تواصل «أهل مصر» انفرادها بنشر تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، في أكبر قضية لمافيا تجارة وزراعة وبيع الأعضاء البشرية، والتي تضمن بينها أردني وفلسطينيين، بجانب طبيبة بشرية تعمل استشاري أمراض الباطنة والكلي بمستشفى خاص شهير.
عضو الرقابة الإدارية: المتهمون استغلوا الحاجة المادية للمتبرعين لنقل (كُلاهم) في مرضى أجانب
عبر السطور التالية، ننشر شهادة عضو هيئة الرقابة الإدارية، القائم بضبط المتهمين المتورطين في القضية، وهو شاهد الإثبات الأول 'مهاب.أ.ع' 37 سنة، عضو بهيئة الرقابة الإدارية، وعنوانه معلوم لدى جهة عمله، والذي شهد بقيام أحد العاملين المختصين بقطاع شرطة الأحوال المدنية بالهرم، بطلب مبالغ مالية ومنافع عينية على سبيل الرشوة من المتهمين الثانية والمتهم المتوفي، نظير انهاء إجراءات استصدار القيد العائلي الخاص بالمتهم المتوفي سالف الذكر بتوسط أخرى، ونفاذا لذلك استصدر إذنا من النيابة العامة بمراقبة وتسجيل اللقاءات التي تتم بين المتهمين وكذا المحادثات الهاتفية ونفاذا لذلك فقد تمكن من ضبط المتهمين.
قال عضو الرقابة الإدارية، إن كل من المتهمين من الأول حتى الثالثة قاموا بتأسيس الجماعة وإدارتها وكذا إيعاز باقي المتهمين للإنضمام لها بهدف تحقيق أرباح ومنافع مادية متخذين من الإتجار بالبشر نشاط إجرامي لهم، فاستقطبوا العديد من المتلقين والمتبرعين مقابل ابتياع كل منهم للآخر بأعضائه (كُلى)، مستغلين حاجتهم لإجراء تلك العمليات، وجلب مصريين آخرين من جنسيات مختلفة من ذوي الحاجة المادية والإتفاق معهم على شرائها بمقابل مالي مستغلين حاجتهم بقصد استئصالها لاهم ونقلها وزرعها في المرضى الأجانب.
إقرأ أيضا / 720 يومًا تحقيق| ننفرد بتفاصيل أكبر قضية مافيا دولية لبيع وزراعة الأعضاء البشرية بالقاهرة (مستندات-1)
تزوير جنسيات ومستندات موافقات اللجنة العليا لزراعة الأعضاء
وأفاد بقيام المتهمين بإعداد وتهيئة المستندات والأوراق الطبية اللازمة لاستصدار موافقات اللجنة العليا لزراعة الأعضاء بإجراء عمليات زرع الكُلى بعد إثبات جنسيتهم بذات جنسية المتبرعين وكذا توزيع الأدوار على باقي المتهمين والإشراف لتنفيذ تلك الجرائم.
أضاف عضو الرقابة الإدارية قيام المتهمة السادسة باستغلال عملها بالمستشفى - كطبيب استشاري لأمراض الكلي - وتدخلها لإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لاستخراج الموافقات الحكومية لإجراء عمليات الزرع للمرضى الأجانب والمصريين رغم علمها وأعضاء الجماعة الإجرامية بكون تلك المستندات مزورة، وذلك مقابل مبالغ مالية تحصلت عليها من جراء انضمامها لتلك الجماعة مستغلة الأخطاء الإدارية وعدم انتظام حضور كل من الشاهد الخامس وأعضاء اللجنة الثلاثية المختصة بمستشفى 'ا.ب'.
وأفاد عضو الرقابة الإدارية، شاهد الإثبات الأول 'مهاب.أ.ع'، بقيام كل من المتهمين الرابع والخامس والثامن والمتهم المتوفي بتزوير مستندات وأوراق المرضى المنقول منهم الأعضاء البشرية وبعض جوازات السفر المستخدمة وذلك لإسباغ صحة كافة الإجراءات المستخدمة في إنهاء عمليات استئصال 'الكُلى' من الضحايا بآخرين من ذوي الجنسيات الأجنبية مقابل مبالغ مالية تحصلوا عليها نظير ارتكاب وقائع التزوير، فضلا عن انضمام المتهم السابع إليهم عقب استغلال حالة الضعف والحاجة لديه من قبل المتهمين الأول حتى السادسة والذي قام بدوره بشراء سيارة مراكة نيسان صني تحمل لوحات معدنية رقم (ج د 2433) وذلك لتسهيل انتقال أعضاء الجماعة الإجرامية وضحاياهم بواسطته فضلا عن تقابله رفقة المتهمين مع المجني عليهم وعلمه بقيام أعضاء الجماعة ومؤسسيها بالإتجار بالبشر، وذلك لتحقيق أرباح مالية.
طبيبة بمستشفى خاص شهير تشرف على نقل كُلى لـ 9 فلسطينيين بالمخالفة للقانون
تضمنت أدلة الثبوت، شهادة 'أسماء.ط إ'، 35 سنة، موظفة بمستشفى خاص شهير- تحتفظ أهل مصر باسمها- حيث أٌقرت بقيام المتهمة السادسة بتحويل مرضى الفشل الكلوي لوحدة زراعة الكلى بالمستشفى الخاص، ومنهم تسع حالات فلسطينيين الجنسية - مرضى ومتبرعين - أجريت عملية الزرع بينهم، وأن المتهم الأول كان مرافقا لثمان حالات منهم بدعوى قاربتهم له، وإنهاءئه أوراقهم واستصدار موافقة اللجنة العليا لزراعة الأعضاء على إجرائها.
وشهدت الموظفة بالمستشفى بمرافقة المتهمة الثانية لحالة المريض غسان بطرس سعيد، والتي أجريت بإسم المتهم الخامس، وأجريت للحالات جميعها عمليات استئصال الكلى، إضافة إلى حالة أخرى تم تحويلها للوحدة مقر عملها، نهاية عام 2019، بأمر من المتهمة السادسة، وكانت بإسم المتهم المتوفي - كمريض- والشاهد الثاني- كمتبرع، ولما حضرا رفقة المتهمة الثانية لاستخراج موافقة اللجنة الطبية الثلاثية بالمستشفى على إجرائها، عرضتهما على الشاهد الشابع - منسق وحدة الزرع.
مدير برنامج زرع الكلى بالمستشفى يكشف المخطط الإجرامي الدولي
وارتاب الشاهد منسق وحدة الزرع، في التحاليل الطبية المقدمة، فاستعلم من المعمل الطبي - وهو معمل شهير تحتفظ أهل مصر بإسمه - الصادرة منه وعلم بتزويرها، فقام بإبلاغ الشاهد الخامس وهو مدير برنامج الزرع بالمستشفى، وانتهيا إلى رفض أوراق تلك الحالة، ولما علم المتهمين وافتضح أمرهم غادروا المستشفى، وأعقبهما أخذ المتهمة السادسة منها ملف تلك الحالة بكافة أوراقه وسلمته لإحدى السيدات.
كما شهدت 'بسمة.ت.ح'، 35 سنة، موظفة تقارير طبية وزرع كلية بالمستشفى الخاص، بذات المضمون الذي شهدته بالشاهدة السابقة.
وشهد 'تامر.ز.ع'، 50 سنة، استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، يقيم بالمعادي، بذات مضمون الشهادة السابقة، وأضاف بسابقة عمل المتهمة السادسة كاستشاري باطنة وكلى بالمستشفى الخاص، وتحويلها للعديد من الحالات من بينهم تسع فلسطينيين الجنسية - من المرضى والمتبرعين - أُجرى لهم عمليات استئصال ونقل كلى، وأنه تم تخفيض مصروفات تلك الجراحات لهم بناء على طلب من المتهمة سالفة الذكر لإدارة المستشفى.
كارثة: وفاة مريض أثناء تبرعه لـ كليته
وأقر استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، بقيام زميلته الطبيبة بتحويل حالة أخرى كانت بإسم المتهم المتوفي - كمريض- والشاهد الثاني - كمتبرع - بصفتهما مصريين، وأنه رفض تلك الحالة بعدما أخبره الشاهد السابع، بتشككه في جنسية المريض، وكونه غير مصري، حال مثوله أمامه وعدم صحة التحاليل الطبية المقدمة له حال فحص الأوراق المقدمة.
وأفاد الشاهد 'حمادة.م.ع'، 56 سنة، استشاري جراحة ومدير تنفيذي للمستشفى الخاص الشهير، يقيم بمدينة نصر، أنه ومن خلال فحصه لعمليات زرع الكلى للفلسطينيين بداية من عام 2018 حتى نهاية عام 2019، اتضح له تنفيذ تسع حالات عمليات نقل وزراعة كلى.
وأضاف المدير التنفيذى للمستشفى بقيام المتهمة السادسة استشارى جراحة الكلى بذات المستشفى سابقا، بالإشراف على تلك الحالات جميعا وأنها كانت الطبيب الاستشاري لتلك الحالات، وأنها المسئولة عن تحويلها للمستشفى، وأنه قد جرت محاسبة تلك الحالات نقديا، كما هو الحال بشأن المرضى المصريين، وذلك على غير المتبع.
تحاليل طبية مزورة من معمل شهير واستشارية كلى حولت الفلسطينيين للمستشفى
وأفاد الشاهد 'مجدي .م'، 41 سنة، أخصائي أمراض كلى، يقيم بمصر الجديدة، بأنه وفي غضون نوفمبر من 2019، عرض عليه حالة مريض أحيل للوحدة من المتهمة السادسة مقدما له ملفه الطبي وحاجته لإجراء عملية زرع كلى وإحضاره للمنقول منه الشاهد الثاني، ولما التقى المريض اشتبه في أمره وجنسيته لكونه غير مصريا، وبفحصه للتحاليل الطية تشكك في صحة إحداها، وباستعلامه عنها تيقن من تزويرها، فأبلغ الشاهد الخامس الذي كلفه برفض الحالة، وما أن علمت المتهمة السادسة بذلك حتى عاتبته على إبلاغ الأخير.
واختتم أخصائي أمراض الكلي، شهادته بتردد المتهمة الثانية بصفة مستمرة بالوحدة التي يعمل بها بالمستشفى، وأقر بمسئولية المتهمة السادسة - كاستشاري الكلى - عن كافة الحالات الفلسطينية المحولة للوحدة.
وأشارت الشاهدة 'سامية.س'، 39 سنة، سكرتيرة تنفيذية بمستشفى مصر الدولي، إلى أنه وفي غضون شهر ديسمبر من 2019، حضرت إليها المتهمة الثانية ورفقتها المتوفى ماهر مسامح موسى، والشاهد الثاني وأتم الأخيران إجراءات استصدار موافقة اللجنة الطبية الثلاثية بمستشفى خاص شهير آخر، على إجراء عملية نقل الكلية بينهما وبصدورها تسلمت المتهمة الثانية الملف الطبي المطلوب لاستصدار موافقة اللجنة العليا لزراعة الأعضاء على إجراء العملية.
أضاف الشاهدة بأنه وفي نهاية شهر ديسمبر حضر المتهم المتوفي وسلمها موافقة اللجنة العليا وبفحصها اتضح لها اختلافا بين الصورة المعلاة بها وصورته المتحفظ بها بوحدة الزرع بالمستشفى، فقام بإبلاغ الشاهد التاسع بذلك الأمر.
عامان من التحقيقات
على مدار نحو عامين، بما يقارب 720 يومًَا، باشرت نيابة أمن الدولة العليا، تحت إشراف المحامي العام للنيابة، تحقيقاتها مع عدد من المتهمين حول تورطهم في إجراء عمليات نقل وبيع أعضاء بشرية (كُلى)، ضمت بينها متهمين أجانب (أردني وآخرين فلسطينيين)، كما اشتملت قائمة المتهمين على طبيبة بشرية تعمل استشاري أمراض الباطنة والكلي بمستشفى خاص شهير، وآخر يعمل مدير استقبال بمعمل تحاليل شهير بفرعه الكائن بمدينة 6 أكتوبر، وذلك بعد إلقاء القبض عليهم بمعرفة مأمورية أمنية من هيئة الرقابة الإدارية، عقب ثبوت تورطهم في نقل وزراعة أعضاء بشرية وتزوير محررات رسمية وجوابات وموافقات طبية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
