فيديو قصير لم يتجاوز 4 دقائق، انتشر بسرعة الصاروخ على منصات السوشيال ميديا، تضمن إهانات لممرض يبلغ من العمر 54 عاما، وإجبار من قبل طبيب وآخرين على السجود لكلب يملكه الطبيب، الذي يشغل منصب رئيس أقسام العظام بكلية الطب جامعة عين شمس، أثار ردود أفعال غاضبة من قبل رواد التواصل الإجتماعي، حتى كتبت محكمة القاهرة الإقتصادية، اليوم السبت، كلمة النهاية في تلك القضية التي شغلت الرأى العام.
حكم الإدانة
عاقبت محكمة جنح القاهرة الاقتصادية، اليوم السبت، الطبيب عمرو خيري واثنين آخرين، بالحبس لمدة سنتين وغرامة 100 ألف جنيه لكل منهم، لإدانتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ «السجود للكلب»، بشأن اتهامهم بالتنمر على الممرض عادل سالم ومطالبته بنط الحبل، عدة مرات متكررة وإجباره على السجود للكلب وإلقاء التحية عليه.
قال دفاع الممرض، المجني عليه في واقعة «السجود للكلب»، إن الحكم الصادر اليوم السبت، من محكمة جنح القاهرة الإقتصادية، بحبس الطبيب عمرو خيري، واثنين آخرين، وتغريمهما، هو حكم واجب النفاذ، ويجوز الطعن عليه أمام محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية، لانه ليس نهائيا.
انتصار لقيم المجتمع
أشار المحامي في تصريح لـ«أهل مصر» إلى أنه سعيد بالحكم الصادر اليوم، ويعتبر انتصارا لقيم ومبادي المجتمع، وعبر عن فرحة الممرض بصدور الحكم، ووصفه بأنه انتصار لمحامين القلج والقيلوبية جميعا.
التنمر واتهامات أخرى
وجهت النيابة العامة إلى الدكتور عمرو خيري، رئيس أقسام العظام بكلية الطب بجامعة عين شمس، واثنين آخرين أحدهما موظف والآخر طبيب، في الواقعة التي عرفت إعلاميا بإسم «السجود للكلب»، وهي الواقعة التي تم ترويجها بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، أربعة اتهامات.
تمثلت الاتهامات في التنمر واستغلال المتهمين للدين في الترويج لأفكارٍ متطرفة بقصد إثارة الفتنة وازدراء أحد الأديان السماوية، والتعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشر المتهمين عن طريق الشبكة المعلوماتية وبإحدى وسائل تقنية المعلومات تصويرًا مرئيًّا ينتهك خصوصية الممرض المجني عليه دون رضاه، واستخدامهم موقعًا وحسابًا خاصًّا على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم.
خط سير التحقيقات
توافقت أقوال المتهمين مع ما شهد به المجني عليه في التحقيقات، وبرَّرا ما ظهر في التصوير باعتياد تقبُّل المجني عليه المزاحَ منهم.
المحضر الأولي في الواقعة قيد برقم 3719 لسنة 2021إدارى الوايلي، وتم سماع أقوال المجني عليه، بنيابة الوايلي الجزئية، وتم إرسال التحقيقات إلى مكتب المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، للإشراف العام عليها، وفقا للاختصاص المكاني للحادث، حيث تمت واقعة التصوير داخل نطاق دائرة النزهة.
أسند النائب العام، مهمة سماع أقوال المجني عليه والمتهمين في القضية إلى نيابة الشئون المالية والتجارية، على اعتبار أن الجريمة التي وقعت تمثل جريمة النشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وهو من اختصاص المحكمة الاقتصادية.
إحالة إلى المحاكمة
عقب انتهاء التحقيقات الموسعة التي جرت في القضية، أصدر النائب العام بإحالة المتهمين الثلاثة إلى المحاكمة الجنائية، وتم تحديد دائرة بمحكمة القاهرة الإقتصادية، لبدء محاكمة المتهمين.
قال عادل سالم، الممرض الذي تعرض للتنمر والإهانة من قبل طبيبين ومساعد أحدهما داخل مستشفى خاص بالنزهة، في الواقعة التي عرفت إعلاميا بـ«السجود للكلب»، إنه سعيد جدا بقرار إحالة المتهمين إلى المحاكمة.
النهاردة حقي جه
أضاف الممرض في تصريح سابق إلى «أهل مصر»، بعد قرار إحالة المتهمين إلى المحكمة، 'الحمد لله النهاردة حقي اتجاب، بلدنا محترمة وقمة في الاحترام، ربنا معانا، مش عارف أشكر كل الناس إزاي.. النهاردة هقدر أمشي رافع راسي بعد إهانتي».
وقدم الممرض - ضحية الطبيبين ومساعدهما - الشكر لمكتب النائب العام والأجهزة المختصة على سرعة التحرك جراء الواقعة، وفتح تحقيقات فورية فيها، وإصدار قرار بحبس المتهمين ومن ثم إحالتهم إلى المحكمة لمعاقبتهما نظير الإتهامات المنسوبة إليهم.
وذكر بيان رسمي عن النائب العام، أن المتهمين أمروا المجني عليه بـ السجود لحيوان يملكه طبيب من المتهمين مستغلين ضعفه وسلطتهم عليه، بقصد تخويفه ووضعه موضعَ السخرية والحطّ من شأنه، واعتدائهم بذلك على المبادئ والقِيَم الأسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهم حرمة حياة المجني عليه الخاصة، ونشرهم عن طريق الشبكة المعلوماتية تصويرًا لواقعة التنمر، مما انتهك خصوصية المجني عليه دون رضاه، واستخدامهم حسابًا خاصًّا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بهدف ارتكاب تلك الجرائم.
أدلة النيابة العامة
وأقامت النيابة العامة الدليلَ قِبَل المتهمين مما ثبت من مشاهدة مقطع تصوير واقعة التنمر، وإقرار المتهمين به وبصحة ظهورهم فيه، وما ثبت من شهادة المجني عليه وشاهديْن آخريْن، وما تتضمنه إقرارات المتهمين في التحقيقات.
بدأت أولى جلسات محاكمة المتهمين في 18 من سبتمبر الماضي، وشملت إجراءات أمنية مشددة أحيطت بمقر المحكمة الاقتصادية، فيما رحلت مأمورية أمنية خاصة، المتهمين الثلاثة، من مقر محبسهم إلى مقر المحكمة الإقتصادية بدائري المعادي، وسط تشديدات أمنية مكثفة، وتزامن مع ذلك وصول المجني عليه في القضية، بجانب حشد كبير من أفراد أسرته وأهالي بلدته بمركز القلج التابع لمحافظة القليوبية.
حضر 'عم عادل'، الممرض، بجانب فريق من محامي القليوبية ضم قرابة 10 محامين، ترأسهم المحاميان سيد عبد اللطيف ووليد السروجي.
ظهر المتهمون بالكلابشات بعد نزولهم من سيارة الترحيلات، وتم إبعاد الصحفيين عنهم، وتم إدخالهم مبنى المحكمة ومنه إلى قفص الإتهام، في الوقت الذي بدت عليهم علامات الحذر والترقب الشديدين.
أهالي المتهمين رفضوا الحديث مع وسائل الإعلام، وأخفوا وجوههم عن كاميرات التصوير، وعبروا عن استيائهم من تداول الواقعة، بعد تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي لها، والهجوم عليهم نظير الإتهامات المنسوبة لذويهم المتهمين (الطبيبين ومساعد أحدهما).
من جانبهم أشار محامو المجني عليه، إلى أنه لا يوجد أى فكرة لتصالح موكلهم مع المتهمين، في الوقت الحالي، وتمسكوا أمام هيئة المحكمة، وادعوا مدنيا قبل المتهمين بمبلغ مليون جنيه، تعويضا مدنيا مؤقتا نظير الإساءة البالغة التي تعرض لها المجني عليهم وأسرته بجانب بلدة القلج بأكملها.
طلب دفاع المتهمين أجلا للإطلاع على أوراق القضية، خلال الجلسة الأولى، وصرحت لهم المحكمة بالحصول على صورة رسمية من القضية، وأثبتت حضور المتهمين داخل قفص المحكمة.
وفي نهاية الجلسة، قررت محكمة جنح القاهرة الاقتصادية، تأجيل القضية إلى جلسة 25 من سبتمبر الجاري، للإطلاع، تنفيذا لطلب الدفاع، وتم ترحيل المتهمين وسط حراشة مشددة إلى مقر محبسهم.
تداولت القضية على مدار عدة جلسات حتى وصلت محطتها الأخيرة، خلال جلسة اليوم السبت، الموافق التاسع من أكتوبر، والتي صدر فيها حكما بمعاقبة المتهمين بالحبس سنتين لكل منهم وغرامة 100 ألف جنيه لكل منهم.