منذ ظهور علامات التشدد وحتى حبل المشنقة.. هشام عشماوي تاريخ ملطخ بالدماء و العمليات الإرهابية

الإرهابي هشام عشماوي
الإرهابي هشام عشماوي

" هشام عشماوي"،طويت صفحة الإرهابي الأخطر المطلوب رقم 1 ،والعقل المدبر لعشرات العمليات الإرهابية التي خلفت كثير من الدماء وأزهقت أرواح عشرات الشهداء من رجال الشرطة ومئات الأبرياء من المواطنين ، بعد أن اعلن المتحدث العسكري تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي هشام عشماوي .

الإرهابي هشام على عشماوي مسعد إبراهيم ، رائد بوحدات الصاعقة المصرية ، طرد من الجيش عام 2011 لظهور علامات التشدد والافكار المتطرفة .

كان عشماوي قد تخرج من الكلية الحربية عام 1996 وخدمَ كقائد مشاة ثمّ صارَ ضابط قوات خاصة في وحدات الصاعقة ، وخلال تعاملاته وسط أقرانه الضباط لاحظ الجميع عليه تغير في الافكار والمعتقدات .

بداية الأفكار المتشددة

وفقا لرويات شهودبتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بدأت علامات الميول الدينية المتشددة في الظهور على شخصيّة عشماوي منذ عام 2000 حيثُ دخلَ في نقاشٍ حادٍ معَ أحد العسكريين بعدما أخطأَ في قراءة بعض الآيات القرآنية خلال إحدى الخُطب تصرفه هذا إلى جانبِ تصرّفاتٍ أخرى دفعت قاداته إلى وضعهِ تحتَ المراقبة في ذلك الوقت ، كان هشام يوزع كتبًا تحمل الفكر السلفي على أقرانه بالجيش ووفق روياتهم إن عشماوي اعتادّ على إيقاظهم عند صلاة الفجر كما شجعهم على عدم قبول الأوامر دون أن يكونوا مقتنعين بها في المُقابل ، كما قالت زوجته نسرين إن عشماوي قد تغيّر بعد وفاة والده في عام 2010 ووصفت ما جرى بنقطة التحوّل المهمة حيثُ أصبح مكتئبًا وانتقل لجمع وقراءة كلّ أعمال ابن تيمية

في عام 2007 قبل أن يُعيد تكليفه بمنصبٍ إداري في قوات الدفاع الشعبي ، وفي 2011قررت المحكمة العسكريةإقالةُ عشماوي رسميًا من القوات المسلحة.

في 2012 انضمّ عشماوي لتنظيم القاعدة ومنها لأنصار بيت المقدس لكنّه انشق عنها عام 2015 بعد إعلانِ ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وبعدها شكّل عشماوي تنظيمهُ الخاص الذي سُمّي بالمرابطون والذي اتخذ من ليبيا مقرًا له وظلّ مُخلصًا للقاعدة.

الإرهابي المطلوب رقم 1

أصبحَ هشام عشماوي الإرهابي المطلوب رقم واحد قبل أن يتم القبض عليه في 8 أكتوبر 2018 على يدِ الجيش الليبي أثناءَ معركة درنة لتورطه في العديد من العمليات الإرهابية

ووجه له 14 اتهامًا تتمثل في:

أولًا: المشاركة في استهداف وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، بتاريخ 5 سبتمبر 2013، برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله.

ثانيًا: اشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013.

ثالثًا: ضلوعه في الاشتراك في تهريب أحد عناصر تنظيم بيت المقدس من داخل أحد المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية.

رابعًا: تولِّى قيادة المجموعة الإرهابية المنوه عنها خلفًا للمكنى/ أبومحمد مسلم، واستهداف المركبات العسكرية، وقد أدى ذلك إلى استشهاد مستقلي هذه السيارات من الضباط والأفراد وتدمير السيارات.

خامسًا: استهدافه مع آخرين من عناصر التنظيم الإرهابي المباني الأمنية بالإسماعيلية 19- 10- 2013 ومن خلال سيارات مُفخَّخة.

سادسًا: اشتراكه مع آخرين في عملية استهداف المباني الأمنية بأنشاص بتاريخ 29- 12- 2013.

سابعًا: استهدافه مدرعيتن تابعتين لوزارة الداخلية بشرق مدينة بدر بطريق «القاهرة- السويس».

ثامنًا: اشتراكه في استهداف سيارة تابعة لعناصر حرس الحدود وقتل جميع أفرادها والاستيلاء على جميع الأسلحة التي بحوزتهم.

تاسعًا: تولِّى إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابي المكنة أبوعبيدة، ثم الانتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس حدود بمنطقة الفرافرة.

عاشرًا: ضلوعه بالرصد والاستطلاع ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم الإرهابي على نقطة حرس حدود «الفرافرة» وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخزن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 19- 7- 2014.

الحادي عشر: المشاركة في عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط منطقة أبوصوير- الصالحية- القصاصين.

الثاني عشر: استهداف كمين الشرطة المدنية بمنطقة أبوصوير.

الثالث عشر: تسلله إلى الأراضي الليبية برفقة بعض عناصر التنظيم، وإقامته تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا.

الرابع عشر: تأسيس حركة «المرابطون»، المنتمية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي.

تنظيمات إرهابية انضم لها

انضم عشماوي لتنظيم القاعدة و تمكّنَ من تشكيل خلية متشددة مع أربعة ضباط آخرين بعد إقالته عام 2011 وانضم فِي العام التالي إلى أنصار بيت المقدس حيثُ صعدَ تدريجيًا في صفوف المجموعة، و تتبعت وزارة الداخلية رحلةً كان قد قام بها إلى تركيا في أبريل 2013 قبل أن يعبر الحدود متجهًا صوبَ سوريا وهناك اشتبهت السلطات في أنه قد فعل ذلك للمقاتلة إلى جانب جبهة النصرة

ظهرَ اسم عشماوي في وسائل الإعلام لأول مرة في سبتمبر 2013 باعتبارهِ أحد المشتبه بهم الرئيسيين في محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم و داهمت قوات الأمن منزله والصالة الرياضية التي كان يتردد عليها فوجدوا كمية كبيرة من معدات التدريب القتالي في مقر إقامته ، ارتبط اسمه بالعديدِ من الخلايا والعمليات المسلحة التي حصلت في عام 2014 منها كمين الفرافرة والتي كشفت نيابة أمن الدولة العليا أنه خطّط لها مُسبقًا أثناء وجوده في معسكرات أنصار الشريعة في ليبيا، وكُلّف بتدريب مجندين من أنصار بيت المقدس في نفس العام وقادَ خلايا المنظمة داخل مصر في وقتٍ لاحق أعلنت أنصار بيت المقدس عن ولائها لتنظيم داعش مُشكّلةً بذلك ما عُرف بولاية سيناء هذا الولاء سبّب لغوًا في داخل صفوف الجماعة فانقسمت إلى قسمين؛ أولٌ صارَ مواليًا لداعش فيما ظل القسمُ الثاني وهو القسم الذي ضمَ عشماوي مرتبطًا بالقاعدة.

اغتيال النائب العام

زادت شهرة عشماوي بعدما ظهرَ اسمه في وسائل الإعلام كمشتبه به رئيسي في اغتيال النائب العام هشام بركات ، و في 2015 أَعلن هشام في مقطع فيديو في نفس الشهر عن تشكيل تنظيمٍ يُدعى المرابطون وأكّد أنه سيكونُ مواليًا وتابعًا للقاعدة بدلاً من داعش هذا البيان أثار حفيظة قادة تنظيم داعش الذي ردوا عليهِ من خلال بيانٍ وصفوهُ فيهِ «بالمرتد» وأعلنوا عن مكافأة لمن ينجحُ في أسرهِ أو اغتياله لقد نجحَ تنظيم المرابطون بقيادة المصري هشام عشماوي في فرض نفسه حيثُ تمركزَ في ليبيا وطوّر علاقات وثيقة مع مجلس شورى مجاهدي درنة، وفي فيديو انتشرَ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ شجَع عشماوي المسلمين على شنّ جهادٍ عالمي وندد بالحكومة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي.

أصدرَ عشماوي بيانًا ثانيًا في مارس 2016 على شكل تسجيلٍ صوتيّ مصحوبٍ بشرائح صور شملت صورة له بالزي العسكري وبانوراما في القدس تحمل عبارة «يا أقصى نحن قادمون». في تلكَ الرسالة دعا عشماوي العُلَماء ورجال الدين المصريين إلى حشد الشباب المسلم وتشجيعهم على «طرد الغزاة من دار الإسلام وشن الجهاد القيادة السياسية

أعطى عشماوي نفسه اسمًا مستعارًا وهوَ أبو عمر المهاجِر،كما نسجَ شبكة علاقات معَ جماعات مُتشددة أخرى مثل جند الإسلام وأنصار الإسلام

خطط عشماوي لتنظيم المرابطون لتنفيذ هجومٍ الواحات 2017 والذي تسبّب في مقتلِ ما بين 16

حُكم على عشماوي بالإعدام غيابيًا من قبل المحكمة العسكرية في 27 ديسمبر 2017 مع عشرة آخرين بسببِ تهم مختلفة تتعلق بالإرهاب وزعزعة أمن واستقرار الدولة بعدمَا ألقي القبض عليه في العام التالي؛ في 8 أكتوبر 2018؛ أعلنَ أحمد المسماري الناطق باسم ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي أسرَ عشماوي خلال عملية مفاجئة قامت بها وحدة من لواء 106 في منطقة جبلية في درنة ، وفي 28 مايو 2019 سلم عشماوي إلى السلطات المصرية من أجلِ محاكمته في بلدهِ الأم

الإعدام

في فبراير 2019، قررت محكمة جنايات القاهرة إحالة أوراق 37 متهما إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، من بينهم عشماوي، في القضية التي تعرف باسم "أنصار بيت المقدس". وفي نوفمبر 2019، قضت محكمة العسكرية بإعدام عشماوي، في "قضية الفرافرة"، وجاء الإعدام تنفيذًا للحكمين الصادرين من المحكمة العسكرية، بعد استنفاد كل درجات التقاضي طبقاً لتلك الجرائم.

واليوم 4 مارس 2020 أعلن المتحدث باسم الجيش المصري تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً