اعلان

وكيل جهاز مباحث أمن الدولة يدعو الشيخ محمد يعقوب إلى مناظرة علمية وفقهية (حوار)

فؤاد علام
فؤاد علام

أثارت شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب أحد وأشهر شيوخ الدعوة السلفية التي ألقى بها أمام المحكمة في قضية تنظيم 'داعش إمبابة' منذ أيام قليلة جدلا واسعا في كافة الأوساط، داخل مصر وخارجها، وربما أصابت تلاميذه وتابعيه بشيء من الصدمة وأحداث خللا في العقيدة لديهم، وهم طالما تلفحوا بأفكاره وعتنقوا أراءه وسلموا بفتاويه.. 'أهل مصر' حاورت وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام والمسمى بــ'أمير الدهاء ' لإيجادته اللعب على طاولة المكر و الخداع مع الجماعات الإسلامية بمختلف مسمياتها، وعلمه بخبايا نفوسهم وأساليبهم في المرواغة، منذ أن كان يروض قادتهم داخل السجون فترة عمله بجهاز أمن الدولة.. وإلى نص الحوار.

اللواء فؤاد علام

_ كيف استمع وكيل مباحث أمن الدولة إلى الشهادة ' يعقوب'

شهادة محمد حسين يعقوب أمام المحكمة لم تكن مفاجأة بالنسبة لي لأنه من واقع خبرتى في التعامل مع قيادات وأعضاء الجماعة في القضايا الإرهابية أعلم جيدا أنهم لديهم فتوى تبيح لهم الكذب في مثل هذه الظروف، وأن شيوخهم أباحوا لهم قول الكذب، أنهم ليس مضطرين لقول الحقيقة إذا تضاربت مع موقفهم القانوني.

_ كيف نستفيد من شهادة ' يعقوب' أمام المحكمة بعد أن أسقطت عنه الأقنعة واهتزت صورته في قلوب أجيال ماضية وحاضرة تأثرت بأفكاره.

مبدئيا أرفض الهجوم الإعلامي على 'يعقوب' في بعض القنوات الفضائية لأن ذلك يزيد من التعاطف معه ومع أمثاله، وأرى ضرورة الاستفادة من هذه الشهادة التي ألقاها 'يعقوب' بدعوته في مناظرة عامة يشاهدهها الجميع على القنوات التليفزيونية بحضور علماء الدين من الأزهر الشريف لمناقشته فقهيا في أراءه التي توثقها فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة له، والتي حملت أفكار ومفاهيم مغلوطة للرد عليها علنية فتتحققق الإستفادة المرجوة من كشف المغالطات ويحدث التأثير على من كان يؤمن ويعتنق بها فتكون المراجعه له منهم شخصيا.

_ هل سيوافق يعقوب على مناظرته علميا وفقهيا على مرأى ومسمع من الجميع

إن لم يوافق محمد حسين يعقوب على مناظرته ومناقشة ما بثه وأصله في العقول والنفوس على مدار ما يقرب من 30عاما وجب إحراجه، كما كنا نفعل في قيادات وأعضاء هذه الجماعات في السجون، فكنا ننظم ندوات يحاضر بها كبار العلماء وشيوخ الأزهر يناقشون فيها آراء وأفكار هؤلاء، وكنا نضع مكبرات الصوت ونوجهها قرب الزنازين الخاصة بهم ليستمعوا إلى تلك المناقشات بعد رفضهم الخروج، للمشاركة، ما يضرهم إلى طلب فتح الزنزانة للمشاركة والرد وهكذا تدور المناظرة بينهم وبين العلماء والفقهاء حتى يروا أخطاءهم ويعترفوا بها، وكذلك الحال ما أتت به ثمار المناقشات التي نظمتها في القرى والنجوع بالمحافظات التي تحوي تيارات متشددة، فكانت مكبرات الصوت داخل سرادق يجلس على منصته كبار علماء وفقهاء الأزهر تخترق أصواتها جدران البيوت ما يضطر المتأثرين بالأفكار والآراء حث حث شيوخهم من القواعد على الخروج والرد، فأهل العلم يناظرونهم بالأدلة الفقيه والأسانيد الآيات القرآنية، وهم لا يملكون الرد عليهم سوى رفع الراية البيضاء ونجحت هذه المناظرات في تصحيح كثير من المفاهيم وعاد مؤوسسوا الجماعة السرية وقتها عن معتقداتهم وقاموا بتأليف عشرات الكتب لتصحيح أخطاء ما كانوا يعتقدون وهكذا لا بد عمل شبيه مع 'يعقوب' وأمثاله ولو حتى ذهب الإعلام وكبار مشايخ الأزهر وعلماء الفقه حتى باب بيته حتى لا يكون عنده حجة، ويتم وضعه في وضع المستمع لنص فتاوية وأفكاره وخطبه التي هي بصوته وبصورته، ونشاهد كيف سيرد على الأدلة الأسانيد التي تثبت خطأه وعندها إما سيعترف بخطيئته أو سيكابر ولكن سيسقط في عيون كل من أمن وصدق به واتبع آراءه وأفكاره وفتاويه.

