ads

الاكتشافات الغازية الجديدة.. هل تُحوّل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة

تعبيرية
تعبيرية

شهد قطاع الغاز الطبيعي في مصر تطورات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بفضل الاكتشافات الضخمة التي وضعتها على خريطة اللاعبين الرئيسيين في سوق الطاقة العالمي.

ومع تزايد الإنتاج والاستثمارات الأجنبية، تتزايد التساؤلات حول قدرة مصر على التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، ومدى تأثير هذه الاكتشافات على الاقتصاد المحلي والدور الجيوسياسي للبلاد.

طفرة الاكتشافات الغازية

قال محمد حليوة خبير البترول ،ان مصر بدأت في تحقيق تقدم ملحوظ في قطاع الغاز منذ اكتشاف حقل ظهر عام 2015، والذي يُعدّ أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، بطاقة إنتاجية تجاوزت 3.2 مليار قدم مكعب يوميًا، تلاه اكتشافات أخرى مثل نور، أتول، شمال الإسكندرية، ونرجس.

وأوضح في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن تلك الاكتشافات عززت من الاحتياطيات المصرية وأعادت البلاد إلى قائمة المصدرين بعد أن كانت تعتمد على الاستيراد.

تحوّل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة

واضاف أنه لتحقيق هذا الهدف، تبنت مصر استراتيجية تعتمد على عدة محاور رئيسية، تشمل:

1. تطوير البنية التحتية

إنشاء محطات إسالة الغاز في إدكو ودمياط، مما يتيح لمصر تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية و الآسيوية.

تحديث شبكة خطوط الأنابيب وربط الاكتشافات الجديدة بمراكز الإنتاج والتوزيع.

2. تعزيز التعاون الإقليمي والدولي

تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط عام 2019، والذي يضم مصر واليونان وقبرص وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين، مما يعزز التعاون في تصدير الغاز ويجعل مصر نقطة تجمّع رئيسية للغاز القادم من شرق المتوسط.

توقيع اتفاقيات مع إسرائيل وقبرص لنقل الغاز وإسالته في مصر قبل إعادة تصديره إلى أوروبا.

3. تحفيز الاستثمار الأجنبي

اجتذاب شركات عالمية مثل إيني الإيطالية، شل البريطانية، وإكسون موبيل، مما يعزز عمليات البحث والتنقيب.

وأضاف أن تعديل قوانين الاستثمار وتحرير سوق الغاز، فتحت المجال أمام القطاع الخاص.

التأثيرات الاقتصادية والسياسية

1. زيادة عائدات الدولة

مع تصدير الغاز الطبيعي، ارتفعت الإيرادات المصرية من الطاقة، مما ساهم في تقليل عجز الموازنة وتعزيز الاحتياطي النقدي. كما أصبح قطاع الغاز أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي، حيث بلغت صادرات الغاز المسال في 2023 حوالي 8 ملايين طن.

2. دعم قطاع الصناعة والطاقة

الاكتفاء الذاتي من الغاز مكّن مصر من تزويد المصانع بالطاقة بأسعار تنافسية، مما عزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية. كما دعمت هذه الاكتشافات خطط التحول إلى الطاقة النظيفة، مثل استخدام الغاز في محطات الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الملوث.

3. تعزيز النفوذ الإقليمي والدولي

تحوّل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة يمنحها دورًا استراتيجيًا في المنطقة، ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الغاز الأوروبي، خاصة مع رغبة أوروبا في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي بعد الحرب الأوكرانية.

التحديات أمام تحقيق الحلم المصري

ولفت إلى أنه على الرغم من هذه النجاحات، لا تزال هناك تحديات قد تعيق تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، منها:

التنافس الإقليمي: دخول دول مثل تركيا وإسرائيل على خط تصدير الغاز قد يحدّ من نفوذ مصر في المنطقة.

التقلبات الاقتصادية العالمية: تذبذب أسعار الغاز والطاقة عالميًا قد يؤثر على عائدات مصر.

البيروقراطية والتشريعات: ضرورة تسهيل الإجراءات وتحفيز الاستثمارات الأجنبية لضمان استدامة النمو في القطاع.

وأكد "حليوة" أن مصر تمتلك جميع المقومات اللازمة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بفضل الاكتشافات الغازية الضخمة، والبنية التحتية المتطورة، والعلاقات الإقليمية القوية، ومع استمرار التوسع في التنقيب والإنتاج، يمكن أن تلعب مصر دورًا محوريًا في سوق الطاقة العالمي، مما يعزز اقتصادها ويمنحها نفوذًا سياسيًا واستراتيجيًا أكبر في المنطقة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً