زهقت من هذا اللقب الوهمي، كلما تحدثت مع شخص وسألته عن وظيفته قال لي "خبير إستراتيجي"، أحدهم أعطاني كارت التعريف الخاص به وجدت مكتوبا فيه "خبير إستراتيجي وناشط"، أشاهد برامج تليفزيونية أجد وظيفة الضيف اللي لسه مولود إمبارح "خبير إستراتيجي" وهاتك يا هري، في آخر أخبار سد أثيوبيا تلاقيه يتكلم، في سرقة كأس إفريقيا والمؤامرة الكونية تلاقيه يرغي، في مسألة ليبيا وسرقة تركيا لغاز البحر المتوسط تلاقيه كان هناك.
لقد أصبحت مهنة من لا مهنة له، وكثر استخدام اللقب، حتى إن أحد الشباب تقدم لخطبة فتاة ولما سألوه عن وظيفته قال لهم بكل فخر "خبير إستراتيجي"، أحد المشايخ وجدته يفتي في أحداث سبتمبر وأسباب هدم البرجين والهجوم الانتحاري على أمريكا، وآخر قدم شرحا وافيا عن حرب أكتوبر في حين تبين أنه هرب من الجندية في شبابه.
أنا لست ضد أن يتحدث الناس في كل شيء، ولكن كل في تخصصه، فيما يفهم فيه، وألا يتحولوا إلى خبراء إستراتيجيين في كل كبيرة وصغيرة، وإلا أصبحوا بهذه الطريقة خبراء إستراتيظيين!.
وبهذه المناسبة، سأل أحدهم: ما هي حكاية الخبير الاستراتيجي؟، فقيل له: في احدى الحظائر تم فصل الأبقار عن الثيران بسور من الأسلاك الشائكة لغرض التلقيح في وقت معين قادم.
جاء أحد الثيران وقد ثارت غريزته ولم يستطع الصبر حتى اليوم المحدد، فسأل عن كيفية عبور الأسلاك الشائكة، فدلوه على ثور كبير يجلس بعيدا اسمه "الخبير الاستراتيجي"، فجاء إليه وسأله عن كيفية اجتياز السور، فأجاب الخبير: ابتعد عن السور ما لا يقل عن 100 متر وتجرى بسرعة لا تقل عن 60 كم في الساعة وتقفز من على السور بزاوية لا تقل عن 60 درجة؛ ستجتاز السور وتحصل على غايتك، وعند قضاء حاجتك ترجع بنفس الطريقة.
فقال الثور: طيب.. افرض أني أخطأت الحسابات كالسرعة أو الزاوية سأتعلق في الأسلاك وأخسر خصاي وأعضائي التناسلية، فماذا أعمل حينها؟ فقال الثور الجالس على الناصية: تيجى تجلس بجانبي وتصبح "خبير إستراتيجي".
اقرأ أيضًا: