سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الإثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع، بدعم من تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي والمكسيك.
وارتفع المعدن الأصفر في التعاملات الفورية بنسبة 0.33% ليبلغ 3,368.16 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ 23 يونيو.
كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتسجل 3,378.20 دولارًا.
يأتي هذا الصعود في ظل تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي عزمه بدء تطبيق رسوم جمركية تصل إلى 30% على معظم الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل.
وهي الخطوة التي وصفتها بروكسل بأنها "غير عادلة وتهدد استقرار النظام التجاري العالمي".
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيمدد تعليق الإجراءات المضادة للرسوم الأمريكية حتى أوائل أغسطس، في محاولة لمنح فرصة أخيرة للمساعي الدبلوماسية لحل النزاع.
من جانبها، أبدت المكسيك رفضها القاطع للقرار وهددت برد تجاري مماثل حال بدء تنفيذه.
ويرى محللون أن هذه التطورات تمثل ضغطًا مزدوجًا على الأسواق العالمية، إذ تعزز المخاوف من نشوب حرب تجارية جديدة، في وقت تسود فيه بالفعل حالة من عدم اليقين حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى بنك UBS، إن "الذهب يستفيد بشكل مباشر من تزايد حالة القلق في الأسواق، لا سيما مع اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة".
وفي السياق ذاته، يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة خلال الأسبوع، تشمل مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين، والتي قد توفر إشارات حاسمة حول توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ويتوقع السوق حاليًا خفضًا تدريجيًا يصل إلى 50 نقطة أساس بنهاية العام، مع بدء دورة التيسير النقدي اعتبارًا من أكتوبر المقبل.
ويُعرف الذهب بأدائه القوي في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، نظرًا لانخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول ذات العائد.
في المقابل، شهدت أسعار الفضة قفزة قوية بنسبة 1.5% لتسجل 38.89 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011، مدفوعة بتدفقات استثمارية مضاربية وكسر مستويات مقاومة فنية رئيسية. وأشارت تقارير بحثية إلى أن تجاوز حاجز 37 دولارًا قد يمهد الطريق نحو مستوى 40 دولارًا، بينما يظل الدعم الرئيسي عند 35 دولارًا.
أما المعادن الأخرى، فشهدت تحركات متفاوتة، حيث استقر البلاتين عند 1,398.75 دولارًا للأوقية، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 1.2% ليصل إلى 1,229.44 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2024.
وتعكس هذه التحركات تصاعد حالة التوتر في الأسواق العالمية، وسط توقعات باستمرار موجة صعود الذهب حال تفاقم الخلافات التجارية، أو ظهور إشارات على تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقًا.