على خلفية استمرار التوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط ودول البلقان، يواجه الاقتصاد العالمي مزيدًا من التحديات، لاسيما في قطاع الطاقة.
وبحسب د. رمزي الجرم، الخبير الاقتصادي، فإن هذه التطورات أدت إلى ارتفاع أسعار المنتجات البترولية والغاز الطبيعي بشكل ملحوظ، خصوصًا مع استمرار العقوبات المفروضة على روسيا من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأوضح الجرم في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن الأزمة تفاقمت بعد إغلاق أوكرانيا لخط إمدادات الغاز لأوروبا خلال الأيام الماضية، مما دفع الدول المستوردة للمنتجات البترولية والغاز إلى تكثيف جهودها لتأمين احتياجاتها، في ظل ضبابية المشهد العالمي وعدم وجود بوادر لحل النزاعات المسلحة الدائرة.
الاستجابة المصرية للأزمة
وأضاف الجرم أن مصر لم تكن بعيدة عن هذه التداعيات، حيث عقد رئيس الجمهورية اجتماعات مكثفة مع محافظ البنك المركزي وعدد من الوزراء المعنيين لمناقشة الجهود المبذولة لضمان تلبية احتياجات الدولة من المنتجات البترولية. وتركزت المناقشات على تعزيز إنتاج قطاع البترول والثروة المعدنية، وتطوير الآبار المكتشفة، وسداد مستحقات الشركات الأجنبية لضمان استدامة الإنتاج.وأكد أن الحكومة تعمل بجد لضمان استقرار إمدادات الطاقة، خصوصًا في فصل الصيف الذي يشهد زيادة في استهلاك الكهرباء، مع دعم القطاع الخاص وتشجيعه على المساهمة في هذا المجال الحيوي.
التوجه نحو الطاقة المتجددة
وأشار الجرم إلى أن الحكومة المصرية لا تكتفي بالاعتماد على المنتجات البترولية فحسب، بل تتجه نحو التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة الخضراء، بما في ذلك إنتاج الهيدروجين الأخضر. وقد أبرمت الدولة اتفاقيات شراكة مع دول عدة، لا سيما الدول الإسكندنافية ذات الخبرة المتقدمة في هذه المجالات.
كما أشار إلى مشروع الطاقة الشمسية في أسوان كمثال بارز على اهتمام الدولة بالطاقة النظيفة، وهو ما ينسجم مع رؤية مصر لمواجهة التحديات المستقبلية وضمان استدامة مصادر الطاقة.
أهمية قطاع الطاقة عالميًا
وختم الجرم حديثه بالتأكيد على أن الطاقة أصبحت محور اهتمام عالمي، حيث تسعى القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة والصين، إلى زيادة مخزونها الاستراتيجي من المنتجات البترولية والغاز. وأشار إلى أن العديد من النزاعات المسلحة في العالم تنبع في الأساس من صراعات حول موارد الطاقة، مما يعكس أهمية هذا القطاع في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي للدول.