لي حكاية غريبة مع المحافظ "جمع محفظة"، فقد ضاعت محفظتي وبها كل الأوراق، بطاقة الرقم القومي، بطاقات الصراف الآلي، بطاقة التموين، رخصة القيادة، حياتي كلها كانت في المحفظة، لدرجة أنني مشيت في الشارع ألعن أبو المحافظ، واليوم اللي حملت فيه محفظة وحملتها بالأوراق المهمة ووضعتها في جيب بنطلوني الخلفي.
ولعلي لم أكن الوحيد الذي عانى من لعنة المحافظ، فبيرم التونسي، شيخ الساخرين نشر مقالة في صحيفة "المسلة" ــ التي عرفت نفسها بأنها لا جريدة ولا مجلة ــ كان عنوانها "ملعون أبو المحافظ" وذكر فيها ما يلي: بينما كنت أمشي في شارع الأزهر بالقاهرة إذ احتك بي نشال ولهف المحفظة التي في جيبي، فلما اكتشفت السرقة هتفت من أعماقي: ملعون أبو المحافظ، والسبب أنني كنت قبل ذلك أضع النقود في جيبي، ولكن أحد أصدقائي نصحني باقتناء محفظة لحفظ النقود، فإذا بالنشال اللعين ينشل النقود والمحفظة، وهذا هو السبب الذي جعلني أصرخ: ملعون أبو المحافظ.
وحتى لا يتهمني أحد بالإساءة لمحافظ الإسكندرية حيث أعيش، فالرجل لا أعرفه، ولكني لجأت إليه ذات مرة عندما كان مديرا للأمن وشكوت له سرقة حسابي على "فيس بوك" وللأمانة حاول الرجل مساعدتي، إلا أن أداءه عندما صار محافظا للمدينة أصبح محل شك، ويشوبه كلام كثير، خاصة وأن المشروعات الحيوية والكبرى بالمدينة تتولاها القوات المسلحة التي تبني وتحمي.
حتى وقت قريب كنت أرى أهالينا القادمين من الصعيد يقفون عند ماسحي الأحذية في ميدان محطة الرمل من أجل تلميع محافظهم الكبيرة والضخمة والمربوطة بسلسلة في سديري يرتديه الصعايدة صيفا وشتاء، وفكرت في اقتناء مثل هذه المحفظة ولكنها تحتاج الي زي خاص حتى تختفي بداخله، كما أنها ستكون محط أنظار اللصوص، ولذلك قررت حمل الأوراق والنقود في جيبي بدون محفظة واللي يحصل يحصل، بعد أن رأيت الأمرين في استخراج بدل فاقد لجميع الأوراق التي ضاعت أو سرقت لست أدري.
أسوأ شيء في هذا البلد أن تعيد استخراج ورقة بدل فاقد من جديد، تلف كعب داير، الأمر الذي جعلني أصرخ "ملعون أبو المحافظ"، حماكم الله من ضياع المحافظ.