بعد سنوات النسيان.. مصر تفتح مغارة غاز المتوسط المحفوفة بالمخاطر

حقل غاز
حقل غاز

آمال وطموحات يمثلها البحر المتوسط للدول المحيطة به فهو كنز من أهم موارد الغاز الطبيعي في العالم، ويحتوي على العديد من حقول الغاز الطبيعي التي من شأنها أن تعمل على تغيير الخرائط الاقتصادية للدول.

وتشير التقديرات إلى وجود غاز بمنطقة شرق البحر المتوسط يترواح ما بين 340 إلى 360 تريليون قدم مكعب، تتراوح قيمته المالية ما بين 700 مليار دولار و3 تريليونات دولار.

ويشترك في البحر المتوسط عددا من الدول ومن أهمها مصر وإسرائيل وسوريا وتركيا واليونان وقبرص ولبنان والأردن.

وبعد اكتشاف حقل 'ظهر' في مصر آواخر عام 2015، أكد الخبراء أن ظهر هو الاكتشاف الأهم والأعظم في عالم الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وذلك لاحتوائه على 30 تريليون قدم مربّع جعله الحقل المُكتشف الأكبر في المتوسط.

وتمتلك مصر منشآت تعمل على تسييل الغاز في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 12.5 مليار متر مكعب حيث يمكن نقل الغاز المسال للتصدير عبر السفن إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ويعمل منتدى غاز شرق المتوسط كمنصة رسمية حكومية تجمع منتجى الغاز ودول المرور، لوضع رؤية مشتركة وإقامة حوار منهجي منظم حول سياسات الغاز الطبيعي.

وقال الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن منتدى المتوسط أصبح أكثر إلزاما واهتماما من الجميع فى ظل الإحصائيات الجديدة والتي قدرت احتياطيات منطقة شمال المتوسط ب432 تريليون قدم مكعب والتي أهلتها لتكون في المركز الثانى بعد روسيا وأمريكا من حيث أعلى إنتاجية.

وأوضح لـ'أهل مصر'، أن الإنتاج سيتزايد في بعض المناطق نتيجة التنمية للحقول والتي سوف يكون لديها 35 تريليون قدم مكعب، مما يدعم الاتحاد الأوروبى لزيادة حصته إلى 11و12و13%.

وأوضح أن مصر تمتلك كافة المقومات التي أهلتها لتكون مركز إستراتيجي للطاقة، والآن لتكون مقر لمنظمة غاز شرق المتوسط، كالبنية التحتية والتي تنفرد بها مصر من خطوط أرضية للربط ونقل الغاز الخام بين إسرائيل والأردن، وكذلك بعد توقيع البرتوكول بين قبرص ومصر لإقامة خط أنابيب بحري مباشر بين البلدين.

وأكد أن مصر تستهدف تعظيم الاستغلال الاقتصادي لبنيتها التحتية في مجال الغاز من خطوط ومجمعات استقبال الغاز الطبيعي وإسالته وتصديره على ساحل البحر المتوسط واستثمار طاقتها الاستيعابية الكبيرة خاصة أن مجمعات إسالة الغاز تعد ميزة نسبية تتمتع بها مصر ، كما أن تعزيز الشراكة بين مصر وقبرص لاستغلال غاز شرق المتوسط سيلعب دورا مهما لتحقيق إستراتيجية مصر كمركز محوري للطاقة.

وتابع القليوبى أن مصر تدعم شمال أفريقيا من خلال مشاريع ربط ودمج الكهرباء حتى آخر المغرب العربي، مشيرا إلى أن تحويل منتدى شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية مقرها القاهرة ستصبح نواة كمنظمة أوبك يعطي نوعا من الأهمية وحل مصري لإدراك تسعيرة الغاز حيث سيتم تقييم أسعار الغاز عالميًا مستقبليًا، وسيصبح المنتدى نقطة اتجاه مستقبلية لعودة مرة أخرى للاستثمارات في هذه المنطقة.

ويرى محمد محمود، الخبير الاقتصادي، أن المنظمة الوليدة ستعمل على التنسيق بين الدول الأعضاء, وبعيدا عن الصراعات السياسية كما ستعمل في المستقبل على تحديد العرض والطلب وبالتالي من الممكن أن تعمل المنظمة على تحديد مستوى الأسعار للغاز عالميا بالتنسيق مع منتدى الدول المصدرة للغاز والذي تأسس عام 2001 وهو الكيان العالمي الأبرز حول الغاز.

وكشف الخبير الاقتصادي في تصريحه لـ'أهل مصر' أن التحدي الكبير هو أسعار الغاز ، فهي ليست كالنفط على المستوى العالمي، حيث أن هناك فروقات كبيرة وغير عادلة بين أسعار الغاز والنفط، والمنظمة الجديدة من الممكن أن تنسق الأسعار في المستقبل مع الدول المستهلكة، بشكل يعمل على رفع الأسعار .

وتابع 'الباب مفتوح لانضمام دول أخرى حيث أن المنتدى يتطلع لعضوية دول أخرى كما يمكن القول أن وجود دولة فلسطين في المنتدى أمر له مدول سياسي, حيث إنه يعتبر اعترافا ضمنيا بالدولة الفلسطينية وحقها في إدارة مواردها الاقتصادية، حيث يوجد حقل غاز قبالة سواحل غزة عام 2000، إلا أن إسرائيل ما زالت تعطل استغلاله الي جانب الانقسام الفلسطيني.

كما أن المنظمة تحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية وذلك خوفا من النفوذ الروسي حيث تعتبر روسيا المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا، حيث تقوم روسيا بتصدير حوالي 40% من احتياجات الغاز للاتحاد الأوروبي.

WhatsApp
Telegram