على مدار أكثر من 20 يوما وبعد الترقب وحبس الأنفاس وتربص كل طرف للآخر لاصطياد بعضهم البعض لغسل 'عار الثأر' كما ترسخ في نفوسهم، هدأت الأمور في قرية الدم والنار أبو حزام بقنا وعاد الهدوء من جديد، وسادت حالة من السكينة على الأطراف المتنازعة بين عائلتي السعدية والعوامر.
تفاصيل ما جرى وأدى إلى هذا الاستقرار يكشف عنها مساعد وزير الداخلية نائب مدير أمن سوهاج اللواء خالد الشاذلي، الذي خرج في مأمورية أمنية وعقلانية من محافظته لحقن الدماء بين عائلات قرية أبو حزام بقنا.
مطالب الشباب والوثيقة الأمنية
كشف اللواء خالد الشاذلي عن كواليس مهمته في قرية 'الدم والنار' قائلا: 'كلمة السر كانت في فهم عقلية الشباب والرضوخ لمطالبهم، ووثيقة الالتزام الأمنى والقضائي.
وأوضح: 'بدأت بتجميع كبار العواقل والمشايخ بقرية أبو حزام من غير العائلتين، وبصحبة قيادات أمنية من المديرية، ثم بالتوجه وطرق أبواب العائلتين العوامر والسعدية، كل على حدة، والاستماع إلى مطالبهم وامتصاص غضب شبابهم، لأن الشباب هم وقود النار في الخصومات الثأرية، ولم يكن كافيا فقط الاستماع إلى كبار عائلاتهم بل ضرورة إشراك شبابها وأخذ رأيهم في طريقة التصالح'.
وتابع: 'بالفعل كانت لهم مطالب تم الاستجابة لها ، من ضمنها أن يعتبر حق الدم حق للعائلة بمعناها الأشمل وليست لأسرة القتيل فقط ، لأن المعايرة تكون لجميع شباب العائلة وبناء عليه أي اتفاق لا يجوز إلا بموافقة العائلة جميعها'.
القصاص القضائي هو المبدأ
واستطرد: 'تم البدء بالتوافق من الجميع على بنود وثيقة أمنية قضائية وضعنا شروطها، ومضمونها هو أن يلتزم أطراف العائلتين الصمت والهدوء وانتظار القضاء للاقتصاص، وأن تكون أحكام القضاء في ما وقع من قتلى من الجانبين هي الفاصلة بينهم، وأن يكون كبار العائلتين مسؤولين مسؤولية تامة عن تصرفات أفرادها ويحاسبون أمنيا إذا اخترق فرد منها بنود الوثيقة، وأن يكون القصاص القضائي هو المبدأ'.
العصا الأمنية تحاسب من يخل
وواصل الشاذلي: 'في كل الجلسات كان الاهتمام برأي وموقف شباب العائلتين، فهم وقود النار فلما طلبوا تغير بعض عبارات الوثيقة الأمنية والقضائية تمت فورا الموافقة وبذلك شعر أطراف الخصومة خاصة من الشاب بالحيادية وأن حقهم لم يهدر، وجاء التوقيع على الوثيقة بنفس راضية من الجميع في الوقت الذي يعلمون فيه أن العصا الأمنية هي التي ستحاسب من يخل بالوثيقة'.
العائلات ملوا الدم والثأر وعايزة ترتاح
وختم مساعد وزير الداخلية اللواء خالد الشاذلي، الشهير بـ'رجل الأمن والمصالحات' في صعيد مصر: 'من واقع تعاملي مع أطراف الخصومات الثأرية وإنهاء المئات منها فإن العائلات المتناحرة قد ملوا الدم والثأر وعايزة ترتاح، لكن إعطاؤهم حقهم وإظهار المخطئ بموضوعية هو الأساس'.
كانت الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط مرتكبى واقعة إطلاق النيران تجاه مستقلى سيارة أجرة ” ميكروباص ” مما أسفر عن مصرع وإصابة 17 من المواطنين، إثر خلافات بين عائلتين بقنا.
وتلقى مركز شرطة نجع حمادى بمديرية أمن قنا بلاغ بحدوث مُشاجرة وإطلاق أعيرة نارية ومُصابين بقرية أبو حزام دائرة المركز بين أفراد عائلتين ، وما تبين من قيام أحد الأشخاص ينتمى لإحدى العائلتين بإطلاق أعيرة نارية تجاه أحد الأشخاص ينتمى للعائلة الأخرى لخلاف بينهما على مبلغ مالى مما أدى إلى وفاته إثر ذلك قام أهلية المتوفـى بإيقاف سيارة أجرة “ميكروباص” وإطلاق أعيرة نارية صوب مستقليها مما أدى إلى إصابة ووفاة عدد من المواطنين .
تم تشكيل فريق بحث جنائى برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة إدارة البحث الجنائى بأمن قنا ، أسفرت جهوده عن تحديد وضبط مرتكبى الواقعتين 4 أشخاص مرتكب الحادث الأول ” له معلومات جنائية ” وبحوزته 2 بندقية آلية 3 أشخاص مرتكبى الحادث الثانى ” لإثنين منهم معلومات جنائية ” وبحوزتهم 3 بنادق آلية.
وتم استهداف القرية محل الواقعة والقرى المجاورة بحملة مكبرة برئاسة قطاع الأمن العام ومشاركة إدارة البحث الجنائى مدعومين بمجموعات من إدارة قوات الأمن وقطاع الأمن المركزى لضبط العناصر الإجرامية وتحقيق السيطرة الأمنية، أسفرت عن ضبط 24 قطعة سلاح نارى 14 بندقية آلية، 3 بنادق خرطوش ،7 فرد محلى بحوزة 24 متهم لهم معلومات جنائية من بينهم 4 مطلوب ضبطهم وإحضارهم فـى قضايا ” قتل وإطلاق أعيرة نارية “ ، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.