لماذا تتزايد عمليات الاستحواذ والشطب الاختياري في البورصة المصرية؟

تشهد البورصة المصرية في الوقت الراهن حالة من التقلبات الملحوظة، حيث يتزايد الفارق بين أسعار الأسهم في السوق والقيم الفعلية لهذه الشركات عند تقييمها بالدولار.

على الرغم من انخفاض الأسعار السوقية، فإن الأصول الحقيقية للشركات المدرجة تُعتبر مرتفعة، مما جعل السوق المصري وجهة جذابة للمستثمرين المحليين والدوليين الذين يسعون إلى اقتناص الفرص الاستثمارية بأسعار تنافسية.

أبرز العوامل المؤثرة في أداء البورصة المصرية

فجوة التقييم بين القيمة الحقيقية وأسعار الأسهم

وفقًا لحنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، فإن الأسهم المدرجة في البورصة المصرية تُتداول عند مستويات سعرية منخفضة جدًا عند احتسابها بالدولار، رغم أن أصولها وقيمتها الفعلية مرتفعة، وهذه الفجوة في التقييمات دفعت المستثمرين المحليين والأجانب إلى الاستحواذ على حصص في شركات قوية بأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق العالمية.

تزايد عمليات الاستحواذ والشطب الاختياري

وأضافت رمسيس أن السوق المصرية شهدت زيادة ملحوظة في عمليات الاستحواذ والشطب الاختياري، مدفوعة بانخفاض أسعار الأسهم مقارنة بالقيمة الحقيقية لها، وتعتبر سمعة الشركات، علاماتها التجارية، حصتها السوقية، ونمو أرباحها من العوامل الجاذبة للمستثمرين، مما ساهم في تسارع عمليات الاستحواذ.

تأثير سعر الصرف والسيولة السوقية

و أوضحت رمسيس أن رأس المال السوقي للشركات المدرجة في البورصة، والذي تجاوز 2 تريليون جنيه، يبدو ضئيلاً عند تقييمه بالدولار، مما أدى إلى تراجع نشاط الأسهم المقومة بالعملات الأجنبية، ولا تزال الأسهم المقومة بالجنيه المصري الأكثر نشاطًا في السوق، بينما تعاني الأسهم المقومة بالدولار من ضعف السيولة، ما يحدّ من تحركاتها في السوق.

نظرة مستقبلية واستراتيجيات التحفيز

من جهته أكد الدكتور إيهاب يوسف، خبير أسواق المال، أن الفجوة الحالية بين الأسعار السوقية والقيمة الفعلية للشركات تجعل السوق المصري مغريًا للمستثمرين الراغبين في تحقيق عوائد مرتفعة، ومن الضروري العمل على تعزيز السيولة، وتحفيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتطوير آليات العمل داخل البورصة لزيادة الاستقرار على المدى الطويل.

وأضاف أنه رغم التحديات الاقتصادية، تظل البورصة المصرية بيئة خصبة للاستثمارات، حيث توفر فرصًا مغرية في ظل الفارق الكبير بين الأسعار السوقية والقيمة الحقيقية للشركات، ومع استمرار عمليات الاستحواذ والشطب الاختياري، من المتوقع أن تشهد السوق مزيدًا من التحولات، خاصة مع تعزيز آليات الاستثمار وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.