اعلان

باحث اقتصادي: مصر والسودان لن يفرطا في أمنهما القومي

محمد محمود خبير اقتصادى
محمد محمود خبير اقتصادى

تتميز العلاقات المصرية السودانية بجذورها الطويلة التي يربطهما نيل واحد، حيث كانت السودان فى أحد الأزمنة جزء من المملكة المصرية.

قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي بجامعة القاهرة، إن السودان لا تُعد العمق الاستراتيجي فقط لمصر، بل أن مصر والسودان قبل سبعة عقود فقط كانوا دولة واحدة، وهو ما يؤكد أن العلاقات المصرية السودانية هى علاقات تاريخية ومتميزة.

وأوضح عبد الرحيم، فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الرئيس السيسي قام بزيارة للسودان الشهر الماضي والتى كانت ناجحة بكل المقاييس من حيث توقيت الزيارة أو على مستوى النتائج وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في توقيت بالغ الأهمية، موضحا أن هناك تهديدًا مشتركًا يواجه مصر والسودان، حيث تتعمد السلطات الإثيوبية إظهار"سوء نية" بخصوص قضية سد النهضة.

وأضاف عبد الرحيم أن مصير البلدين وهو مصير مشترك والظروف المحيطة تحتم توحيد الجهود المبذولة بين مصر والسودان لحل قضية سد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر والسودان لن يفرطان أبدا في أمنهما القومي.

وأكد الباحث الاقتصادى، أن الزيارة لها مدلول بالغ الأهمية من حيث التوقيت، فهى تعتبر الزيارة الأولى للرئيس المصري منذ قيام الثورة السودانية، كما أن هناك تحديات مشتركة وكبيرة تواجه البلدين الشقيقين، كما أن الزيارة تؤكد تضامن مصر مع السودان بخصوص التوتر الحدودي الإثيوبى السوداني والخاص بمنطقة "الفشقة"، حيث تحتل إثيوپيا أراضي منها.

وأشار إلى أن العلاقات المصرية السودانية تشهد حراكًا سريعًا ومتبادلاً، حيث التقت وزيرة الخارجية السودانية الرئيس السيسي في زيارة القاهرة كما التقت نظيرها المصري سامح شكري، كما تم عقد لقاء هام وضروري مع الباحثين والخبراء في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، واختتم الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية زيارة للخرطوم الشهر الماضي، حيث تم خلالها توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري ، وجاءت هذه الزيارة برسائل حاسمة بخصوص التهديدات المشتركة للدولتين.

واستطرد عبد الرحيم أن هذا الحراك مصاحب لتصريحات الرئيس السيسي يحذر فيها من خطورة انفراد إثيوبيا بملء سد النهضة، مؤكدًا أنه لا يسمح بالتفريط في قطرة من نهر النيل، كما أن العالم لا يتحمل عطش 140 مليون نسمة، موضحا أنه بطبيعة المرحلة تسعى السودان إلى إصلاحات اقتصادية قد تستفيد من بعض الخبرات المصرية في هذا الخصوص.

وقال الباحث الاقتصادى إن قيمة حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان وصل إلى ما يقرب 862 مليون دولار عام 2020، منها 496 مليون دولار صادرات مصرية للسودان، و366 مليون دولار واردات مصرية من السودان في حين تبلغ إجمالي واردات السودان من العالم حوالي 9 مليار دولار تقريباً، وهو رقم لا يرقى لقوة العلاقات بين البلدين وقرب المسافة بينهم، حيث أن السودان يُعد سوقًا كبيرًا ويحتاج استيراد العديد من المنتجات، لكن كانت هناك مشاكل قديمة ومزمنة سواء من حيث الجمارك المرتفعة.

وأضاف أن هناك قائمة سلبية كبيرة تضعها الحكومة السودانية على بعض المنتجات المصرية، مؤكدًا أن في ظل المرحلة الجديدة التي تعيشها السودان من حيث الانفتاح الاقتصادي والسياسي لن يستمر هذا الوضع، وأن زيارة الرئيس السيسي للسودان قد تكون البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في العلاقات المصرية السودانية، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا استثمارية بلا شك لجذب المستثمرين المصريين والشركات المصرية في السودان.

واختتم عبد الرحيم، تصريحاته، بأن الشركة المصرية لنقل الكهرباء رسمياً في عام2020 أطلقت خط الربط الكهربائي مع السودان بقدرة 60 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالى 300 ميجا وات، وهو ما يؤكد قوة الشراكة المصرية السودانية، حيث أن الربط الكهربائي يساعد علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان، موكدا أن تعميق العلاقات المصرية السودانية ليس ضد أي طرف وإنما يمكن القول أن السودان هو العمق الحقيقي لمصر في إفريقيا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مواعيد مباريات اليوم الجمعة 3- 5- 2024 والقنوات الناقلة