يعتقد الكثير من الناس أن الرسام والفنان التشكيلي، هو من يرسم وحده لوحة تتداخل فيها الألوان الجميلة، ولكن الحقيقة أن كائنات أخري دقيقة قد لا تقيم لها وزنًا، يمكنها أيضًا صنع ورسم لوحات رائعة في الجمال ومتعددة الألوان، لا ليعرضوها أويربحوا منها، ولكنها إلهية من صنع الله الذي أتقن كل شىء صنعه، لتتخذها منازل، فهي نحلة تبني أعشاش من الورد.
اكتشف العلماء في الآونة الأخيرة،وجود نحلة تبني أعشاش من الورد، وهي إناث نحل 'osmia avosetta' التي تقوم بترتيب بتلات الزهور لصنع أعشاش فريدة تلف يرقاتها وتزودها بالغذاء والدفء في فصل الشتاء، بحسب العالم الأمريكي جينيفر اس هولاند.
صاحبة العش المصنوع من الورد
وأكد العالم الأمريكى، في بحثه المنشور الذي تبنته قناة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية، أن نحلة تبني أعشاش من الورد لم يسبق قط للعلماء أن لاحظوا أى تشكيل لدي هذا النوع من النحل إلا في عام 2009، وذلك عندما قام فريقا بحث كانا يعملان في نفس الوقت، باكتشاف واستخراج أعشاش في أماكن تقع علي المنحدرات الجبلية فى كل من تركيا وإيران.
نحلة تبني أعشاش من الورد
وأفاد الفريقان معا أن أنثي هذا النحل المنعزل الذى يتجنب الحياة في الخلايا تحفر نفقًا ضحلًا في أراضي هشة، تكون من حجرة أوحجرتين، أوخليتين حاضنتين، يصل عمق كل منها إلى ٥,٨ سنتيمتر، وبعد ذلك، تقوم هذه النحلة بتغطية جدران الخلية ببتلات الزهور المتداخلة، التى تجلب كلا منها علي حدة من الحقول القريبة، ومن ثم تلصق طبقتين منها بواسطة طلاء رقيق من الوحل، وفي النهاية، تعمد النحلة إلى ملئ كل حجرة بغذاء البرقات.
نحلة تبني أعشاش من الورد
ويعد جدران الخلية عبارة عن سائل طينى من الرحيق وغبار الطلع، ثم تضع بيضة في أعلي الحجرة، وتطوي بتلات الزهور، وتغلق الباب بالأتربة الرطبة، لتنهى هذه العملية بلفة أخري لبتلات الزهور، ويتطلب بناء هذا العش فترة يمكن أن تصل إلى يومين، بحسب العلماء، وسرعان ما تتصلب الخلية وتصبح كتلة قوية، رطبة من الداخل ومقاومة للماء والمفترسات من الخارج، وهو ما يشكل ملجأ شتويا مثاليا في حالة حدوث جفاف أوفيضان.
نحلة تبني أعشاش من الورد
وتفوت برقة النحلة فرصة مشاهدة عش بتلات الزهور، لكونها تنمو في الظلام، ولا يمكنها أن تري هذا العش البهى بسبب افتقادها للعينين في هذه المرحلة، وبينما يستمتع العلماء بالبراعة الفنية لهذا العش، فإننا مندهشون للغاية من رونقها كآلية تطورية لحماية 'النسل' علي حد قول المشارك باكتشاف العش، جيروم جى، روزين جونيور، من المتحف الأميركى للتاريخ الطبيعي.