صرّح محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، بأن مصر تخوض ما يمكن وصفه بـ"حرب باردة" حاليًا بسبب موقفها من إعادة إعمار غزة ورفضها تهجير سكان القطاع. وأشار إلى أن مصر قدمت أكثر من 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ بدء الحرب، رغم التحديات والضغوط الاقتصادية التي تواجهها.
وأكد عبد الرحيم، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن مصر تمتلك من الخبرات والإمكانات ما يؤهلها لوضع خطة شاملة لتنفيذ إعادة إعمار قطاع غزة في أقرب وقت ممكن وبأعلى كفاءة.
وأضاف أن مصر تنظر إلى إعادة الإعمار من خلال محددات الأمن القومي، وبمنظور يتجاوز البعد الاقتصادي التقليدي، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه الرؤية هي الأساس في التعامل العربي مع القضية.
وأوضح عبد الرحيم أن الرؤية المصرية بشأن إعادة إعمار غزة هي الأكثر واقعية وعدالة وأخلاقية، وتحظى بدعم عربي ودولي كبير. كما شدد على أن موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية، إذ تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وترفض تحت أي ضغوط المشاركة في أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن تهجير سكان غزة يعني تصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر يرفضه أهل القطاع الذين أظهروا صمودًا استثنائيًا في التمسك بأرضهم رغم الظروف القاسية.
وأشار عبد الرحيم إلى أن تقديرات البنك الدولي تفيد بأن خطة إعادة الإعمار والتعافي في قطاع غزة تحتاج إلى نحو 53 مليار دولار، وهي تكلفة كبيرة تستدعي توزيع الأعباء على عدة دول.
وأكد أن عملية إعادة الإعمار تتجاوز مجرد إزالة الركام وبناء المباني الجديدة، إذ يجب إعادة تصميم القطاع بما يتناسب مع احتياجات المجتمع، إلى جانب تقديم المساعدات العينية والمادية للأسر التي فقدت مصادر دخلها. كما شدد على أهمية وضع خطة لاستدامة الموارد المائية، وتعزيز فرص التوظيف المستقر، بالإضافة إلى توفير الرعاية للأطفال الأيتام الذين فقدوا أسرهم خلال الحرب.