توقع الدكتور إسلام جمال الدين، الخبير الاقتصادي، ارتفاع أسعار النفط متجاوزة 90 دولارا للبرميل في نهاية فصل الصيف الحالي، مشيرا إلى أن النفط مازال من السلع الاستراتيجية، التي يتم توظيفها سياسيا.
وأكد أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، مشددا في الوقت نفسه على أن الحرب الروسية الأوكرانية لها تداعيت كبيرة على سوق النفط العالمية، خاصةً في ظل مطالبة الرئيس الأمريكي لمنظمة أوبك بلس بزيادة الإنتاج، وهو ما قابلته المنظمة بالرفض منذ أبريل 2023.
وأوضح الخبير الاقتصادى فى تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن سوق النفط تحكمها عوامل كثيرة، منها ما يتعلق بأداء قطاع النفط الأمريكي، وأداء الاقتصاد العالمي، وأيضًا العوامل السياسية في الدول المنتجة للبترول، وحالة المخزون الاستراتيجي للدول الكبرى.
تضارب المصالح يؤثر على سوق النفط
وأوضح أن أطراف الصراع في سوق النفط يحدث بينهم تضارب في المصالح، فالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لديها رغبة في عدم تجاوز سعر البرميل 75 دولار، نظرًا لما يترتب عليه في حالة الارتفاع من تضخم، وارتفاع لأسعار الفائدة، والدول المنتجة للنفط والتي من بينها روسيا والسعودية، ودول أخرى لا ترغب في أن يتراجع سعر البرميل عن 85 دولارا، لاعتبارات اقتصادية متمثلة في الأوضاع المالية، ومن هنا ينشأ ما نسميه بسعر الأزمة حيث إن السعر الهامشي لبرميل النفط في السوق العالمية يتراوح بين 75-85 دولار للبرميل، وبالتالي فهو لا يعبر عن آليات السوق المتمثلة في الطلب والعرض، ولكن يعبر عن الصراعات السياسية في سوق النفط.
وأضاف تريد الدول الأوروبية وأمريكا أن تنخفض أسعار البترول مرة أخرى عند 70 دولار للبرميل لإعادة ملء مخزونها الاستراتيجي من جانب، ومن جانب آخر فإن استمرار أسعار النفط عند مستويات منخفضة من شأنه أن يخرج الولايات المتحدة وأوروبا من مشكلاتها الاقتصادية التي تعانيان منها منذ انفلات أسعار البترول حيث تساعد انخفاض الأسعار على تراجع معدلات التضخم، والذي من شأنه أن يعدل اتجاهات السياسة النقدية، وخاصة فيما يتعلق بتخفيض سعر الفائدة ليرجع عند مستوياته السابقة ما بين صفر و1%.
خفض طوعي لإنتاج النفط في الدول المنتجة للنفط
واشار انه تم الإعلان عقب اجتماع وزراء النفط في أوبك بلس يوم الأحد 4 يونيو الماضي بأنه تقرر خفض الإنتاج ب ـ3.66 مليون برميل يوميًا بهدف استقرار سوق النفط، وأعلنت المملكة السعودية بأنها ستقوم بخفض طوعي إضافي في إنتاجها من النفط مقداره مليون برميل يوميًا ابتداء من شهر يوليو القادم لمدة شهر واحد قابل للتمديد، وأعلنت العراق ستمدد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار211 ألف برميل حتى نهاية 2024، وقررت الإمارات تمديد الخفض الطوعي لإنتاجها بنحو 144 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام الحالي، وأعلنت الكويت أنها ستمدد خفضها الطوعي للإنتاج البالغ 128 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري، وقررت الجزائر تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 48 ألف برميل حتى نهاية 2024، وفيما يخص روسيا ستمدد الخفض الطوعي لإنتاجها النفطي البالغ نصف مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري.
توقعات بتجاوز أسعار النفط 90 دولارًا للبرميل على آخر فصل الصيف
وتابع ان هناك توقعات أن تتجاوز أسعار النفط 90 دولارًا للبرميل على آخر فصل الصيف، ومن المحتمل أن ترتفع إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في 2024، وهناك توقعات متفائلة من قبل أوبك ومراكز بحثية تؤكد أن الطلب العالمي سيرتفع بنحو 2.3 مليون برميل يوميًا هذا العام، مدفوعًا بانتعاش الاقتصاد الصيني، كما تتوقع أوبك أن تحدث زيادة في الطلب العالمي بمقدار 800 ألف برميل يوميًا بسبب انتعاش الاقتصاد الصيني.
وأوضح ان الموقف المصري من كل هذه التغيرات على الساحة الدولية في مجال إنتاج النفط فإن مصر تعمل جاهدةً على زيادة إنتاجها بحوالي 11% في 2023 ليصل إلى 650 ألف برميل يوميًا من 587 ألف برميل، كما تهدف هذه الزيادة في الإنتاج إلى خفض فاتورة استيراد المنتجات البترولية، وتأتي الزيادة الجديدة المتوقع حدوثها بسبب حقول في منطقة خليج السويس حيث سيتم عمل توسعات لحقول قائمة بالفعل ويأتي ذلك بالتزامن أيضًا مع زيادة استثمارات الشركاء الأجانب حيث تستهدف وزارة البترول المصرية زيادة استثمارات شركات النفط الأجنبية إلى نحو 7.75 مليار دولار خلال العام المالي الحالي، ومن المتوقَّع ارتفاع استثمارات شركات النفط الأجنبية في مصر بنحو 35%، مقارنة بالعام المالي الماضي التي بلغت خلالها الاستثمارات 5.750 مليار دولار.