اختتم مؤتمر التسامح الديني والتعايش السلمي، الذي استضافته كنيسة سان مارك بالقاهرة، أعماله بإصدار بيان ختامي يدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، معتبراً إياه انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول وتهديداً للأمن الإقليمي والدولي.
المؤتمر، الذي نظمته جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان برئاسة الحقوقي فيصل فولاذ، والاتحاد المصري لحقوق الإنسان برئاسة المستشار الدكتور نجيب جبرائيل، بالتعاون مع الشبكة الدولية لمعلومات حقوق الإنسان بقيادة الكاتب الصحفي الدكتور عمر عبد العلي، شهد مشاركة نخبة من الشخصيات الدينية والثقافية.
وافتتح المؤتمر الدكتور نجيب جبرائيل، مؤكداً أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسخت دعائم التسامح والمحبة عبر بناء الكنائس في المدن الجديدة وتعيين الأقباط في مناصب عليا، مشيراً إلى أن الدستور المصري يعزز مفهوم الدولة المدنية التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين كشركاء في الوطن.
وأضاف أن هذا المؤتمر يهدف إلى ترسيخ قيم التسامح كنموذج عربي يحتذى به.من جانبه، شدد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بالأزهر، على أن مصر حاضنة للديانات السماوية الثلاث، مشيراً إلى تكاملها في إسعاد الإنسان. واستعرض أمثلة تاريخية مثل مكانة السيدة ماريا القبطية وهاجر، محذراً من مشروع 'الدين الإبراهيمي' الذي يراه تهديداً للأديان. واقترح إنشاء منتدى للتقارب الديني بين المسلمين والمسيحيين لتعزيز التسامح.
أكد الأستاذ فيصل فولاذ، رئيس فرع المنظمة في مملكة البحرين، على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والبحرين، التي تجسدت من خلال قيادة الشعبين، وأرست قيم المجتمع الثقافية والاجتماعية والعلمية. وأشار إلى أن السينما المصرية، في بداياتها، قامت على إسهامات فنانين مصريين من مختلف الأديان، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود، حيث تعكس الأفلام السينمائية اليوم صورة الكنيسة والمعبد والمسجد، مما يعزز التعايش والتسامح.
وأوضح فولاذ أن هذا التنوع الثقافي ساهم في رفع المستوى الثقافي وترسيخ قيم التسامح بين الأديان. كما أكد أن منظمة حقوق الإنسان عززت العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية بين مصر والبحرين من خلال دور المجتمع المدني. وأشار إلى أن مملكة البحرين شكلت نموذجًا رائدًا كحاضنة للتعايش بين الأديان، وساهمت في بناء جسر عربي للتسامح والتعايش الإقليمي عبر الشبكة الدولية. وأضاف أن الصحافة تلعب دورًا بارزًا في تعزيز الحقوق الدينية ونشر قيم التسامح.
واختتم فيصل فولاذ كلمته بالتأكيد على قوة العلاقات التاريخية بين البحرين ومصر، التي تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة، ومواجهة خطابات الكراهية، وبناء مستقبل أفضل للأمة العربية
مشاركات بارزة:
شارك في المؤتمر الأنبا سيداروس، الأسقف العام، الذي أكد على دور مصر الحضاري ووحدة نسيجها الوطني.
أكد نيافة الأنبا سيدراوس، الأسقف العام، أن مصر، بتاريخها الحضاري العريق الذي يمتد لأكثر من 7000 عام، تُعد نموذجًا للتعايش السلمي. وأشار إلى أن الكتاب المقدس يدعونا إلى أن نكون يدًا واحدة ونسيجًا متماسكًا في هذا الوطن، مؤكدًا أن الله محبة. واستشهد بقول الرئيس عبد الفتاح السيسي: 'أنت مسؤول عن اختيارك وعن نفسك، فلا تتدخل في شؤون الآخرين'، مشددًا على أهمية احترام حرية الغير.
وأوضح أن مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن مصيرنا المشترك يتطلب التكاتف لبناء دولة قوية تحافظ على سمعتها وحضارتها وثقافتها. وأكد أن مواجهة الفكر المتطرف تتطلب التمسك بقيم المواطنة والتعايش، مستلهمًا مبدأ الكتاب المقدس 'عامل الناس كما تحب أن يعاملوك'. وأضاف أن احترام اختيارات الآخرين يُعزز السلام والفرح في المجتمع، بعيدًا عن التدخل في شؤون الغير.
واختتم الأنبا سيدراوس بالإعراب عن فخر الجميع بمصر، التي تُمثل نموذجًا عالميًا للتعايش السلمي وحقوق الإنسان.
في الوقت نفسه أشادت المهندسة إيمان المرسي زيدان، رئيس فرع المنظمة بالقليوبية، ايمان المرسي زيدان رئيس فرع المنظمه بمحافظه القليوبيه بأن مصر ومملكة البحرين نموذجا للتعايش السلمي والتسامح الديني بين الشعوب وهى مثال يحتذى به ونرفض اى مساس بدولة قطر الشقيقة ونرفض اى اعتداء عليها وندين بشدة الاعتداء على سيادة دولة شقيقة.
كما شارك في هذا المؤتمر مستشار المنظمة وعضو الوفد المصرى الفنان الصحفي الدكتور حسن الطوخي رئيس الجمعيه المصرية للأدباء والفنانين والصحفيين بمصر.
واستنكر الطوخي دعم الولايات المتحدة الأمريكية للغطرسة الإسرائيلية مما يشكل خطرا على السلم والأمن الدولي ومؤكدا على ادانه الهجوم الاسرائيلي على قطر والذي يعد تهديداً للأمن العربي خاصة والدولي عامة .
وأكد على دور إرساء التعايش السلمي والتسامح الديني الذي أقره جميع الشرائع السماوية بين شعوب الدول عبر مختلف المبادرات الإنسانية حول العالم.
من جانبه أضاف الكاتب الصحفي الدكتور عمر عبد العلي المدير التنفيذي للمنظمة بمصر أن العلاقات بين مصر ومملكة البحرين راسخة تقوم على دعم قيم المواطنة ومواجهة كل خطابات الكراهية من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية وإدانة الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر والذي يعد تهديداً للأمن العربي خاصة والدولي عامة .
توصيات المؤتمر:
أصدر المؤتمر بياناً ختامياً دعا إلى:
ـ دعم الخطاب الديني المعتدل لتعزيز المحبة والسلام.
ـ مكافحة الإرهاب الفكري وخطابات الكراهية.
ـ إطلاق برامج توعية في المدارس والجامعات لنشر ثقافة التسامح.
ـ تشكيل لجان متابعة لتنفيذ التوصيات.
ـ إدانة الاعتداء الإسرائيلي على قطر ودعم سيادتها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
