قال محمد الكيلانى أستاذ الاقتصاد بالجامعات الحكومية، إن جملة الإنفاق على الأدوية بالدول العربية، وصلت إلى 80 مليار دولار سنويا، وهذا المبلغ هو نزيف دائم، بينما يمثل في نفس الوقت أرباحا للشركات العابرة للقارات.
وأوضح الكيلانى، فى تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن مصر وضعت الحل الجذرى لقطع نزيف الخسائر العربى بإنشاء مدينة الدواء، والتى افتتحها الرئيس من فترة قليلة، حيث أن مدينة الدواء هدفها تقليل فاتورة الاستيراد الباهظة والاعتماد على الصناعة المحلية، موضحا أن نصيب المواطن العربى من الإنفاق الدوائي بلغ 55 دولارًا، مقابل 320 دولارًا في أوروبا.
وأضاف أن قضية استيراد الدواء أصبحت تؤرق الملايين، نظرا لارتباطها بأسعار الصرف، وعجز شركات الأدوية عن الوفاء باحتياجات المرضى، وممارسه بعض الشركات الأخرى أساليب احتكارية بهدف زيادة أسعار الدواء، فضلا عن أن موازنة الدولة تتخذ الكثير في البند المخصص لشراء الأدوية، وتبلغ 2 مليار و600 مليون جنيه؛ لذا فإن إعادة تصنيع هذه الأدوية محليا سيقلل فاتورة الاستيراد الباهظة.
وأشار إلى أن افتتاح مدينة دواء على أرض مصر أكبر إنجاز يضاف إلى سلسلة الإنجازات التى تم تحقيقها على مدار السنوات القليلة الماضية والتى تهدف بالأساس إلى تحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة تعود بالنفع على المواطن المصرى اقتصاديا واجتماعيا، ومن ثم الوصول إلى الغاية وهى جودة الحياة على المستوى الاقتصادى فى تحسين الدخول وتوفير فرص العمل، وعلى المستوى الاجتماعى فى تحسين الخدمات المقدمة تعليميا وصحيا.
وأضاف أنها توفر الكثير من مليارات الدولارات التى كان يتم دفعها لاستيراد الدواء من الخارج، حيث تصل فاتورة مصر من واردات الدواء إلى 2,6 مليار دولار خلال عام 2019 وفقا لبيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.
وأوضح أن حجم سوق الدواء في مصر يقدر بنحو 400 مليار جنيه، ليساهم الإنتاج الدوائي بنحو 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2016/2017، فضلا عن أن وحجم استثمارات صناعة الدواء في مصر تقدر بنحو 80 مليار جنيه أي 6.8% من إجمالي الاستثمارات في 2018/2019، ما يعادل إنتاج 5.2 مليار علبة دواء سنوياً.
وأشار الكيلاني إلى وجود 350 منشأة لصناعة مستحضرات الدواء، يعمل بها نحو 84.6 ألف عامل، تمتلك الحكومة منها 3% فقط، مقابل97% مملوكة للقطاع الخاص، ويتركز إنتاج الدواء بالقطاع الخاص بنسبة 94% من إجمالي الاستثمارات ينتج 80% من الأدوية في مصر، مقابل 6% للقطاع الحكومي الذى ينتج 20% من الأدوية، وتستحوذ شركات القطاع الخاص الأجنبي على 69% من سوق الدواء في مصر بينما تستحوذ الشركات المحلية على 31% من الحصة السوقية للدواء عام 2018.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن مصر تستورد الجزء الأكبر من المدخلات من مواد فعالة ومستلزمات تعبئة وتغليف وغيرها أو من المنتجات النهائية من أدوية ومستلزمات طبية، من الخارج، حيث يتم استيراد ما يفوق 90% من المواد الخام المستخدمة في الإنتاج المحلي والذى يغطي 93% من الاستهلاك المحلي، وبلغت واردات مصر من المنتجات الدوائية نحو 2.61 مليار دولار مقارنةً بحوالي 271.85 مليون دولار فقط للصادرات خلال عام 2019، وبالتالي تفوق الواردات من المنتجات الدوائية الصادرات بنحو 9 أضعاف، ويقدر حجم السوق العالمى للمنتجات الدوائية في 2019 بحوالي 25.1 تريليون دولار.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
