«أبويا مايمشيش في جنازتي».. حكاية «زياد» المأسوية: وصّى أصدقائه وتخلص من حياته في نهر النيل

 الشاب زياد
الشاب زياد

«متنسونيش أبدًا وأوصيكم إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني»، رسالة باكية حزينة، تركها زياد، صاحب الخمس وعشرين ربيعًا، عثر عليها أصدقائه على هاتفه المحمول، بعد اختفائه عن أنظار أسرته وأصدقائه منذ قرابة ثلاثة أيام.

لم يتصور «زياد»، الشاب العشريني، أن تكون نهاية العنف الأسري والضغط النفسي الواقع عليه، أن يتخلص من حياته بهذه الطريقة، زياد نفسه لم ينجرف إلى تلك الأفعال والتخيلات، سوى قبل أيام قليلة، دفعته لأخذ قرار مصيري وحاسم، حذرت منه الأديان السماوية، لقد آثر «زياد» أن ينهي حياته بإلقائها من أعلى كوبري واقع على نهر النيل بمحافظة الجيزة.

يوم 6 نوفمبر الماضي، تلقت شرطة النجدة بلاغًا من الأهالي بمشاهدة جثة أحد الأشخاص طافية على سطح الماء، قرابة منطقة الهرم، ومنذ ذلك التاريخ لا تزال قوات الإنقاذ النهري، تسعى لانتشال الجثة من قاع النيل، بعد تعذر العثور عليها يوم البلاغ.

رحل زياد عن أسرته وأصدقائه، ولم يترك لهم سوى رسائل حزينة ومعبرة للغاية، عُثر عليها على هاتفه المحمول من خلال صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، كتب زياد على صفحته «هييجي يوم وتفتحوا الفيس هتلاقوا أحد أهلي أو حد من أصحابي كاتب إني في ذمة الله، وقتها مش هحتاج غير أنكم تقولوا سيرتي كانت عاملة ازاي معاكم وتدعولي، ومتنسونيش أبدا وأوصيكم إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني».

رسالة أخرى عثر عليها أصدقاء زياد كتب فيها «وقولوا يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك، ومن هنا لليوم دا ربنا يجعلني خفيف علي قلوبكم'.

رسالة ثالثة صادمة باكية عُثر عليها في الأكونت الشخصي الخاص بـ زياد، إذ كتب «افتكروني بخير وربنا يسامحني علي اللي هعملوا بوصيتي، أبويا مايمشيش في جنازتي»، ما يفسر وجود خلافات ومشكلات قائمة بينه وبين أسرته، غير أن شيطانه استحوذ عليه وسول له إنهاء حياته بهذه الطريقة المرعبة.

رجال الشرطة وسيارات الإسعاف وفريق الإنقاذ النهري، طوقوا مكان الإبلاغ عن قفز «زياد» في النيل من أعلى كوبري قريب من منطقة الهرم.

حذر المجلس الأعلى للإعلام، من الانتحار، مطالبًا من تراودهم مثل هذه الأفكار؛ التوجه إلى طبيب نفسي في محاولة لحل مشكلاتهم، وما قد يتعرضون له والتفكير بإيجابية حول استمرارية الحياة التي منحها الله للإنسان، حيث يأمل القاهرة 24 الذهاب إلى الطبيب المختص، وعرض أنفسهم على المعنيين لحل المشكلة.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين، من خلال أكثر من جهة خط ساخن، لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية، أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومُساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831 طول اليوم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً