تواجه الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، تحديات كبيرة تهدد إنتاجها من هذا المحصول الأساسي، وذلك بسبب ارتفاع معدلات درجات الحرارة.
فقد أدت موجات الحر المتكررة، وخاصةً في عامي 2022 و 2023، إلى انخفاض ملحوظ في إنتاجية القمح، حيث تشير التقديرات إلى انخفاض بنسبة 3% عن العام السابق.
تأثير الإجهاد الحراري
ويُعزى هذا الانخفاض إلى تأثير 'الإجهاد الحراري' على محصول القمح، خاصةً خلال المراحل الحساسة من دورة نموه.
ووفقًا للخبراء، فإن كل زيادة بمقدار درجة مئوية واحدة في درجات الحرارة تؤدي إلى انخفاض إنتاج القمح بمقدار 4 إلى 5 ملايين طن.
وكان لهذه التطورات تداعيات سلبية على الأمن الغذائي، حيث أدى انخفاض الإنتاج إلى انخفاض توافر القمح محليًا، مما أدى إلى استنفاد المخزون الاحتياطي إلى أدنى مستوياته خلال 16 عامًا.
كما يؤثر على طموحات التصدير، إذ كانت الهند تأمل في الاستفادة من disruption في إمدادات القمح العالمية، بسبب الحرب في أوكرانيا لزيادة صادراتها، إلا أن انخفاض الإنتاج حال دون تحقيق ذلك، بالإضافة إلى أن نقص القمح أدى محليًا إلى ارتفاع أسعاره، مما أثر على ميزانيات الأسر، خاصةً الفقيرة.
ولمعالجة هذه التحديات، تتخذ الحكومة الهندية خطوات جادة تشمل:
الدفع نحو الابتكارات في مجال الزراعة المقاومة للمناخ
دعم الأبحاث لتطوير أصناف قمح جديدة أكثر مقاومة لارتفاع درجات الحرارة والجفاف.
تقديم حوافز للمزارعين لاعتماد ممارسات زراعية ذكية مناخيًا، مثل الزراعة الدقيقة وإدارة المياه بكفاءة.
تعزيز التكيف مع تغير المناخ
نشر الوعي بين المزارعين حول مخاطر تغير المناخ وطرق التكيف معه.
توفير برامج تدريبية للمزارعين حول تقنيات الزراعة المقاومة للمناخ.
البحث عن حلول تكنولوجية
استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة صحة المحاصيل وتحديد احتياجاتها بشكل دقيق.
تطوير تطبيقات الهواتف الذكية لتقديم المشورة للمزارعين حول أفضل ممارسات الزراعة في ظل تغير المناخ.
والتصدي لتحديات تغير المناخ على إنتاج القمح في الهند يتطلب جهدًا متضافرًا من الحكومة والمزارعين والعلماء والقطاع الخاص، وبفضل الاستثمارات في البحوث والتطوير والابتكار، والتبني الواسع النطاق لممارسات الزراعة الذكية مناخيًا، يمكن للهند أن تُحافظ على مكانتها كمنتج رئيسي للقمح وتضمن الأمن الغذائي لمواطنيها في ظل عالم يتغير مناخه.