بخطوات بطيئة خرجت الطفلة نورهان طارق صاحبة الـ 10 سنوات من منزلها على غير العادة، في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأربعاء قبل الماضي متوجهة إلى والدها (بائع سجائر)، تحمل شيئا طلبه والدها من والدتها ولم تتوقع الطفلة أنها ستكون ضحية على يد شابة عشرينية، مهتزة نفسيًا، بطعنات في الصدر والجنب؛ لفظت بسببها أنفاسها الأخيرة بعد ساعات من نقلها إلى المستشفى.
الطفلة البريئة لم تكن هي وحدها ضحية (المجنونة)، بل يوجد طالبة في الثانوية العامة، طعنتها أيضا في جسدها ولكن تمكنت الفتاة من الهرب قبل تلقيها الطعنة الثانية التي كادت تودي بحياتها مثلما فعلت بالطفلة "نورهان"، في أحد الشوارع التابعة لمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، لتهرول المتهمة بخطوات سريعة إلى منزلها وتلقي نفسها من الطابق الرابع، لتلقى مصرعها في الحال.
"أهل مصر" توصلت أسرة الطفلة "نورهان" الضحية الأولى للمختلة عقليا، لتكشف تفاصيل وكواليس الليلة المرعبة التي عاشها والد الطفلة فور وصول نجلته غارقة في الدماء.
في البداية يقول والد الطفلة نورهان ويظهر على وجهه الحزن الشديد، إنه يعمل في "كشك" لبيع السجائر بمنطقة بيجام، واتصل بزوجته طالبها لإرسال المجني عليها ومعها كمية من السجائر لأحد الزبائن سيشتريها، وبالفعل وضعت لها زوجته السجائر في كيس بلاستيكي وخلال سيرها بالشارع متجهة لوالدها، فجأة توجهت لها المتهمة وسددت لها 3 طعنات بظهرها وصدرها.
وأضاف الأب، أن الأطفال الموجودين بالشارع ذهبوا له بالكشك الذي يعمل به لكسب قوت يومه، وأبلغوه بأن سيدة ضربت ابنته بالسكين بالشارع لكنه لم يصدق ما قاله الأطفال، وتوجه على الفور إلى المكان؛ ليجد الطفلة غارقة في دمائها وممسكة بالكيس البلاستيكي الذي يوجد به السجائر، ليحملها على الفور لمستشفى إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة.
بملابس سوداء وبكاء مستمر لم تتمالك الأم أعصابها حزنًا على فراق نجلتها، حيث تصرخ لـ"أهل مصر": "عيلة صغيرة كانت بتسأل عن الجنة وراحت لها.. أختها جنة، وأخوها ياسين، بيقولولى عاوزين يا ماما نروح لـ" نورهان" الجنة.. لأني بقول لهم "أختكم عند ربنا"، لما بيسألونى: "نورهان فين يا ماما؟!".
وتابعت في حديثها: "والد نورهان عليها، يمتلك فاترينة سجائر على ناصية شارع، ويوم الواقعة طلب من "نورهان" إحضار 3 "قاروصات" سجائر "علشان زبون عايزها"، وقبل مسافة 100 متر من وصولها إلى الفاترينة كانت المتهمة فى انتظارها أوقفتها وضربتها طعنتين فى جنبها، وواحدة فى صدرها".
ترجع أحداث الواقعة فور تلقى قسم أول شبرا الخيمة، بوفاة طفلة عمرها 10 سنوات، إثر قيام سيدة مريضة نفسيا بطعنها بسكين في أثناء سيرها بالشارع، ما أدى لوفاتها، فور وصولها مستشفى ناصر العام، وعقب ذلك ألقت المتهمة بنفسها من الطابق الثالث، ما أدى إلى إصابتها، ونقلها للمستشفى وتولت النيابة التحقيق.
وكشفت تحقيقات رجال المباحث والنيابة في الواقعة أن السيدة المتهمة بقتل طفلة بيجام مريضة نفسيا، وكانت تسير بالشارع بحوزتها سكين، كما تبين أن المتهمة قابلت الطفلة المجني عليها، بمحض الصدفة، في أثناء سيرها بالشارع، ولم تعرفها من قبل وطعنتها بسكين، ما أودى بحياتها فور وصولها مستشفى ناصر العام، ثم قامت بإلقاء نفسها من الطابق الثالث من ذات العمارة، التي وقعت أسفلها الجريمة، وتم نقلها للمستشفى، وأنها الآن في حالة حرجة.
وأضافت التحريات، أن تلك السيدة معروفة لدى الأهالي بأنها مريضة نفسيا، وحدث لها حالة هياج تسببت في تعديها على الطفلة وقتلها، و القت نفسها من الطابق الرابع بعد جريمتها.