تضع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خطة عاجلة لزيادة اعداد تدريب الشباب في التخصصات التي تخدم المهارات الأكثر طلبا في السوق العالمي ومنها الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات والوسائط المتعددة والألعاب الإلكترونية وذلك في اطار استراتيجية متكاملة تسهم في 'بناء الانسان المصري' أحد محاور استراتيجية مصر الرقمية.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات أن الوزارة ضاعفت ميزانية التدريب 22 ضعف خلال 3 سنوات حيث ارتفعت أعداد المتدربين من 4 آلاف متدرب فى 2018/2019 بميزانية 50 مليون جنيه إلى 200 الف متدرب بميزانية 1.1 مليار جنيه في العام المالي الحالي، مشيرا إلى أن الوزارة تنفذ خطة لنشر مراكز ابداع مصر الرقمية في كافة المحافظات بهدف نشر التدريب والفكر الإبداعي والحاضنات ومسرعات الأعمال في كافة المحافظات؛ حيث تم البدء فى ست مراكز ويتم العمل على بناء عشر مراكز جديدة سيتم بدء العمل بها بحلول 2022.
1.1 مليار جنيه ميزانية بناء القدرات الرقمية:
وأشار الوزير إلى أهمية تطبيق التدريب الرقمي التفاعلي عبر الإنترنت حيث يشمل محتوى عالي الجودة وعقد ندوات بث مباشر عبر الإنترنت ومشروعات تقنية تطبيقية والتعاون مع خبراء عالميين وتدشين مجتمع طلابي ضخم لتبادل الخبرات، مشددا على الاعتماد على وسائل التدريب الرقمي والتعلم عن بُعد في ظل تعدد مزاياه والتي تتمثل في توفير الهادر من مليارات الجنيهات التي تضيع في عمليات التعليم التقليدي بجانب القدرة على الوصول للمحتوى التعليمي في أي وقت حسب ما يناسب المتعلم والمتدرب فضلا عن التكلفة المناسبة والتعلم، وفقا لقدرات المتعلم وإعادة الاستخدام، موضحا أن التعلم الرقمي أيضا يسهم الوصول إلى المعلم كذلك إمكانية تنويع وتطويع طريقة التدريب حسب مايناسب المتعلم بجانب توفر المناهج طوال الوقت علاوة على سهولة وتعدد طرق تقييم تطور المتعلم، منوها أن يكون لدى الشباب المهارات والقدرات التقنية والتي تأهلهم للمنافسة في سوق العمل الدولي.
ونوه طلعت أن الوزارة، تستهدف بالتعاون مع جميع الجهات المعنية فتح قنوات تعليمية متعددة لتستوعب جميع الراغبين في الحصول على المحتويات التعليمية المختلفة، مؤكدا أن التعليم المباشر لن يتمكن من تغطية كافة أعداد المتعلمين خاصة في ظل الكثافة السكانية المتنامية باستمرار لتستوعب 100 مليون فرد.
وتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعى بنسب تصل إلى 25٪ من الناتج العالمي خلال سنوات قليلة؛ بما يتطلب ضرورة دمج هذه التكنولوجيا في منظومات ناجحة؛ مشيرا إلى أن جائحة كورونا ساهمت في تسريع وتيرة الإقبال على التكنولوجيا ما أدى إلى الاعتماد على أساليب العمل والتعلم والتواصل الاجتماعي عن بُعد حيث من المتوقع استمرار هذه الآليات حتى بعد انتهاء الجائحة.
وشدد الوزير على أهمية وتعميق المعرفة ومواكبة التطور التكنولوجي واكتساب المهارات الشخصية المطلوبة في سوق العمل العالمي مثل مهارات العمل الجماعى والفكر الابداعى ومهارات تقبل الثقافات المختلفة. خاصة مع توقعات التقارير باختفاء أكثر من 85 مليون وظيفة حول العالم حتى عام 2025 مقابل خلق نحو 100 مليون وظيفة جديدة، وهي الوظائف المرتبطة بالإبداع حيث سيبقى الإنسان محور الحضارة مهما تطورت التكنولوجيا منوها إلى أهمية تسخير التكنولوجيا لخدمة المجتمع.
يذكر أن معهد تكنولوجيا المعلومات ITI يتبنى خطة طموحة لتطوير عمليات وبرامج التدريب حيث بلغ عدد المتدربين نحو 6 آلاف خريج ومتدرب عبر البرامج التدريبية المباشرة، بالإضافة الى إتاحة المحتوى ووصوله لما يزيد عن 240,000 مستفيد عبر المنصة الرقمية للمعهد للتعلم الإلكترونى 'مهارة تك'.
وتضمنت خطة المعهد تبنى آليات التعلم المدمج عبر البرامج التدريبية المباشرة والتى تشمل التدريب الاحترافى والتدريب المكثف للخريجين ومعسكرات التدريب الصيفية لطلبة الجامعات، وإتاحة المعرفة والمحتوى عبر منصته للتعلم عن بعد منصة مهارة تك والتى تقدم خدمات التوعية المهنية للشباب المصرى، والتدريب فى أحدث الموضوعات من خلال محتوى غنى مقدم من منصات عالمية وآخر من خبراء مصريين من ذوى الخبرة، بالإضافة إلى حزمة من الشراكات مع عدد من الشركات التكنولوجية فى مجالات أمن المعلومات، والبرمجيات مفتوحة المصدر، وتوكيد الجودة والاختبارات، والحوسبة السحابية وغيرها من التخصصات ذات الطلب المتسارع.
كما تضمن خطة معهد تكنولوجيا المعلومات إطلاق مبادرة جديدة تستهدف إنشاء قاعدة من المدربين المعتمدين (Tech Ambassadors) فى التخصصات ذات الطلب المتسارع والحديث لخدمة التوسعات الجغرافية التى يساهم بها المعهد من خلال تواجده فى مراكز إبداع مصر الرقمية (كريتيفا).
6 مزايا للتحول الى برامج التدريب الرقمية :
كما عقد المعهد شراكة مع عدد من كبرى الشركات العالمية هذا العام لدعم أكاديمياته التخصصية ومنها الشراكة مع شركة أبل العالمية (Apple) فيما يخص أكاديمية المعهد فى (App Development) بأفرعها المختلفة؛ حيث أشادت الشركة العالمية باعتماد المعهد كأول مركز تدريبى معتمد لها على مستوى أفريقيا، والذى يعد نتيجة طبيعية لمجهودات أكاديمية المعهد فى اعداد أكتر من 500 متخصص فى تقنيات IOS الخاصة بالشركة والذين يمثلوا قاعدة غنية يمكن البناء عليها لتوفير العديد من المدربين الخبراء فى هذا المجال، وذلك بالإضافة إلى المدربين المعتمدين بالمعهد والبيئة التدريبية التى تم اعتمادها من الشركة داخل الأكاديمية التابعة للمعهد والتى من المخطط نشرها فى أفرعه داخل مراكز كريتيفا.
كما تم الإشارة الى الشراكة مع شركة رد هات العالمية (RedHat) فى مجال البرمجيات مفتوحة المصدر وتقنياتها التى يتبناها المعهد فى كافة أكاديمياته مثل تحليل البيانات وتطوير البرمجيات واختبار الأنظمة؛ حيث حصل أكثر من 60 متدرب على شهادات الشركة المعتمدة فى وقت وجيز منذ بداية التعاون هذا العام إلى جانب إتاحة المحتوى التعليمى الخاص بالشركة على المنصة الإلكترونية للمعهد، بالإضافة الى عقد شراكة مع الكلية الفرنسية للحاسوب (إيبيتا) لتصميم وتنفيذ برنامج تدريبى مشترك فى مجال الذكاء الاصطناعى تبلغ مدته 9 أشهر ويضم حالياً 420 طالباً.
كما يمتلك المعهد أكاديمية المتخصصة فى أمن المعلومات والتى قدمت خدماتها التدريبية المئات من المتخصصين فى تخصصات SOC و Pentesting والبنية الأساسية والأدلة الرقمية والبرمجيات الخبيثة.
كما يدعم مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال 'TIEC' التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات 'إيتيدا' بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رواد الأعمال والمبتكرين في مصر ويعزز المركز تنمية المواهب وتطوير الأفكار الخلاقة وتعزيز مهارات الشباب في بداية تجاربه من خلال توفير كافة الإمكانيات المطلوبة ماديا وفنيا حيث يستهدف المركز تعزيز مجالات الابتكار وتطوير الأعمال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعظيم عوائد الاقتصاد الوطني.
وقدم المركز 456 مليون جنيه تمويلا للشركات الصغيرة والناشئة وياهم في تدريب 125892 فردا. ودعم 6016 رائد أعمال وتطوير 1132 شركة ناشئة ودعم 3598 فكرة وتوفير 22326 وظيفة بالاضافة إلى تأسيس 250 شركة منشأة وتنمية 247 شركة صغيرة ومتوسطة.