في ضوء تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بأنه سيتم تحديد موعد بدء المرحلة الثانية من ملء بحيرة سد النهضة خلال أغسطس 2021، وفي ظل استمرار مفاوضات سد النهضة والحديث عن الخلافات القانونية والفنية، يتضح أمام العالم أن المرحلة الأولى التي أعلنت إثيوبيا عن ملء وتشغيل السد خلالها لم تكتمل بعد، وأنها تستهدف استفزاز الجانب المصري بتصريحاتها حول مفاوضات سد النهضة.
وترصد 'أهل مصر' وجهة نظر الخبراء عن أسباب خداع إثيوبيا للعالم حول ملء وتشغيل المرحلة الأولى من سد النهضة.
شراقي: الحكومة الإثيوبية صدقت نفسها
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، إنه كان من المقرر افتتاح المرحلة الأولى من سد النهضة بتشغيل ٢ توربين على ارتفاع منخفض '٥٦٥ م' صيف ٢٠١٥ ولم يتم ذلك حتى اليوم، لافتا إلى أنه في مفاوضات واشنطن يناير الماضي، كان الاتفاق على الملء الأولى عند منسوب ٥٩٥م لتشغيل التوربينين على أمل الانتهاء من الجزء الخرساني وتركيب التوربينين، وتوالت تصريحات المسئولين الإثيوبيين بأن الملء الأولى سوف يتم باتفاق أو بدون اتفاق في أول يوليو ٢٠٢٠.
وأضاف 'شراقي' في تصريحاته لـ'أهل مصر'، أن الشركات العاملة سابقت الزمن للانتهاء وتشغيل المرحلة الأولى قبل الانتخابات العامة في أغسطس الحالي، لكنهم لم يستطيعوا ذلك، وبسبب كورونا تم تأجيل الانتخابات إلى سبتمبر ٢٠٢١، إلا أن تصريحات المسئولين والاضطرابات الداخلية نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والسياسية بسبب تأجيل الانتخابات، والقبض على مئات المعارضين وعلى رأسهم المنافس الأول 'جوهر محمد'، جعلت الحكومة الإثيوبية تبدأ الملء بأي طريقة وبأي كمية، فكانت ٥ مليار م٣ هي الممكنة لأنها لا تؤثر على بقية الأعمال الهندسية، وفى نفس الوقت تحقق الهدف السياسي من الاحتفال المزيف، لأنه غير مصحوب بتوليد كهرباء لعدم جاهزية التوربينين وعدم وجود كمية المياه اللازمة ٧ - ٨ مليار م٣ لبدء التشغيل.
وتابع: 'صدقت الحكومة الإثيوبية نفسها وتمادت في التصريحات ببدء المرحلة الثانية في أغسطس 2021، رغم أن الأولى لم تكتمل، إذ حاولت استفزاز مصر بتوالي التصريحات لعلها تيأس وتنهي المفاوضات أو تقوم بعمل يكون هو السبب أمام الشعب الأثيوبى فى عدم تشغيل سد النهضة'.
وأشار أنه من المتوقع استكمال الأعمال الهندسية ورفع الممر الأوسط من ٧٠ الى ١٠٠م بدءا من أكتوبر القادم، بالإضافة إلى تركيب التوربينين وتخزين حوالى ٢ - ٣ مليار م٣ من بقايا الأمطار، وبحيرة تانا، وتشغيل التوربينين في مارس القادم، يعقبه تكملة الملء فى يوليو والأسبوع الأول من أغسطس ٢٠٢١ للوصول بكمية التخزين إلى ١٨،٤ مليار م٣ ثم تخزين ١١ مليار م٣ سنويًا على مدار ٥ سنوات لتكملة الملء الأول للسد وهو ٧٤ مليار م٣.
خبير مائى: إثيوبيا اعتادت على المراوغة
من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح مطاوع، الخبير المائي، إن أثيوبيا اعتادت على المراوغة السياسية في تصريحاتها حول سد النهضة في البداية إلى الآن، مشيرًا أن المواقف الإثيوبية خلال 9 سنوات، تؤكد على عدم وجود رغبة إثيوبية حقيقية للوصول إلى نتائج محددة، والدليل على ذلك هو إعلان رغبتها فى جولة التفاوض الأخيرة في تأجيل مناقشة بعض القضايا الجوهرية العالقة لما بعد الملء.
وأضاف مطاوع في تصريحاته، أنه من الواضح أن المشاكل الإثيوبية الداخلية كثيرة جدا، منها مشكلة الصراعات بين القبائل والمجموعات العرقية، بين التيجراي والأرومو والأمهرة وغيرهم، آخرها تأجيل الانتخابات بسبب فيروس كورونا، وباتت إثيوبيا بدون حزب سياسي قوي له شعبية، وبدون قائد له الكاريزما التي تمكنه من اتخاذ أي قرار محسوم، خاصة تجاه مفاوضات سد النهضة.