أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية على أن مصر غنية بالموارد الطبيعية وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة.
جاء ذلك في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي ألقاها اليوم الأربعاء، خلال الندوة الدولية التي نظمتها المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي GEIDCO حول 'معالجة أزمة المناخ والبيئة' وألقاها نيابة عنه الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، عبر خاصية الفيديو كونفرنس.
وقال الرئيس السيسي إن نسبة مساهمة إجمالي القدرات المركبة من الطاقات المتجددة بلغت نحو 20% من الحمل الأقصى، بالإضافة إلى ذلك، تمت الموافقة على استراتيجية متكاملة للطاقة المستدامة لعام 2035، والتي تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 42٪ بحلول عام 2035.
وشدد على أهمية الربط الكهربائي في تعزيز أمن الطاقة.. مشيرا إلى أن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمية، مثل الربط مع دول المشرق العربي، والربط مع دول المغرب العربي.
وأوضح أنه تم الانتهاء من العمل في مشروع الربط مع السودان، بالإضافة إلى المشروع الجاري للربط الكهربائي مع السعودية، وستسمح هذه المشروعات لمصر بأن تكون مرتبطة بدول الخليج وآسيا، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى للربط بين مصر وقبرص واليونان حيث ستكون مصر جسرًا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن التحول العالمي للطاقة ليس مجرد تحول بسيط في قطاع الطاقة وإنما تحول متعدد الأبعاد، يتضمن التقنيات والتكنولوجيات الحديثة، الاقتصاد الاجتماعي، والدوافع المؤسسية وأشكال التمويل، موضحا أن أحد سيناريوهات تحول الطاقة في التحول لزيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود داخل كل بلد في جميع أنحاء العالم على المستويات الفنية والاقتصادية والقانونية.
ونوه بأن دول العالم تشهد العديد من المبادرات والتعاون على مختلف المستويات في جميع أنحاء العالم لدعم وتعزيز الطاقة المتجددة وتكاتف الجهود للتصدي للتغيرات المناخية، وتهدف هذه المبادرات إلى دعم الاستدامة وأمن الطاقة، مؤكدًا على ضرورة التركيز على الإجراءات ذات الأولوية لقطاعات الطاقة.
وأضاف أن إحدى هذه المبادرات هي مبادرة (GEIDCO) للربط العالمي للطاقة، مشيرا في هذا الصدد إلى قيام قطاع الكهرباء المصري بتوقيع مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي (GEIDCO) للتعاون في عدد من المجالات من بينها إجراء البحوث حول استراتيجية الطاقة في مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، وكذا تعزيز الربط مع دول الجوار حتى 2050.
ووجه الرئيس السيسي، الشكر لرئيس المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي GEIDCO Liu Zhenya على دعوة مصر للمشاركة في هذا الحدث الهام، مؤكدًا اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع المنظمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على أن هذا الحدث سيكون فرصة عظيمة لتبادل وجهات النظر والخبرات وزيادة حجم التعاون فى المشروعات، وكذلك مناقشة التغير المناخي الذي ليس فقط بمثابة قضية بيئية وإنما هو تحد واضح للاقتصاد والصحة والزراعة والطاقة والسلام والأمن.
وقال إن الظواهر الطبيعية التي تشهدها الأرض مثل موجات الحرارة والفيضانات والحرائق والأوبئة تعد بمثابة تحذير ورسالة واضحة من أجل التحرك السريع للانتقال إلى مستقبل يتميز بانخفاض انبعاثات الكربون كما تم التعهد به في اتفاقية باريس، موضحا أن هذه الدوافع تقودنا إلى التحول في الطاقة والتغيير في شكل إنتاج واستهلاك الكهرباء.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة دعم وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مع مراعاة معدلات النمو العالمية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وزيادة المشاركة في المشروعات البحثية لتطوير مكونات وتقنيات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالإضافة إلى توطين هذه التقنيات، مع أهمية إيجاد مصادر غير تقليدية للتمويل والتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية وبناء القدرات.