حققت أسعار الذهب انخفاضا طفيفا خلال تعاملات اليوم الإثنين بعد أن كانت قد تعافت بقوة مع نهاية تداولات الأسبوع الماضي، وتستقر أسعار الذهب خلال التداولات قرب مستويات 1730 دولار للأوقية تزامنا مع العطلات التي تشهدها الأسواق بسبب عيد الفصح.
وخلال تداول اليوم الإثنين، انخفضت العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.07% وسجلت حوالي 1728.29 دولار للأوقية. كما استقرت العقود الاَجلة لمعدن الذهب وسجلت مستويات 1729.15 دولار للأوقية.
ولقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام نحو 6 عملات خلال تعاملات اليوم الأربعاء دون مستويات 93.00 نقطة، وسجل حوالي 92.57 نقطة بالتزامن، فارتفاع الدولار يدفع أسعار الذهب للانخفاض، والعكس صحيح، ولكن هذه العلاقة تتأثر حاليا بتطورات فيروس كورونا وشهية المخاطرة في الأسواق.
وعلى الرغم من انخفاض الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ إلا أن ذلك لم ينعكس بقوة على أسعار الذهب وبخاصة في ظل العطلات التي تشهدها الأسواق بسبب عيد الفصح، بالإضافة إلى أن ضعف الطلب على الذهب باعتباره ملاذ اَمن مع هدوء وتيرة تفشي فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تلاشي المخاوف بشكل كبير حيال التعافي الاقتصادي العالمي.
ولقد أظهر تقرير التزام المتاجرين COT الصادر عن هيئة المتاجرة على السلع والعقود الآجلة CFTC يوم الجمعة الماضية انخفاض التمركزات الشرائية على الذهب خلال الأسبوع المنتهي يوم الثلاثاء 30 مارس الجاري. وذلك للمرة الثالثة على التوالي. فوفقا للتقرير، فإن كبار المضاربين وصناديق التحوط قد سجلوا حجم تمركزات شرائية على الذهب للأغراض غير التجارية تقدر بنحو 167,528عقدا، في مقابل تسجيل نحو 174,067 عقدا خلال الأسبوع الأسبق. ويظهر من خلال مؤشر قوة كبار المضاربين غير التجاريين مقارنة بالثلاث سنوات الماضية أن الاتجاه في الوقت الحالي إلى الشراء بنسبة تصل إلى 52%.
ولا تزال أسعار الذهب تتعرض لضغوط مع استفادة الدولار الأمريكي من صعود العائد على السندات الأمريكية، حيث تجاوز عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات مستويات 1.77% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وهو ما عزز قوة الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى خلال الفترة الماضية ويدعم هبوط أسعار الذهب.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب قد انخفضت خلال تعاملات الفترة الماضية دون مستويات 1750 دولار للأوقية في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي مع صعود العائد على السندات الأمريكية، والتفاؤل حيال تعافي الاقتصاد الأمريكي سريعا من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد بالتزامن مع إيجابية البيانات الاقتصادية وعلى رأسها بيانات سوق العمل والتضخم، بما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو إنهاء التيسير النقدي الحالي سريعا.