قوة قلب الصغيرة.. حكاية «رحمة» انتصرت على الألم بحب والدها

طفلة صغيرة - أرشيفية
طفلة صغيرة - أرشيفية

عاشت «رحمة» الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات، في إحدى القرى الصغيرة بمحافظة أسيوط، كانت من أسرة بسيطة، والدها يعمل في متجر صغير يبيع أدوات منزلية، ووالدتها تعمل خياطة في المنزل.

على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تعيشها، كانت «رحمة» دائمًا مبتسمة ومليئة بالحياة، لم تكن تتوقف عن مساعدة والدتها في ترتيب المنزل أو الاعتناء بأشقائها الأصغر منها، تضحي بكل شيء من أجل الآخرين، وتوزع الحب على من حولها.

تعاني من مرض مزمن في الكلى

لكن «رحمة» كانت تحمل سرًا كبيرًا لم يكن يعرفه أحد سوى أسرتها المقربة، كانت تعاني من مرض مزمن في الكلى، وكان جسدها الضعيف يحتاج إلى جلسات غسيل كلى بشكل دوري، ومع ذلك، كانت دائمًا تحاول إخفاء معاناتها بابتسامة على وجهها، حتى لا تزعج والدتها أو والدها.

عملية زرع كلى عاجلة

رغم الألم المستمر، كانت تذهب إلى المدرسة وتبذل جهدًا كبيرًا في الدراسة لتكون الأفضل في صفها.

في يوم من الأيام، أثناء وجودها في المدرسة، شعرت «رحمة» بتعب شديد أثناء الحصة، وسقطت على الأرض فاقدة الوعي، تم نقلها إلى المستشفى بسرعة، وهناك اكتشف الأطباء أن حالتها الصحية قد تدهورت بشكل خطير، وأنها بحاجة إلى عملية زرع كلى عاجلة. وعندما علمت والدتها، انهارت من شدة الحزن، ولكنها كانت تعلم أن ابنتها لم تكن ترغب في أن يُشفق عليها أحد.

وفي تلك اللحظة، قرر والدها أن يتبرع لها بكليته، كان يعلم أن عملية الزرع قد تكون خطيرة، لكن حبه لابنته جعله يتخذ هذا القرار بدون تردد، وبعد العملية، بدأت حالة «رحمة» تتحسن تدريجيًا، وأصبحت أكثر قوة وصحة من قبل.

كانت الطفلة الصغيرة قد ألهمت الجميع بقوة إرادتها وحبها للحياة، انتشرت قصة «رحمة» في المدينة، وبدأ الجميع يتحدث عنها.

لم تكن القصة مجرد قصة مرض، بل كانت قصة إنسانية عن العطاء والتضحية، وعن الحب غير المشروط، علّمت الطفلة الصغيرة الجميع معنى القوة والقدرة على التأثير، وكيف أن الأمل لا يموت مهما كانت الظروف صعبة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً