الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وكيف يتحقق حل الدولتين؟.. المستشار خفاجي يوضح

 المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي
المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي

تتمثل القضية الفلسطينية في كونها إحدى أقدم وأعقد الصراعات في الشرق الأوسط، والتي لم تُحل حتى الآن رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت في محاولات متعددة للوصول إلى تسوية سلمية. وقد قدم المفكر المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي دراسة هامة حول الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، حيث يتناول العديد من الجوانب التي قد تؤدي إلى حل نهائي وعادل، عبر تبني حل الدولتين. وتشمل دراسته عدة مبادئ أساسية يمكن أن تُسهم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

1. فشل المجتمع الدولي في إدارة الصراع:

يشير الدكتور خفاجي إلى أن المجتمع الدولي قد فشل على مدار العقود الماضية في التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل فعال، خاصة من خلال استراتيجيات لم تُعالج الأسباب الجذرية للصراع. فالمجتمع الدولي لم يتمكن من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولم يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. هذه السياسات فشلت لأنها لم تركز على المبادئ الأساسية مثل السيادة المتساوية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. ويعتقد خفاجي أن الوقت قد حان لتغيير هذه السياسات والتوجه نحو حل سياسي قائم على تحقيق العدالة والمساواة، من خلال تنفيذ حل الدولتين الذي يضمن الحقوق لجميع الأطراف.

2. الحل السياسي بتقرير المصير:

يركز خفاجي على أهمية الحل السياسي القائم على تقرير المصير والسيادة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مفضلًا هذا الحل على الحلول العسكرية التي لا تحقق السلام الدائم. يشير إلى أن الحل العسكري لن يؤدي إلى نهاية حاسمة للصراع، بل قد يعمق الأزمة. وبالتالي، فإن حل الدولتين سيكون الحل الأنسب، حيث ستقوم دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بجانب إسرائيل بحدود ما قبل عام 1967. وهذا سيضمن للفلسطينيين سيادة كاملة وحقوقهم الأساسية، مع الحفاظ على أمن إسرائيل.

3. مبادئ كفيلة بحل الصراع الأبدى:

تتضمن الدراسة ستة مبادئ أساسية يمكن أن تُسهم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني:

المبدأ الأول: تقرير المصير والسيادة المتساوية

يشير خفاجي إلى ضرورة أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحق تقرير مصيره والسيادة الكاملة على أراضيه، إلى جانب دولة إسرائيل. هذا يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، مع تأكيد حق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة.

المبدأ الثاني: تغيير نهج الدول العربية المطبعة مع إسرائيل

يوضح خفاجي أن التطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. يرى أن التطبيع لا يمكن أن يكون بديلاً لحل الصراع، بل يجب أن يكون جزءًا من الحل بعد أن تُحقق المطالب الفلسطينية.

المبدأ الثالث: التعاون الأمني الإقليمي

يشير إلى أهمية التعاون الأمني الإقليمي الشامل بين الدول في المنطقة، بما في ذلك التعاون بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، لتحقيق الأمن والسلام لكافة شعوب المنطقة. وهذا يشمل التوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن السيادة المتساوية للطرفين.

المبدأ الرابع: الاعتراف الكلي بدولة فلسطين

يصر خفاجي على أهمية الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة وعضوية كاملة في الأمم المتحدة، دون المساس بأمن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. ويعتبر أن هذا الاعتراف سيعزز المساواة بين الطرفين على الساحة الدولية.

المبدأ الخامس: حقوق اللاجئين الفلسطينيين

يعد خفاجي أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون جزءًا من الحل النهائي. ويشمل هذا التعامل مع حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم منذ عام 1948، وضمان عودتهم أو تعويضهم وفقًا للقرارات الدولية.

المبدأ السادس: تفعيل شرعية القانون الدولي

يشير خفاجي إلى ضرورة تطبيق القانون الدولي بشكل صارم، ووضع حد للإفلات من العقاب على الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. هذا يتطلب احترام قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وكذلك تأكيد حماية المدنيين الفلسطينيين من الاعتداءات.

يشدد الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعتبر أن تنفيذ هذا الحل يتطلب التزامًا من المجتمع الدولي والأطراف المعنية. من خلال تحقيق السيادة الفلسطينية وتقرير المصير، إلى جانب ضمان أمن إسرائيل، فإن هذا الحل قد يُساهم في بناء السلام المستدام في المنطقة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الحل يتطلب تغييرًا حقيقيًا في سياسات الدول الكبرى ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل جاد وفعّال.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الزمالك يتعاقد مع أحمد حسام مدافع الجونة والإعلان خلال ساعات