جثة في حالة تعفن، سببت ذعرا وهلعا في نفوس ذويها، بخلاف حيرة رجال المباحث جراء الحادث، فلم يكن للشاب المتوفي داخل غرفته أية عداوات مع أحد مسبقا، وكان ينعم بحياة هادئة طبيعية لا تدفعه للتفكير في الانتحار بتناول أية أقراص مخدرة على سبيل المثال.
كانت عقارب الساعة قد قاربت على الرابعة بعد ظهر الأحد الماضي، كعادته يطمئن الشاب 'شهاب. ح' على والديه المسنين ويطمئن وزوجته عليهما هاتفيا، إلا أن الاتصال قد انقطع فلم يتصل خالد بوالده حسبما هو معتاد، مر اليوم ولم يعلم أحدا بما سيخفيه القدر.
جوزي مات
في اليوم التالي استيقظ الأب على هاتف زوجة ابنه: 'بابا الحقنى لقيت جوزى ميت في الأوضة'، وقع هول المكالمة الهاتفية على مسامع والد المتوفي وأسرته كالصاعقة، ثم سرعان ما تماسك واستقل تاكسي ناحية شقة ابنه.
لم يزل الحادث يشكل حيرة ولغزا أمام رجال مباحث قسم شرطة المقطم، بعد مرور نحو ثلاثة أيام على تاريخ العثور على الجثة، وبحسب مصدر أمني فقد أشار لـ«أهل مصر» إلى أنه لا توجد أى آثار تعذيب أو إصابات ظاهرية بجسد المتوفي، بحسب المناظرة الأولية التي جرت على جثمانه، بخلاف أن التحريات التي أجروها تشير إلى عدم ارتباطه بعلاقات خارجية على نحو يدفعه للدخول في عداوات مع أحد تكون سببا في وفاته مثلا.
التقرير الطبي الظاهري لم يدل على أية أثار عنف في جسد المتوفي، لهذا قررت النيابة العامة تشريح الجثة بمعرفة خبراء الطب الشرعي، للتوصل إلى سبب وفاته، وحل لغز الحادث.
سر الشنطة
بجانب تحقيقات النيابة العامة، عثر رجال المباحث على شنطة من ماركة 'كروس' في غرفة المتوفي، أشارت الزوجة إلى أنها لا تعرفها ولم ترها من قبل مع زوجها المتوفي، هل اشترى المتوفي أقراصا مخدرة وخبأها مثلا داخل الشنطة، هل وجود الشنطة على سرير المتوفي يشير إلى دخول أحد الأشخاص عليه غرفته ودار حديثا بينهما على سبيل المثال انتهى بحالة خنقه والإجهاز عليه ووفاته في الحال، هذا ما يبحث عنه رجال مباحث العاصمة، وتجرى تحريات مكثفة من خلال تفريغ الكاميرات وغيرها من سماع أقوال بواب العمارة والشهود، وصولا لأى خيوط تفيد في التوصل لهوية أشخاص تسللوا للعقار الذي يقطن به المتوفي.
سر الشنطة 'الكروس' يبحث عنه رجال مباحث المقطم، بغية التوصل لصاحبها، وهو ما يدفعهم إلى استجوابات عدة لأسرة المتوفي.
من المقرر أن تتسلم النيابة العامة تقرير الطب الشرعي حول أسباب وفاة الشاب، خلال أيام قليلة، بخلاف تحريات إدارة البحث الجنائي حول أسباب الحادث، لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه حول وفاة الشاب.