_ كيف تحلل رد ' يعقوب ' المختصر عند سؤاله عن جمعات ' جبهة النصرة ، أنصار بيت المقدس ، تنظيم القاعدة بــ ماليين الدنيا

هربٰ .. اتبع أسلوب النقية والباطنية المعتادين عليه هو ومن على شاكلته وسارع بالهروب من الرد، ولو قصد تصحيح مفاهيمه لرد وكان عنده مادة عظيمة للرد، لكن جاء تعليقه كاشفا وفاضحا وظهر ذلك جليا في قوله أنا لست من السياسيين ولا العلماء، وقولا واحدا هذه هي التقنية التي يتبعها هو وأمثاله خصوصا الإخوان المسلمين مثل صفوت حجازي الذي بمجرد القبض عليه شاهدنا له الفيديو الشهير الذي يقول فيه أنا لست من الإخوان المسلمين ولا أعترف بهم لكن لا تذيعوا ذلك لأني عندي كلام مهم عاير أقوله..

_ هل تتوقع أن تحدث شهادة يعقوب تخبط في العلاقة بين جماعة الإخوان والسلفيين

إذا أحسنا استغلال الموقف الحالي لهذه الشهادة على كافة المستويات سيكون النتائج إيجابية وإن كان بعض الجماعات ستلتمس العذر ليعقوب في شهادته الكاذبة، ويمكن أن يحدث خللا لدى البعض الأخر كما هو متوقع حدوثه في صفوف متهمي خلية داعش إمبابة التي وقفت خلف القفص تسمع بأذنها تنصل الشيخ من أفكاره وفتاويه التي أودت بهم إلى هذا المصير المشؤوم.

_ هل من المتوقع سقوط مزيد من االأقنعة لشخصيات شبيه بـ ' يعقوب ' .

كل يوم ستسقط أقنعة لشخصيات جديدة من قادة وأعضاء جميع التنظيمات والجماعات بمختلف مسمياتها، الجميع سواء في المنطق والتفكير والأهداف وإن اختلفت في ظاهرها لكن في النهاية تفضح سواترهم وتكتشف بضاعتهم الفاسدة التي روجوا سنوات عديدة لها لكن الشواهد تؤكد أن المواجهة والمراجعات الفكرية تأتي بثمارها لذلك أنادي بمناقشة أمثال هؤلاء في أفكارهم التكفيرية ومعتقداتهم لتأتي ثمارها وتكون النتائج إيجابية بتراجعهم ومن يؤمن بهم كما سجلنا في حلقات تليفزيونية لمثل هذه المناقشات سابقا، بل وأنادي بضرورة إذاعة تلك الحلقات لتذكر بما جاء فيها وما أدت إليه من نتائج ناجحة في عودة كثير من المتشددين إلى أنفسهم واعترافهم بأخطائهم.

_ هل من الممكن ان تعاد إذاعة تلك الحلقات مرة طلبت من درية شرف الدين وزيرة الإعلام وصفاء حجازي آنذاك ذلك، لكن فوجئت بان الحلقات تأته بأرشيف التليفزيون وأتمنى أن يهتم القائمين البحث عنها وإعادة إذاعتها، أتذكر أن طلب مني أحمد حلمي البولك حلقات منها، وقمت بإهدائه ما يقرب من 15حلقة، وأناشده لو متاحين لديه يهديهم للتليفزيون والإذاعة مرة أخرى.

_ أخيرا لماذا لقبت بأمير الدهاءلقبوني بأمير الدهاء بعد كتابي 'الإخوان وأنا' لأنهم رأوْا منه رصاصة قاتلة في سويداء قلب الإخوان والجماعات الإ رهابية، لأني قمت خلاله بتعريتهم عقائديا وأخلاقيا، كذلك لأني تمكنت من إقناع الشيخ حسن صفوت الزيني القيادة الإخوانية زعيم جماعة التكفير والهجرة بالسجن، بأن يجلس مع الشيح الأحمدي أبو النور، وكنت أجمعهم في مكتبي وأستمر ت الجلسات 28يوما خرج بعدها الزيني مقتنعا بخطئه متخليا عن الأفكار التكفيرية وعليها تحللت جماعة التكفير والهجرة وما تحتها من أكثر من 20مجموعة صغيرة كانت تحمل تلك الأفكار.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً