في واقعة هزّت الرأي العام المصري، وأسقطت قناع الشهرة والرفاهية عن واحدة من أبرز الوجوه الإعلامية، ألقت أجهزة الأمن القبض على الإعلامية والمنتجة الفنية سارة خليفة، بتهمة الإتجار وتصنيع المخدرات، ضمن تشكيل عصابي دولي يمتد عبر الحدود. القضية، التي وصفها خبراء الأمن بـ'الأضخم' من حيث الكمية والقيمة، شملت كميات مهولة من الحشيش الاصطناعي، ومعامل تصنيع، ومضبوطات مالية ضخمة، ليُكشف الستار عن واحدة من أخطر شبكات المخدرات التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة.
التحقيقات بدأت بوصول معلومات سرية إلى الأجهزة الأمنية عن نشاط مشبوه يدور داخل شقتين سكنيتين راقيتين بالقاهرة. التحريات كشفت أن إحداهما تعود لسارة خليفة، الإعلامية المعروفة ومقدمة البرامج السابقة، والتي تحولت لاحقًا إلى منتجة فنية وصاحبة شركة تنظيم حفلات تحمل اسمها. وبناء على إذن من النيابة، تم مداهمة المكانين، ليتبين أنهما يُستخدمان كمصنعين لتحضير وخلط المواد الخام المُستخدمة في إنتاج الحشيش الصناعي، وتعبئته تمهيدًا لتوزيعه على نطاق واسع داخل محافظتي القاهرة والجيزة.
وكشفت جهات التحقيق عن تفاصيل الأحراز المضبوطة، والتي شملت 160 كيلو جرامًا من مخدر البودر المعروف باسم الحشيش الصناعي، بالإضافة إلى 540 جرامًا من المشغولات الذهبية، ومبلغ مليون و700 ألف جنيه مصري، ومبالغ مالية بعملات أجنبية مختلفة.
كما تم ضبط 5 سيارات فارهة من بينها رينج روفر، ومرسيدس، وجيب، وBMW، فضلًا عن معدات وأدوات تصنيع مخدرات، و4 موازين حساسة تُستخدم في وزن المواد المخدرة بدقة عالية، إلى جانب كميات من المواد الخام والأدوات الخاصة بالخلط والتجهيز.
بحسب تقديرات الجهات الأمنية، فإن القيمة السوقية للمواد المخدرة المُصادرة تُقدَّر بـ420 مليون جنيه، ما يجعلها واحدة من أكبر القضايا من حيث الحجم والخطورة.
كما عُرفت بعلاقتها بعدد من مشاهير الوسط الفني، وعُرفت في فترة سابقة بأنها كانت على علاقة بلاعب كرة شهير لعب لناديي الأهلي والزمالك. كانت سارة تتمتع بصورة مثالية على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر صورًا من رحلاتها الفاخرة، وتروج لنمط حياة مرفه، كما شاركت في برنامج كوميدي شهير مع 'حمو بيكا'، وامتلكت عيادة تجميل استقبلت فيها مشاهير وإنفلونسرز. لكن، وفقًا للتحقيقات، كانت خلف هذا البريق واجهة لنشاط إجرامي منظم في تجارة المخدرات، حيث أظهرت التحريات أن شقتها كانت مركزًا لتوزيع المواد المخدرة، يتردد عليه الراغبون في الشراء.
النيابة العامة، بإشراف المستشار أحمد السعيد، بدأت تحقيقًا موسعًا شمل 6 متهمين آخرين ضمن نفس التشكيل العصابي، وأمرت بتحليل المواد المضبوطة في المعمل الكيماوي، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بموقعَي الجريمة. كما تم العثور على مراسلات إلكترونية ورسائل نصية بين سارة وأعضاء آخرين في الشبكة، ما يعزز فرضية وجود شبكة أوسع وأكثر تعقيدًا تمتد خارج حدود مصر.
الإعلامية لميس الحديدي علقت على الواقعة في برنامجها 'كلمة أخيرة' قائلة: دي مش بس تهمة تعاطي، دي جلب واتجار.. والقانون واضح: العقوبة ممكن توصل للإعدام. وأضافت باستغراب: المشكلة مش في وجود عصابات، دي بنت عندها 29 سنة، معروفة، جميلة، ومحبوبة في الوسط، ومتحولة للعقل المدبر لشبكة تهريب مخدرات؟ ده تطور خطير في طبيعة الجريمة.
مع توجيه تهم تصنيع، جلب، وترويج المواد المخدرة داخل البلاد، يواجه المتهمون – وفي مقدمتهم سارة خليفة – عقوبات تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد، وفقًا لقانون مكافحة المخدرات المصري. وما زالت النيابة تواصل تحقيقاتها في القضية، مع توسعة نطاق التحري ليشمل علاقات المتهمين داخل الوسط الفني والإعلاني.