براءة الأطفال في عينيه ولهفة مشاهدة 'طيور الحمام'، سار محمد صاحب العشرة سنوات خلف جاره الشيطان الشهير بــ'أرنب' في شارع الصعايدة بمنطقة حدائق القبة، لكن الطفل لم يكن يعلم أن جاره كان يخطط لاغتيال براءته وهتك عرضه، مستغلا عقله الصغير، الذي كان يمني نفسه بلحظة إمساك 'الحمام' كما أغراه، ليدخل بفرحة إلى وكر الرذيلة ويخرج بقهرة وانكسار، وسجلت كاميرات المراقبة اللحظتين لتكون شاهدا على الجريمة.
اغتصاب طفل حدائق القبة
الطفل محمد محمود صاحب العشر سنوات ابن لرجل بسيط يدعى محمود حنفي يعمل ترزي سيرته حسنة بين جيرانه، وأمه هى ربة منزل ليس لديها من الأبناء سوى أحمد وشقيقه الأكبر محمد، والذي ستظل واقعة اغتصابه بشكل وحشي على يد عنتيل حدائق القبة راسخة في ذهنه لا يعلم أحد كيف ستمحى، ربما العقاب الرادع ومحاكمة هذا الشيطان تخفف على الصغير عندما يمر العمر وقد نال المجرم عقابه.
بداية واقعة اغتصاب طفل حدائق القبة على يد " أرنب"
كانت بداية الواقعة، عندما شهد عليها جنبات شارع الصعايدة بدائرة قسم شرطة حدائق القبة في الساعة السابعة مساء يوم الجمعة الموافق 2 يوليو الجاري، عندما أخبر 'محمد' والدته بأنه سيذهب لشراء 'شامبو' من البقال أسفلهم، ولما غاب عنها وقد كانت قد أمرته بالعودة سريعا، وأنها ستكون في البيت المقابل لبيتها حيث شقيقتها، فتأخر محمد لأكثر من ساعة إلا ربع ، انتابها القلق، وقالت لشقيقتها 'ايه أخره كدة'، لم تنته من جملتها حتى فزعهم صوت الطرق على الباب، أنه محمد الذي اخترق جسمه النحيل بخطوات مسرعة الحاضرين متجها ناحية دورة المياه في شقة خالته، استغربت الأم والخالة، وما هى إلا ثوان معدودة حتى تعالت صيحات محمد باكيا 'الحقيني يا ماما' هرعت الأم إلى داخل دورة المياه، لتنزل عليها الصاعقة وتكتشف تعرض طفلها لواقعة اغتصاب وحشي على يد جارهم سائق التوتوك الرجل الثلاثيني العاقل البالغ المتزوج والأب لطفلين أصغرهم شهر تقريبا.
ذهول وصدمة الأم بعد اغتصاب طفل حدائق القبة على يد" أرنب"
لم تعلم الأم وزوجها في عمله، ماذا تفعل دارت بها الدنيا ولفت بين جدران دورة المياه وهى في ذهول مما تسمع على لسان الصغير الذي يصرخ ويبكي ويتألم في ذات الوقت، لم تلتقط أنفاسها حتى اخترق صوت 'البقال' أذنيها بــ'يا أم محمد.. يا أم محمد.. أرنب عمل حاجة وحشة في ابنك'.
شهود على اغتصاب طفل حدائق القبة على يد أرنب
خرجت الأم مسرعة إلى الشرفة، حيث مصدر الصوت، وفهمت أن البقال يقصد أن مرتكب هذه الجريمة هو جارهم 'سائق التوكتوك المدعو أحمد بدوي' صاحب الـ31 عاما والشهير بـأرنب، لكن كيف علم 'البقال'...؟ أراد الله أن يجعله شاهدا على هذه الجريمة؛ لأن 'محمد' جاء على باب بقالته لشراء 'الشامبو'، وحينها أتى هذا 'الأرنب' وطلب من 'محمد ' الذهاب لشراء 'أكل للحمام' الذي يربيه في عشة أعلى بيته، لبى الصغير طلب 'الجار العنتيل'، وبعد إحضار ما طلب، قام المجرم بإغراء الطفل إذا كان يريد مشاهدة الحمام واللعب معه وأنه أيضا سيرسل معه زوج حمام لوالده فأسرع الصغير فرحا ليسير خلفه ويراه شخصا آخر جار لهم في الشارع وهو بصحبة 'أرنب' لكنهم جميعا لم يتخيلوا ما يحاك للصغير على يد الشيطان 'أرنب'.
رد فعل والدة طفل حدائق القبة المغتصب
بكل وجع الدنيا ودموعها تسبقها طلبت 'آمال علي' والدة الطفل محمد، حق نجلها، ومعاقبة الجاني الذي يسير حرا طليقا بعد حفظ المحضر رقم 4810/2012 إداري قسم حدائق القبة، والذي حرره ووالد المجني عليه 'محمود حنفي' الذي يصفه جميع جيرانه بالشخص الطيب الخلوق، وأنهم عائلة لا تفتعل المشاكل، ولكنهم لم يعلموا كيف تم إخلاء سبيل المجرم عنتيل الحدائق وكل الأدلة ضده، لعل عدم وجود محامي معهم منذ البداية هو السبب في قصور بعض الإجراءات، ليتطوع اليوم أحد المحامين 'محمود سند' الذي علم بالواقعة واستفزته تفاصيلها المؤلمة.
وبدأ المحامي محمود سند في التحرك والتقدم بطلب رسمي إلى النائب العام لإعادة فتح القضية والتحقيق فيها من جديد مستندا على ما تحصل عليه أهل الصغير 'محمد' من تفريغ لكاميرات المراقبة بالشارع وتسجيلها لحظات دخول وخروج المجني عليه صحبة الجاني، بالإضافة إلى الشهود العيان 'البقال وجار أخر' على وجود الطفل مع المتهم.
وأثبت تقرير الكشف الطبي الذي وقع على الطفل حدوث هتك العرض في ذلك التوقيت، وبذلك فأن كل الأدلة تقود الجاني إلى المحاكمة حتى يبرد قلب الأبوين وتهدأ نار لازالت مشتعلة في صدورهم حسرة على الصغير، وليتأكد محمد الذي يملؤه شعور الانكسار أن الذنب ليس ذنبه وأن من اغتال براءته حتما سينال جزاء ما اقترف.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
