بعد إعدام أحد المحكوم عليهم.. ماذا قالت التحريات في قضية محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية؟

مسرح حادث محاولة اغتيال مدير أمن الاسكندرية
مسرح حادث محاولة اغتيال مدير أمن الاسكندرية

نفذت مصلحة السجون، اليوم الأحد، حكم الإعدام الصادر بحق المتهم المحكوم عليه معتز مصطفى حسن، في القضية المدان فيها بمحاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية الأسبق.

تم تنفيذ حكم الإعدام داخل سجن استئناف القاهرة، بحضور طبيب شرعي وأحد رجال الدين، فضلا عن وجود أحد أعضاء النيابة العامة، وجرى نقل جثة المحكوم عليه إلى مشرحة زينهم، لتسليمها لأسرته.

أحال النائب العام السابق المستشار نبيل صادق، 11 متهمًا إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في القضية المعروفة إعلاميا بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق لاتهامهم بتولي قيادة والانضمام لحركة 'حسم' المسلحة التابعة لجماعة الإخوان، وإمداد عناصرها بالأموال والمهمات والأسلحة وغيرها من وسائل الدعم اللوجستي.

وانتهت جلسات المحاكمة في القضية إلى صدور حكم بالإعدام شنقا لثلاثة من المتهمين والسجن المؤبد لـ 8 آخرين، لإدانتهم في القضية.

ذكرت تحريات الجهاز المعلوماتي الأول بوزارة الداخلية، أن جماعة الإخوان المسلمين بالخارج تعمل على إعادة إحياء التنظيم مرة أخرى بعد سقوطه في 2013، عقب الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي، وذلك عبر تصاعد وتيرة أنشطتهم الإرهابية وتشكيل مجموعات حراك مسلحة مدربة تدريب شبه عسكري تتضمن عناصر من حركة 'حسم الإرهابية'.

مجموعات الرصد

أفادت التحريات بأن 'حسم' هي أحد الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان، انبثقت عنهم وشرعت في تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بهدف إحداث حالة من الفوضى، ومن بينها واقعة استهداف اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، ومحاولة اغتياله، وفي سبيل ذلك قاموا بانتقاء عدد من العناصر الشبابية لجماعة الإخوان وتوزيع الأدوار عليهم من خلال أربع لجان ومجموعات من حركة حسم الإرهابية، سميت بمجموعة الرصد و مجموعة الدعم 'اللوجيستي' و مجموعة تصنيع المواد المتفجرة ومجموعة التنفيذ، تدريبهم تدريبات عسكرية ونفسية وعقائدية للقيام بتلك العمليات.

بحسب التحريات الأمنية، التي جرت في القضية، فإن حركة 'حسم' كانت تهدف للضغط على النظام، وأشار إلى أن لها هيكلها التنظيمي ذا طابع سري يعلمه كوادر التنظيم، الغرض من تأسيسها إسقاط مؤسسات الدولة وإحداث حالة من الفوضى في البلاد من خلال تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف رموز الدولة من القضاء و القوات المسلحة و الشرطة بخلاف تفجير عدد من المنشآت العامة والحيوية في البلاد بالاستعانة بمجموعات مسلحة من التنظيم.

ضابط الأمن الوطني

أفاد ضابط الأمن الوطني في تحرياته، أن قيادات الإخوان يحيى موسى و علاء السماحي و أيمن عبد الغني، والهاربين في الخارج، أسسوا 'حسم' و 'لواء الثورة'.

تضمنت التحريات أنه تم رصده مدير أمن الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر، من خلال مجموعة الرصد والتنفيذ المنبثقتان عن حركة حسم و تحديد تحركاته، وخطوط سيره والوقوف على أبرز النقاط الحتمية والأماكن المناسبة وهو شارع 'المعسكر الروماني' بالإسكندرية، لزرع العبوة الناسفة بإحدى السيارات على جانب الطريق على أن يتم تفجيرها حال مرور موكبه بجوار تلك السيارة، على أن يتم تفجير السيارة وبداخلها العبوة الناسفة بواسطة 'ريموت كنترول'، للتحكم عن بُعد في تشغيل تلك العبوة.

أدوار المتهمين في القضية

تولى الإخواني المتهم المحبوس 'باسم جاد' مسئولية توفير السيارة من خلال شرائها ببطاقة لسيدة تدعى 'أسماء'، وادعى انها زوجته داخل أحد معارض السيارات في الإسكندرية خلال 2017، عقب ذلك قام بوضع لوحات مزورة على السيارة، تجنبا للرصد الأمني وتسليم تلك السيارة لمسئولي مجموعة التنفيذ و الرصد، بعدها قامت مجموعة الرصد برصد تحركات مدير أمن الإسكندرية، وعقب ذلك قامت مجموعة التصنيع بتصنيع العبوة الناسفة ووضعها بالسيارة المنوه عنها وتسليمها و'الريموت كونترول' لمسئولي مجموعة التنفيذ، بعدها قامت مجموعة التنفيذ بوضع السيارة بشارع المعسكر الروماني بمحافظة الإسكندرية لحين استخدامها.

بينما تولى الإخواني المحبوس معتز مصطفى وضع العبوة بمعاونة أعضاء 'مجموعة التنفيذ' الذي تم ذكرهم بمحضر التحريات ممن يحملون أسماء حركية، داخل السيارة، وكانت المتفجرات عبارة عن مواد كيميائية مختلفة يتم توصيل دوائر كهربائية بها ليتم تفجيرها من خلال تشغيل تلك الدوائر الكهربية ويقوم بتصنيعها مجموعة التصنيع التي يتولى مسئوليتها الإخواني الهارب مصطفى طنطاوي لاستخدامها في الواقعة.

متفجرات ومفرقعات

لفتت التحريات إلى أنه يتم شراء تلك المواد المتفجرة من بعض التجار سيئي السمعة نظير مبالغ مالية، وغالبية تلك المواد كيميائية الصنع تسخدم في النشاط التجاري والصناعي بصورة مشروعة مثل الأسمدة وغيرها.

بالفعل تم تنفيذ العملية الإرهابية الخسيسة خلال شهر مارس 2018، وأسفر التفجير عن استشهاد فردي شرطة، وإصابة 2 آخرين، فضلا عن بعض الخسائر المادية بالمنطقة المحيطة، وتلفيات كبرى في الشارع والمحال المجاورة وسيارات الشرطة المتوقفة به، ونجا اللواء مصطفى النمر من الحادث، نتيجة لتدخل العناية الإلهية، إلا أن المتهمين كانوا يقصدون قتله وقوة الحراسة المرافقة له وإحداث أكبر قدر من الخسائر بالمنطقة المحيطة لإحداث حالة من الفزع بين المواطنين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً