تراجع إنتاج الصلب والفحم في الصين خلال يوليو بسبب سوء الأحوال الجوية على العمليات، وتكثيف الجهود الحكومية لكبح الطاقة الإنتاجية الفائضة.
يقع كلا القطاعين في مرمى حملة بكين للسيطرة على المعروض ووقف المنافسة المدمرة، وهي حملة ازدادت إلحاحاً مع تصاعد الضغوط الانكماشية في الاقتصاد.
انخفض إنتاج الصلب بنسبة 4% على أساس سنوي إلى أقل من 80 مليون طن، وهو أدنى مستوى له خلال العام الجاري، وثالث تراجع شهري على التوالي. إلا أن الهبوط كان أقل حدّة مما سُجل في مايو ويونيو، بعدما ساعد انخفاض المعروض في رفع الهوامش.
مع ذلك، فقد انخفض الإنتاج خلال الأشهر السبعة الأولى من العام بنسبة 3.1% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى أضعف مستوياته منذ عام 2020.
ركود الطلب من القطاع الصناعي
تراجع إنتاج الفحم بنسبة 3.8% إلى ما يزيد قليلاً عن 380 مليون طن، في أول انخفاض سنوي يُسجل منذ أكثر من عام، رغم أن الإنتاج خلال الأشهر السبعة الأولى من العام لا يزال عند مستويات قياسية.
بينما يشهد الطلب من القطاع الصناعي على السلع الأساسية حالة من الركود الموسمي، لعب الطقس أيضاً دوراً في خفض الإنتاج، إذ أجبرت درجات الحرارة شديدة الارتفاع والأمطار الغزيرة المناجم والمصانع ومواقع البناء على تقليص النشاط في مختلف أنحاء البلاد. وتعرضت مراكز الفحم في شمال الصين بشكل خاص لأمطار غزيرة أدت إلى إغلاق الحفر وتعطيل عمليات النقل.
يواجه قطاع الفحم أيضاً عمليات تفتيش حكومية تستهدف المناجم التي تتجاوز مستويات الإنتاج المسموح بها. وفي الوقت نفسه، يُرجّح أن تُبقي القيود المرتبطة بالحد من التلوث لضمان سماء صافية خلال العرض العسكري المقرر الشهر المقبل في بكين، الضغط قائماً على إنتاج الصلب، حيث يُتركز جزء كبير منه حول العاصمة.
أما منتجو الفحم الحراري، فيحظون بحماية من التخفيضات القاسية في الإنتاج نظراً لاعتماد البلاد على هذا الوقود في توليد الكهرباء، وهو اعتماد ارتفع خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة. لكن صناعة الصلب –والمناجم التي تُورّد الفحم المعدني المستخدم في أفران الصهر– لا تتمتع بهذا القدر من الحماية.
أدى انهيار سوق العقارات في الصين إلى تقويض ركيزة أساسية من ركائز الطلب. وتُقدّر "بلومبرغ انتليجنس" أن الطاقة الفائضة في إنتاج الصلب خلال العام الماضي بلغت 142 مليون طن، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المستوى المُسجّل في عام 2020. وقد ساهم ازدهار الصادرات في تخفيف أثر هذا الفائض، إلا أن تصاعد النزعة الحمائية حول العالم يُرجّح أن يحد من المبيعات.
زيادة معالجة النفط والغاز
أما في ما يتعلق بمواد البناء الأخرى، فقد استمر التراجع الحاد في إنتاج كل من الأسمنت والزجاج. بينما بقي إنتاج الألمنيوم مرتفعاً، مع ارتفاع أرباح المصاهر نتيجة انخفاض تكاليف الألومينا.
بالنسبة للوقود الأحفوري، ساهمت إعادة تشغيل المصافي بعد أعمال الصيانة وتحسّن الهوامش في ارتفاع معالجة النفط الخام بنسبة 8.9% على أساس سنوي.