما أفادت تحريات رجال المباحث أن باقي المتهمين اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع 'حنين ومودة' في ارتكاب الجرائم المنسوبة لها.
استمعت النيابة لأقوال 10 من شهود إثبات، بينهم ضابطين ومسؤول بالبنك المركزي، وانتهت بعدها لإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها المتقدم بالإدانة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
