تطور جديد، شهدته قضية وفاة «سيدة الغسالة»، بعد صدور قرار النائب العام، بإعادة فتح التحقيق في القضية من جديد، وإلغاء الأمر الصادر بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية بشأن وفاتها.
تساؤلات عدة وشكوك كبيرة حول وفاة «سيدة الغسالة»، تحدث عنها شقيقها متسائلًا: «يعني إيه نصحى الصبح بعد ما كنا معاها؟، من كام ساعة يقولولنا إنها انتحرت طب انتحرت ازاي يا جماعة؟ يقولوا انتحرت في الغسالة؟، غسالة إيه اللي تنتحر فيها؟، هي كانت عروسة لعبة؟، هو فيه حد ممكن يحط رأسه في ميه لحد ما يموت؟، عاوزين نستوعب يعني إيه انتحار؟».
طرحت «أهل مصر» على خبراء قانونيين، تساؤلًا حول قرار النائب العام بإعادة فتح التحقيقات في القضية، وماذا يعني إلغاء الأمر الصادر في الواقعة مسبقًا.
وفقا للخبير القانوني والمحامي بالنقض، أشرف أبو المجد، فإن قرار النائب العام يعني إجراء تحقيق جديد في القضية بشكل رسمي، ويتم ذلك عن طريق سماع أقوال أسرة المتوفية 'أمنية'، التي فارقت الحياة وتوأمها الرُضع لم يكملا الـ 45 يوما وقتذاك.
تحريات جديدة
أضاف «أبو المجد» أن النيابة ستطلب تحريات قطاع أمني مغاير لذلك الذي أجرى تحرياته في القضية وقت وقوع الحادث، لمضاهاة ما ستتوصل إليه التحريات الجديدة بما توصلت إليه تحريات المباحث المقدمة في التحقيق السابق، بخلاف إعادة فحص وتفريغ فيديو جديد، توصل إليه شقيق الضحية، محمد علاء، والذي يشكك في ظروف وملابسات وفاة شقيقته.
فريق النيابة سيقوم بسؤال شقيق المتوفية حول مصدر حصوله على الفيديو الذي يرتكن إليه في سبيل تشككه في رواية زوج شقيقته حول سبب وفاتها، يوضح الخبير القانوني، مشيرا إلى أنه سيتم سؤال رئيس مباحث مركز شرطة بيلا بكفر الشيخ، حول رواية وأقوال شقيق المتوفية، وكذا إعادة استجواب زوج الضحية وحماتها، على اعتبار أن شاهدة في القضية (جارة المتوفية)، شاهدتهما إلى جوار الجثمان وقت صعودها لاستطلاع ماذا جرى في الشقة.
رواية غير مكتملة
ووفقا للمحامي بالنقض، علاء أبو اليزيد، فإن «رواية غرقها في غسالة الملابس»، لم يتم استبعادها بشكل كامل في التحقيق الذي يتجريه النيابة مجددا في القضية، إذ يبقى هو التصور والسيناريو الذي توصلت إليه النيابة وقت إصدار قرارها بعدم وجود شبهة جنائية حول وفاة الضحية.
لم يستبعد الخبير القانوني، وجود شبهة جنائية حول وفاة الضحية، خاصة وأن النيابة لم تقم بتشريح جثمان الضحية، واستندت فقط لأقوال مفتش الصحة الذي نعى وفاة الضحية إلى «اسفكسيا الغرق»، وهو ما سيتم إعادة مناقشة الأخير حول التقرير الطبي الذي أعده حول القضية وأسباب وفاة «أم التوأم».
تشكيك شقيق الضحية
شكوك ورواية مغايرة لرواية زوج المتوفية، فجرها شقيقها عبر «السوشيال ميديا»، قائلًا«خلصنا مراسم الدفن وابتديت من تاني يوم أدور على الحقيقة، واللي بدأت بأني عاوز أبص علي تسجيل كاميرات الضرائب العقارية اللي موجودة في الدور الأرضي للعمارة دي والعمارة اللي جمبها كمان (واخدين أربع شقق) والمفاجأة اني لقيت الكاميرات مفصولة من ليلة الحادث».
مواجهة زوج «أم التوأم» بالفيديو الجديد
يقول الخبير القانوني إن النيابة ستجري مواجهة بين زوج الضحية والفيديو الذي تحصل عليه شقيق المتوفية، لسؤاله حول بعض المناحي الفنية التي من شأنها تغيير وجهة نظر وتصور النيابة العامة حول سبب وفاة المجني عليها.
وتطرق المحامي «أبو اليزيد» في حديثه لافتًا إلى أنه من الوارد أن تنتهي التحقيقات الجديدة إلى ذات السبب الذي توصلت إليه حول وفاة المجني عليها سابقا، إلا انه في إطار متابعة شكاوى وتظلمات أسرة الضحية، فيتم إعادة التحقيق في ملابسات الوفاة، وصولا للحقيقة وهو الأمر الذي يقوم على متابعته والتأكيد عليه النائب العام ومكتبه الفني الذي يتابع عن كثب ما يتم تداوله من هاشتاجات على منصات السوشيال ميديا، في إطار فحص والتحقيق فيما يطرأ على الساحة من أى مستجدات أو أحداث عاجلة.
8 شهور على الحادث
ثمانية أشهر مرت على حادثة وفاة زوجة في كفر الشيخ، تداولت إعلاميا بإسم «سيدة الغسالة»، وقررت النيابة وقتها بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في وفاة «أمنية» بعد رواية زوجها بأنها توفيت غرقًا داخل غسالة ملابس داخل مسكنها بمركز بيلا، حتى فجرت النيابة العامة مفاجأة من العيار الثقيل، أمس الأحد، بقرارها الصادر رسميا بإعادة فتح التحقيق ثانيًا حول ملابسات الوفاة.
شقيق أمنية أضاف «وده، زود الشك عندي أكتر وابتديت أدور على مصدر تاني جايب العمارة، لقيت كاميرا على بعد 50 متر واللي ظهر فيها حاجة مريبة جدا زي ما هوا واضح في الفيديو قدامكوا»، ونشر فيديو على صفحته بموقع «تويتر».
شرح شقيق المتوفية تفاصيل الحادث قائلاً:«المكان، مدينة بيلا، كفرالشيخ، التاريخ 2 يوليو 2021، أختي ملحقتش تفرح بولادها وسابتهم وهم عندهم 45 يوم، ملحقوش يشوفوها ولا ينطقوا كلمة ماما»، وتابع موضحًا: «بالمناسبة هيا ماتت غرقانة (اسفكسيا الغرق) عشان محدش يفكر أنها ماتت متكهربة من الغسالة ومكنش فيه غسيل ولا حاجة».
شكوك شقيق «أمنية»، والذي عرف نفسه بإسم محمد علاء، تعارضت مع رواية الزوج الذي قال في أقواله بمحضر الشرطة وتحقيقات النيابة إنه استيقظ من النوم ولم يجدها إذ غرقت في الغسالة.
الوفاة بـ«اسفكسيا الغرق»
تعاظمت شكوك أسرة الضحية حول أسباب الوفاة، بعدما وجدوا زوجها وحماتها إلى جوار جثتها ولم يكن إلى جوارها غسالة كما زعم زوجها، «أول ما أمي شافتها، اترمت عليها واترجتها إنها ترد بس للأسف مفيش رد، كانت قاطعة النفس من 6 ساعات أو أكتر»، يؤكد شقيق أمنية، لافتًا إلى وجود شبهة جنائية حول الحادث، على حد وصفه.
التحقيقات الأولية التي جرت في الحادث، أشارت إلى أن وفاة «أمنية» نتيجة «اسفكسيا الغرق»، وقررت النيابة بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية حول وفاتها، بينما لم يجد شقيقها «علاء» سوى رواد مواقع التواصل الاجتماعي مطالبًا بإعادة فتح التحقيقات في وفاة شقيقته «أمنية»، وأطلق هاشتاجات: «اتقتلت-مش-انتحرت»، و«أم-التوأم»و «حق-أمنية-لازم-يرجع» و«حادثة-الغسالة».