انتحار «هايدي».. رحلة تحقيقات متهمي «ضحية الابتزاز» من التهديد حتى «كلابشات الجنايات»

أسرة «هايدي»- ضحية الابتزاز بالشرقية
أسرة «هايدي»- ضحية الابتزاز بالشرقية

ثمانية أيام مرت على رحيل فتاة الشرقية 'هايدي'، بعد انتحارها بسبب تهديدها بنشر صور خادشة لها، حتى انتصر النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، اليوم الأحد، لدماءها، بإحالة 5 متهمين في الواقعة إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بتهديد المجني عليها الطفلة وشقيقتها عبر أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وإفشائهم صورًا خادشة منسوبة للأولى، واعتدائهم على حرمة حياتها الخاصة، وعلى المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.

تخلصت «هايدي» ابنة مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، من حياتها، في 30 من يناير الماضي، بعد إقدامها على تناول حبوب الغلال السامة، نتيجة ابتزازها بصور خادشة لها وتهديدها بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، لتلحق برفيقتها «بسنت» ابنة محافظة الغربية.

عاشت الفتاة، صاحبة الـ 15 عامًا، في مأساة حقيقة بعد تداول صور خادشة لها من أحد الحسابات على موقع التواصل الاجتماعى 'فيس بوك'، حتى اختمرت في ذهنها فكرة الخلاص من حياتها، وعقب رحيلها بنحو يوم واحد، كشفت وزارة الداخلية ملابسات واقعة انتحار الفتاة، التي تقيم بمركز أولاد صقر.

اتهمت أسرة الفتاة الضحية، 5 متهمين هم 'شابين و3 سيدات'، بالتشهير بابنتهم المتوفية بنشر صور خادشة لها على إحدى الصفحات على 'فيس بوك'، وبعد عمل الأكمنة اللازمة، ألقى القبض على المتهمين، وأوضح أحدهم أن «هايدي» اتصلت به منذ يومين وأخبرته أنها ستقوم بالانتحار عن طريق تناول قرص لحفظ الغلال، وبالفعل نفذت ما أفصحت عنه نظير المأساة التي تعيشها بسبب تهديدها بنشر صور خادشة لها.

قالت والدة 'هايدي' المنتحرة، إن هناك مشاكل بينها وبين جيرانها فى إطار الخلافات التقليدية التى تحدث بين أية أسرة وغيرها، لكن ماحدث أن إبنة الجيران اعتادت زيارتهم والدخول لمنزلهم وإلتقاط الصور مع هايدى وأفراد الأسرة.

أضافت والدة الطفلة في تصريحات إعلامية :«لحد كده الأمور عادية، إن الناس بتزور بعض ويتصوروا سوا، ولكن مع حدوث خلافات سربت ابنة الجيران الصور لاثنين من الشباب في منطقة صان الحجر بالشرقية وكان بحوزتهم الصور، وبدأوا في التهديد مقابل الحصول على مبلغ 2000 جنيه نظير حذف الصور، إلا أنها رفضت ذلك».

تابعت قائلة: «عندما رفضنا قالوا إن لديهم شروط وهى أن لا تذهب هايدي للمدرسة ولا للدروس، وأن نعتذر لأم الجيران ونُقبل رأسها وبالفعل تأسفنا للأم وقبلنا رأسها أنا وبناتي الثلاثة».

أكملت الأم حديثها: «إحنا في قرية يعني لو الصور دي اتنشرت فيها فضية إحنا مش من سكان القاهرة، وباب شقتنا مقفول علينا، إحنا في قرية صغيرة وكسر النفس حاجة وحشة، ولما بنتي رجعت للمدرسة تطاولوا عليها بالكلام في الشارع، ومن يومين اتصل بينا واحد من جيراننا قال فيه صفحة على فيسبوك اتعملت واتنشر عليها الصور وحاطين عليها إسم (دودة) إسم الدلع اللي كنت متعودة أنده عليها بيه'.

أدلى المتهمون أمام النيابة باعترافات تفصيلية، حيث تبين أن المتهم الأول أرسل صورًا للمتهم الثاني على صلة قرابة بالمتهمات 'الثالثة وابنتيها' لوجود صلة جيرة بينهن، والفتاة المنتحرة زميلة المتهمة الرابعة في المدرسة، وصرحت النيابة العامة بدفن جثة 'هايدي'، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة على وجه الدقة.

تبين من التحقيقات أن جارة «هايدي» استعانت بابنتها لاستغلال الصور وتهديدها وأمها بنشر تلك الصور، وتبين أن الدافع وراء تلك المساومة هو حضور هايدي وأمها إلى منزل جارتهم وتقديم اعتذار على خلفية خلافات سابقة بينهم، وفي سبيل ذلك هددت المتهمة الفتاة وأمها بنشر تلك الصور في حال عدم تحقيق رغبتها. قررت النيابة العامة، انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الفتاة، وإعداد تقرير بالصفة التشريحية لها وسبب الوفاة، لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه، أمرت بعدها النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً