طرح الكاتب الصحفي و الشاعر خالد كامل، قصيدته الجديدة بعنوان ( حبر القصيد).
و التي يتحسر فيها على فقدان الطفل المغربي ريان و كل أطفال العالم العربي و الإسلامي، لافتاً إلى أن هناك الآلاف، بل الملايين مثل ريان يحتاجون لمن ينقذهم قبل فوات الأوان في عالمنا العربي، و الذي يمكن لبعض أثريائه إنقاذهم بالقليل من الدعم المادي، مثل أطفال سورية في الصقيع و اليمن في الصحراء و السودان و غيرهم، فإلى نص القصيدة..
حِبْـرُ القصيدِ لونُهُ دمعٌ و دَمْ..
تحت النيرانِ تجرعَتْ كلَ الألمْ.
يا ويحَ مَنْ دفـنُوا صِغارَ بلادِهِم..
تحت الترابِ و الجنادلِ و الحِمَمْ.
يا ويحَ مَنْ باعوا صميمَ ضميرِهِم..
باعوا الكرامة َ و الشهامة َ و القـِيَمْ.
بينَ الحواشي مهابةٌ لا تختفي..
مِنْ بينِ أضلاع ٍ بها كلُ السِقـَمْ.
نبضٌ تـَدثـَرَ لهفة ً مِنْ شوقِها..
صوتٌ كتومٌ قد محا كلَ النَهَمْ.
يا ويلـَنَا يا ويحَ كلِ بَـلـِيَةٍ..
مِنْ رمـْقَةٍ تشكو خراباً لِلذِمَمْ.
يا رمقة ً كُفِيِ فإِنَا أمة ٌ..
مسلوبة ٌ لا ترتـَجَىَ منها النِعَمْ.
يا حسرةً إنَ السلامَ سخافة ٌ..
أين الجيوشُ و أين أربابُ الكـَلِمْ؟!
أين الذين تعاهدوا أحلامـــ
ـــهم على عُـتَيبَاتِ الحَـرَمْ؟!
أين العهودُ الكاذباتُ و أهلُهَا..
هل أغرقـَتْهَا النائحاتُ مِنْ النَقـَـمْ؟!
لا تحزني قصيدتي و تـَرَيـْثِيِ..
فلربما جاءوكِ مِنْ تحتِ القِـمَمْ.
و لربما غاصتْ بِهِمْ أوهامُهُم
كي لا يمسَ ثيابَهُم حبرُ القلمْ.
غـُـطْراتُهم عندَ الأجانبِ طرفُها..
تحت النعالِ يُـظْهِرُوا كلَ الكـَرَمْ.
بين الخيام في الصقيع ِ براءةٌ..
رغم الثلوج ِ جمالُها يُحيِي الهِمَمْ.
موؤدة ٌ تحت العراءِ شهامة ٌ
مقتولة ٌ فوقَ الخيانةِ كالعَدَمْ.
ريانُ طفلٌ قد تدثرَ بالترابْ..
أمثالُهُ الآلافُ تكفيهمْ بعضُ الرُزَمْ.
لكن َ قومي زلزلوا أوطانَهم
حتى تُـسَـبـِحَ باسمهم تحتَ العَلَمْ.
لو كان ذا الطفلُ الدفينُ ابنَهُم
لرأيتُمُ كم كان تــُـنقِـذ ُهُ الأممْ.
لم يعبأوا يوماً بِهـَم ِ شعوبِهم
إلا سَليلَ المجدِ مِنْ بيتِ الحَكَمْ.
للهِ دَرُ شعوبِ عُرْبٍ لم تَذُقْ
يوماً نعيماً كالأجانبِ و العـَجَم
عن كل أطفال العالم الإسلامي و العرب