تسبب حادث ضرب واحتجاز الطفلة «نورا» على يد والدها، في حالة غضب بين رواد السوشيال ميديا، لاسيما أن الطفلة تقيم برفقة جدها منذ كان عمرها خمسة شهور فقط، في ظل غياب والدها عنها وإقامته في دولة اليابان.
عاد الأب للتوّ من اليابان، ليس لرؤية ابنته التي لم يراها منذ سنوات بعيدة، لكنه عاد طمعًا في التركة التي آلت إلى ابنته من جدها، الذي أوصى لها بثلث تركته، نشبت بينها وبين والدها خلافات متكررة، بعدما طلب منها الانتقال للعيش معه في مسكنه، إلا أنها رفضت، فقرر اختطافها والتعدي عليها بالضرب واحتجازها داخل غرفة بمسكنه، وأصابها في عينها.
ولطالما يشكو كثيرون من زوجة الأب، وسوء تعاملها مع أبناء زوجها، إلا أن زوجة جد «نورا» كانت بطلة القصة منذ بدايتها، فكانت شاهدة على تفاصيل اختطاف الطفلة الصغيرة عنوة على يد والدها الذي انهال عليها ضربها.
دشّن كثيرون منشورات عبر منصات التواصل الإجتماعي، بشأن اختطاف أب لابنته «نورا» في منطقة المعادي، واحتجازها، والتعدي عليها ضربًا، لاقت اهتمامًا واسعًا من قبل وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام، وتزامن ذلك مع بلاغ تقدمت به زوجة جد الطفلة المجني عليها قبل أيام قليلة.
استمعت النيابة العامة لأقوال زوجة جد «نورا»، فأشارت إلى مفاجأة كبيرة بعدما أوضحت حصول زوجها جد الطفلة على حكمٍ قضائي بحضانة المجني عليها وولايتها التعليمية حتى وفاته.
عاشت نورا تنعم في حب واهتمام جدها «الحنون»، الذي يكتف بحسن رعايتها قط، بل أوصى لها بثلث تركته.
عاد والد الطفلة الصغيرة من اليابان، بعد علمه بالتركة التي آلت إلى ابنته من جدها، حضر لمسكنها وتعدى عليها ضربًا واصطحبها كُرهًا عنها، وشاهده أفراد أمن مختصين بتأمين إحدى المنشآت على مقربة من مسكنها ، وأكدا الشاهدان على اصطحاب الأب ابنته كرهًا عنها وتعديه عليها أمام الجميع.
تحقيقات موسعة أجرتها النيابة العامة في الحادث، وسردت زوجة الجد تفاصيل الواقعة منذ البداية، فأمرت النيابة بإحضار المتهم والد المجني عليها، وأحضر في جلسة التحقيق ابنته لسماع شهادتها.
استمع المحقق بعناية لحديث الطفلة، التي قررت أنها كانت تقيم برفقة جدها وزوجته منذ أن كان عمرها خمسة شهور حين كان والدها يقيم بدولة اليابان، ونتيجة لرفضها طلب والدها استكمال دراستها بالخارج حصل جدها على الحكم القضائي بحضانتها وولايتها التعليمية حتى وفاته.
«أنا مشفتش أبويا لغاية ما جدي مات»، تقول الفتاة الصغيرة، مشيرة إلى نشوب خلافات بينها وبين والدها بسبب التركة التي آلت إليها من جدها، حتى حضر والدها لمسكن جدها وتعدى عليها ضربًا وجذبها كرهًا عنها إلى خارج المسكن واصطحبها عَنوة لمسكنه، بحسب التحقيقات.
أضافت الفتاة أمام النيابة ان والدها استمر في التعدي عليها بالضرب، واحتجزها بغرفة بالمسكن، واستولى على هاتفها المحمول حتى لا تتمكن من الاتصال بأحد لنجدتها، وأضافت بأنها حاولت الفرار من المسكن دون جدوى.
ناظرت النيابة العامة إصابة في عين الفتاة، نتيجة تعدي والدها عليها، وأكدت على عدم رغبتها في إقامتها مع والدها «المستهتر».
أمرت النيابة العامة، بحبس والد الطفلة نورا، أربعة أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، وتفريغ كاميرات المراقبة الكائنة بمحيط الحادث.
أنكر والد الطفلة ما نسب إليه من اتهامات بخطف ابنته المجني عليها بطريق الإكراه وحجزها، والتعدي عليها ضربًا، وإحداث إصابتها، وسرقة هاتفها، لتأمر النيابة بحبس المتهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات، في ضوء ما أكدته تحريات المباحث حول صحة الاتهامات الموجهة إليه، وأمرت النيابة بعرض الطفلة على مصلحة الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات.