تشهد أسعار النفط انخفاضا حادا بعد ارتفاعها خلال الفترة الماضية في ظل الإعلان عن لقاح فيروس كورونا، ولكن مع ظهور المتحو الجديد 'أوميكرون' والاعلان عن الاغلاق فى عدد الدول الكبرى بدأت تتهاوى الأسعار في ظل تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن باستخدام الاحتياطي الاستراتيجى النفطي الأمريكي.
زيادة انتاج أمريكا من النفط
وقال الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن الأوبك تفاجئت بأن الولايات المتحدة الأمريكية صارت تنتج 11مليون برميل وتستطيع الوصول بمستويات الانتاج مستقبليا للتجاوز 14 مليون ولديها أيضا القدرة والإفصاح عن إمكانياتها التخزينية والتي تفوق المليارات من براميل النفط مما حطم اسعار النفط ولأول مره من 70 دولارا إلى أن وصلت لـ أقل من 30 دولارا، وذلك بعد أن أحكمت حكومة أوباما مخططها في بداية يناير 2014 .
ترامب وأمن الخليج والهجوم على المنشات النفطية
وأوضح استمرار تجاهل أمريكا لأي تفاوض أو اتفاق مع الأوبك حتى ذهب عصر اوباما الى 2018، وتولي ترامب مقاليد الأمور والذي أراد علناً أن يوضح للعرب أن أمن دول الخليج لابد أن يكون مدفوع الثمن ،مشيراً إلى الهجوم على المنشآت النفطية لأرامكو السعودية من الطائرات المسيرة الإيرانية حتي بعد ما دفعت السعودية الكثير من المليارات لشراء السلاح الأمريكي وأيضا ضخ استثمارات ولكن دون جدوي .
تحالف العرب مع روسيا 'تحالف أوبك بلس'
وأضاف أن العرب ولأول مرة أرادوا ان يغيروا قوة الردع للمحافظة على اقتصاديات دول أوبك من خلال الاتفاق ولأول مرة مع روسيا فى ما يسمى 'تحالف أوبك بلس '، وخفضت سقف الانتاج لكلا منها مليون برميل بينما خفضت المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وبقيه الدول إنتاجها ٦مليون برميل ليصل حجم الانخفاض ٧مليون برميل وفي تلك الأثناء تعرضت البنية التحية للتدمير في المناطق الامريكية و نتج عنه توقف كثيرمن الحقول ومنصات الانتاج وهنا تبدا الاوبك والاوبك بلس في التعافي ويرتفع سعر برميل النفط ووصل الي ما يفوق 60 دولارا حتي 70 دولارا خلال عام 2019 .
كورونا ينقذ الاقتصاد الأمريكى
موضحا انه ومع ظهور فيروس كورونا 2020 وكأنه طوق النجاة لعدم إحراج اقتصاد الولايات المتحدة فتتوقف الأنشطة وتمكث السيارات وتغلق الدول لتتهاوى اسعار النفط الي سالب 1.37 دولار لأول مرة في تاريخ النفط منذ اكتشافه حتي وقتنا الحالي .
مضيفا الى اعتماد دول الاوبك طيلة حياتها على اقتصاد نفطي ولم يكن هناك من يدعوا إلى بناء اقتصاد غير نفطي ولكن استمرت دول الاوبك بفكر اقتصادي غير نفطي ونجح إغلاق كورونا بالتقشف والتوجه إلى مصادر أخرى غير نفطية رفعت عوائد اقتصادها وحافظت أوبك والأوبك بلس على انخفاض سقف الانتاج وكذلك دعم اقتصادها من خلال أرصدتها الخارجية.
ارتفاع أسعار النفط وتاثيرها على أسعار السلع
وأشار إلى ان تطعيمات فيروس كورونا أعطت الانفراجة المطلوبة للاقتصاديات أن تعود وتعافت وزاد الطلب علي كميات النفط مع استمرار خفض الأوبك والأوبك بلس إنتاجها 7 مليون برميل ، مما أدي الي ارتفاع أسعار البرميل حتى تخطت سعر الـ 85 دولارا والتي أصبحت عائق لدي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا والتي أدى ارتفاع النفط فيها إلى زيادة أسعار الوقود في السوق الأمريكي والذي أدى الي معاناة المواطنين الأمريكيين لتلك الأسعار مع العلم أن سعر برميل النفط العالي يخدم منتجي النفط الصخري والتي وصلت أرباحها إلى ضعفين التسعيرة. مشيرا أن لجوء الصين واليابان وأمريكا والهند إلى استخدام المخزون الاستراتيجي لديها هو اخر الحلول التي قد تدمر اقتصادهم اذا استمر هذا السعر والذي قد يؤدي الي مظاهرات داخل امريكا او ضعف أنشطه التصدير الصيني والهندي .
- دور 'أوميكرون' في كسر تحالف الأوبك
وتابع ان ظهور متحور كورونا 'أوميكرون' في جنوب افريقيا ، اثار الرعب مره اخري علي العالم وتحولت دول عديدة الي الإغلاق في بضع ساعات مما أدي الي تأثير اجباري في انخفاض اسعار النفط في اقل من 12 ساعة بعد يومين من تصريح الرئيس الأمريكي يطالب الأوبك والأوبك بلس بزيادة الانتاج حتى ينخفض سعر البرميل، مشيرا الى 'أوميكرون' هو المخطط الثالث لكسر تحالف الأوبك والاوبك بلس والذهاب إلى تهاوى أسعار النفط مره ثالثة.