حذر أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي، من اندلاع أزمة غذاء وارتفاع معدلات الجوع بالعالم، بعد أن أعلنت روسيا، اليوم الاثنين، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط و آسيا.
أبوبكر الديب
صادرات أوكرانيا وروسيا من الحبوب
وقال أبوبكر الديب، إن 500 مليون شخص علي مستوي العالم يعتمدون علي صادرات أوكرانيا وروسيا من الحبوب وفي حال وقف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو الماضي، سيحدث لهم أزمة غذاء حيث تعد روسيا وأوكرانيا من الموردين العالميين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.وأوضح الديب، أن روسيا علقت الاتفاق بسب أنه تري أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين عطلت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، مشيرا الي أن الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية العام الماضي، وساهمت في حدوث أزمة غذاء عالمية.
استمرار اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
وقال أبوبكر الديب أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ما زال يثق برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، بعيد إعلان الكرملين أن الاتفاق الذي تنقضي مهلته رسميا اليوم الاثنين، بات في حكم المنتهي.الحبوب
وأشار الديب الي أنه في يوليو من العام الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا على اتفاقية الحبوب برعاية أممية ووساطة تركية بهدف ضمان شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود بسبب الحرب وجرى تمديد الاتفاق الذي يعرف رسميا باسم 'مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب' عدة مرات.
اندلاع أزمة غذاء وارتفاع معدلات الجوع بالعالم
وحذر أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي من اندلاع أزمة غذاء وارتفاع معدلات الجوع بالعالم اذا امتدت الحرب الروسية الاوكرانية وزادت حدة التوترات الجيوسياسية بين الصين وامريكا ولم يتحرك العالم لمواجهة التغييرات المناخية أو إذا تعطل أو تعثر اتفاق الحبوب الروسي الأوكراني برعاية الأمم المتحدة.استنزاف ثروات الدول الفقيرة
واتهم ابوبكر الديب، الدول الكبري باستنزاف ثروات الدول الفقيرة وادخلتها في موجة لا تنتهي من التضخم والديون وانعدام الأمن الغذائي بسبب الأنانية المفرطة لحكومات الدول الغنية ورغبتها في الهيمنة والسيطرة علي العالم وكل يستخدم سلاح الجوع لتحقيق أغراضه وأهدافه الخاصة .وأوضح أبوبكر الديب أن ملايين البشر وخاصة في قارة أفريقيا والدول الفقيرة يترقبون اتفاق تصدير الحبوب من اوكرانيا لما تمثله روسيا واوكرانيا من ثقل كبير في سوق الحبوب والقمح العالمي .
وأضاف، أن العقوبات الغربية علي موسكو والتي تجاوزت ال ١٤ الف عقوبة ضرت بسلاسل الإمداد ورفعت تكلفة الشحن وزادت تكلفة الوقود والغذاء وفي حال فشل أو تعطيل اتفاق الحبوب سيصبح الوضع أسوأ حال ما قد يدخل ملايين الأشخاص في 41 دولة تحت خط الفقر المُدقع أو التحول لمجاعة فعلية خاصة في العام 2024.
ارتفاع أسعار الغذاء ومعدلات التضخم عالمي
وأكد أبوبكر الديب، أن ارتفاع أسعار الغذاء ومعدلات التضخم عالمي سيعمل علي توسيع مساحة التوترات الجيوسياسية والنزاعات بين الدول وقال إن روسيا وأوكرانيا يستحوذان علي 29% أو ثلث كمية القمح التي تصدر للعالم لافتا إلى أن روسيا أنتجت 76 مليون طن من القمح قبل العام الماضي وكان متوقعا لها توريد 35 مليون طن من القمح للعالم خلال الفترة من يونيو إلى يوليو من العام الماضي إلا أن ذلك لم يحدث وبلغت تجارة روسيا الخارجية مع دول العالم بلغ في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 540 مليار دولار، بما في صادرات من روسيا بقيمة 310 مليار دولار.صناعة الحبوب
وأضاف أن روسيا تهيمن على عدد كبير من الصادرات مما يجعلها واحدة من أكبر الموردين في العالم، وهو ما قد يضر بسلاسل الإمدادات في حال نشوب حرب مع أوكرانيا وتعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم بجانب أنها من كبار منتجي النفط في العالم من خارج منظمة أوبك كما أنها مصدر رئيسي للغاز في أوروبا وتستحوذ على حصة من إنتاج الألومنيوم والنيكل.
وأشار ابوبكر الديب، الي إن هذه السياسات اوصلت ديون العالم الي ثلاثة أمثال الناتج الإجمالي العالمي، وهذه الديون تكاد تغرق اقتصاد العالم وخاصة الدول الفقيرة بعد أن بلغت قيمتها 305 تريليون دولار، ما يجعل اقتصاد العالم يواجه أسوأ مشكلة له منذ عقود بسبب استمرار صدمات أسعار الطاقة وتضرر سلاسل الامداد بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وأكثر من 14 ألف عقوبة غربية من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الاوروبيون علي روسيا وفي الاقتصادات الكبري بلغ الدين العام مستويات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الأسواق الصاعدة، تراكمت الديون إلى مستويات لم نشهدها منذ أزمة الدين في الثمانينات وهناك 50 % من البلدان منخفضة الدخل أصبحت قاب قوسين أو أدني من العجز عن تسديد ديونها.