قال دكتور أيمن فودة خبير سوق المال، إن مع ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في أواخر عام 2023، و الذي جاء مع توسيع رقعة الاضطرابات الجيوسياسية من الحرب الروسية الأوكرانية إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، أدى ذلك إلى حالة عدم اليقين حول مستقبل الاقتصاد العالمي و التي تشير إلى تراجع نمو الاقتصاد.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريح خاص ط، أنه وبالرغم من ارتفاع الفائدة على السندات الأمريكية و السياسة المتشددة من قبل الفيدرالى الأمريكى خلال العام 2023 لكبح جماح التضخم وصولاً إلى 5.25%، و التي عززت من موقف الدولار المنافس الأول للذهب إلا أن الاضطرابات الجيوسياسية و تراجع توقعات النمو العالمي مع اضطراب سلاسل الإمداد و تذبذب أسعار النفط الذي تراجع الطلب عليه من قبل الصين أكبر مستورد النفط، عمل على أحداث التوازن بين إمكانية تأثير الدولار سلباً على أسعار الذهب و زيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن ذلك مع اتجاه العديد من البنوك المركزية لرفع معدلات احتياطها من الذهب على حساب الدولار.
وأشار إلى أن ذلك دعم صعود الذهب خلال ديسمبر و رفع من التوقعات خلال العام المقبل خاصة مع تخفيف متوقع للسياسة التشددية لدى الفيدرالي الأمريكى، مع تراجع التضخم لمستويات قريبة من المستهدف الأمريكي من ناحية.
ولفت إلى أن الأثر السلبي الكبير لارتفاع الفائدة على بيئة الاستثمار و النمو الاقتصادي الأمريكي الذي يقترب من الكساد خاصة مع التورط، و زيادة المخصصات العسكرية و المساعدات لكلا من أوكرانيا و إسرائيل مما سيدفع الفيدرالي في الاتجاه لخفض الفائدة تدريجياً مع نهاية الربع الأول من العام القادم بالرغم من تصريحات باول فى هذا السياق للحفاظ على مؤشر الدولار لأخر لحظة.
وتابع:' ذلك سيصب لصالح توقعات ارتفاع الذهب خلال الخمسة أعوام القادمة، بداية من العام 2024'.
ونوه إلى أن من المتوقع أن يتجاوز الذهب قمته التاريخية للعام 2023، وصولاً لمستويات إلى 2200 - 2300 دولار للأونصة في ظل توسيع رقعة النزاعات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط و استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، و ارتفاع نسب التضخم و اتجاه العديد من الدول لشراء الذهب للحفاظ على قيمة احتياطاتها النقدية بديلاً عن الدولار.