خبير: الرؤية الكاملة لاقتصاد ما بعد كورونا لم تتضح خاصة مع متحور دلتا

 أحمد الإمام خبير اقتصادى
أحمد الإمام خبير اقتصادى

ما بين الحاضر والمستقبل مخاوف كبيرة وتساؤلات عديدة بشأن أزمة "كوفيد 19' وصراع تحورات الفيروس فى ظل تزايد الإصابات رغم ظهور أنواع مختلفة من اللقاحات، فهل من الممكن أن يشهد العالم غلقا تاما كما حدث مسبقا مع الموجتين الثالثة والرابعة مع المتحور 'دلتا'.

-تخوف عالمى من متحور 'دلتا'

يرى أحمد محمد الإمام الخبير الاقتصادى ، أن الرؤية الكاملة للاقتصاد ما بعد كورونا لم تتضخ بصورة كافية نظرا للتغيرات الجديدة خاصة ونحن على اعتاب موجة جديدة لمتحور 'دلتا'.

وأوضح أن هناك تغيرا حدث فى المنظور الاقتصادى العالمى خلال الفترة السابقة نتيجة لتأثير الإغلاقات الكلية أو الجزئية مع إختلاف درجات التأثير، والتوجه الى الثورة الصناعية الرابعة وعصر الرقمنة واندماج الذكاء الصناعى فى بيئة الأعمال فى العديد من القطاعات واضمحلال وإلغاء وظائف وخلق وظائف جديدة، مما حرك ديناميكية سوق العمل العالمى وأصبحت معظم اقتصاديات العالم تعانى من ارتفاع فى معدلات البطالة سواء بطالة هيكلية أو بطالة كاملة ناشئة عن توقف قطاعات عن العمل بصورة مؤقتة او دائمة حسب درجات التأثير.

وأضاف انه وفقا لمنظمة العمل الدولية إن أكثر من واحد من كل ستة شباب توقف عن العمل منذ ظهور وباء كوفيد 19 ، بينما نقصت ساعات عمل من ظلوا يعملون بنسبة 23 %.

-الفيروس الجديد يشكل 83% من الإصابات بأمريكا

وتابع الإمام، فى تصريحه لـ'أهل مصر'، أنه ومع انتشار سلالة دلتا في أكثر من 124 دولة بحسب منظمة الصحة وتصريحات المركز الأمريكى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن السلالة المتحورة تشكل 83% من الإصابات الجديدة في أميركا، تزداد المخاوف حول مدى تأثير دلتا على مسار تعافي الاقتصاد العالمي بسبب سرعة انتشاره بنسبة أكبر عن المتحورات الاخرى مثل ألفا وبيتا، حيث تشير الدراسات إلى أن 'قابلية انتقال متحور دلتا ارتفعت بنحو 40- 60 بالمئة'.

وأوضح أنه رغم العمل لتسريع عملية التلقيح وتحديد هدف تطعيم 70 %من سكان العالم العام المقبل، كشفت البيانات أن لقاحات فايزر وأسترازينيكا قللت من دخول المستشفى بنسبة تقارب الـ90 % وخفضت نسبة حدوث التهابات والمضاعفات بنسبة 17 % وحقن ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاحات فيروس كورونا في كل دول العالم.

وأضاف أنه بعد الركود التاريخي عام 2020 الذي شهد انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 3,5%، تتوقع المنظمة زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5,8% عام 2021 فيما كانت توقعاتها في مارس تشير إلى زيادة بنسبة 5,6%. وللعام 2022 إلى 4,4%، لكنها حذّرت من انتكاسة جديدة للاقتصاد بسبب استمرار وجود 'رياح معاكسة' وفقا لآخر تقرير فى نهاية شهر أبريل الماضي، كما رفع صندوق النقد الدولي، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بنصف نقطة مئوية إلى 6% في 2021، من 5.5% توقعاته في يناير الماضي.

-توقعات بنمو الاقتصاد العالمى نتيجة الانتعاش القوى لبعض الاقتصاديات

وقد كشف تقرير 'الآفاق الاقتصادية العالمية' الذي أصدره البنك الدولي في عدد يونيو 2021، أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة %5.6 خلال عام 2021، مُعتبرًا أنها أسرع وتيرة للنمو بعد ركود اقتصادي خلال 80 عامًا.

وأرجع الإمام ذلك الى الانتعاش القوي التي حققته بعض من الاقتصادات الكبرى، كما يتوقع البنك أن تعاني العديد من الاقتصادات الناشئة والدول النامية تأثيرات مناوئة ناجمة عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بعدوى الجائحة، وجود عقبات تعوق حملات التطعيم، والسحب الجزئي للدعم الاقتصادي، الأمر الذي قد يفوق الفوائد المتوقع أن تجنيها هذه الدول من ارتفاع أسعار السلع وارتفاع الطلب العالمي عليها وتوقع البنك أن يبلغ النمو الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل 2.4% في 2021، و3.5% في 2022، وكلتا النسبتين أعلى من توقعات يناير الماضي بفارق 0.3%.

وأكد أن الوضع الاقتصادى العالمى رهين بتطورات متحور كورونا وقدرة العالم على التصدى للتأثيرات الصحية والتبعات الاقتصادية مع توقعات بأن العالم بدأ أكثر ميلا الى عدم الوصول مرة أخرى الى إغلاق كامل مع توقع بتحسن تدريجى للحركة السياحة والسفر مع الوصول إلى 70% من التطعيمات العالمية، خاصة داخل أوربا وأمريكا والصين مع الخوف من تبعات التضخم القادمة عالميا من الأسواق الرئيسية وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين، حيث شهد الاقتصاد العالمي ارتفاعا في التضخم خلال 2021، هو الأسرع منذ 2008، مع إنفاق تريليونات الدولارات على شكل حزم تحفيز من الحكومات والبنوك المركزية، في مواجهة تداعيات جائحة كورونا ووفقا لبيانات رسمية أمريكية، ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 13 عاما في يونيو 2021 في ظل قيود على الإمدادات واستمرار انتعاش في تكاليف الخدمات المرتبطة بالسفر من مستويات متدنية ناجمة عن الوباء في الوقت الذي يكتسب فيه تعافي الاقتصاد زخما.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً