أكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة وضعت برنامجا وطنيا لإنتاج تقاوي الخضر، في ضوء تكليفات رئيس الجمهورية بالعمل على إنتاج هذه التقاوي في مصر، مع العمل على تحسين جودة الإنتاج الزراعي، لافتا إلى أن هذا البرنامج يستهدف تقليل فاتورة الاستيراد لتقاوى الخضر وتوفير العملة الأجنبية وتنمية الاقتصاد المصري، إلى جانب استنباط أصناف وهجن خضر محلية تتساوى مع مثيلتها المستوردة، أو تتفوق عليها، وفي الوقت نفسه تتميز بجودة عالية، إلى جانب مقاومتها للأمراض المختلفة.
كما كشف وزير الزراعة، عن أن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضار يعمل على استنباط أصناف وهجن خضر محلية، يتوافر فيها الربط بين متطلبات المزارع والفلاح المصري من حيث المحصول المبكر العالي وصفات الجودة وذوق المستهلك المصري، من حيث ارتفاع نسبة السكر والنكهة والعطور الطيبة، وهو ما يؤدي إلى زيادة جذب المستهلك لشراء محصول الخضر، وبالتالي زيادة المساحة المزروعة منه، وهذا ما تفتقده الهجن المستوردة.
وأشار وزير الزراعة إلى أن إنتاج هذه التقاوي محليا يؤدي إلى ضبط أسعار تقاوي محاصيل الخضر في السوق المصرية، والتى وصلت إلى أرقام مبالغ فيها للغاية، بما يحقق للمزارع المصري أعلى نسبة ربح وعائد من زراعة محاصيل الخضر المختلفة.
وقال وزير الزراعة، بدأنا في هذا البرنامج باختيار 11 محصولا من الخضر الرئيسية وتم تشكيل 11 مجموعة لتلك المحاصيل، والتي تضم: الطماطم، والبازلاء (البسلة)، والفاصوليا، والبطاطس، والكنتالوب، والخيار، والكوسة، والبطيخ، والفلفل، والباذنجان، واللوبيا، مشيرا إلى أن هذه المجموعات اشتملت على فرق بحثية مشكلة من معهد بحوث البساتين، ومعهد بحوث وقاية النباتات، الذي يقوم بدراسة مدى تحمل المواد الوراثية للإصابة بالحشرات، إلى جانب معهد بحوث أمراض النباتات، الذي يرتكز دوره على اختبار العشائر والسلالات المنتخبة للأمراض وتحديد مدى مقاومتها، ومعهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، الذي يقوم بعمل البصمة الوراثية للهجن المستنبطة، والجامعات المصرية، بالإضافة لدور الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي، التي تقوم في هذا البرنامج بإنهاء إجراء فحص واعتماد التقاوي وتسجيلها قبل عملية التداول في السوق، والإدارة المركزية لإنتاج التقاوي التي تقوم بإنتاج تقاوي الأصناف المستنبطة بالكميات اللازمة لتغطية المساحات المطلوبة للزراعة.
وأضاف الوزير، في ضوء عمل المجموعات البحثية، تم التوصل إلى تسجيل 5 أصناف هجن من الطماطم المتفوقة من حيث المحصول والجودة على مثيلتها المستوردة، إلى جانب تسجيل 5 أصناف هجن من البطيخ المتفوقة، و5 أصناف من الباذنجان المتفوقة، و2 هجن من الكنتالوب، فضلا عن تسجيل صنفين من البسلة، و3 أصناف من الفلفل الحلو، وصنف واحد من اللوبيا، مؤكدا أن جميع هذه الأصناف متفوقة من حيث المحصول وجودتها على مثيلتها المستوردة.
وقال الوزير: تقوم آلية تنفيذ البرنامج المخصصة للمحاصيل على أساس استغلال الإمكانيات المتاحة للمحطات والمزارع البحثية، التابعة للمعهد من صوب زراعية، ومعدات، وآلات زراعية، وعمالة فنية مدربة لتحقيق المستهدف للبرنامج، ويتم تقسيم العمل لكل مرحلة من خلال تخصيص باحث أو أكثر، لمتابعة كل مرحلة من مراحل الخطة الموضوعة لتنفيذ البرنامج.
وفيما يخص برنامج محصول الطماطم، أشار وزير الزراعة إلى أن البرنامج يستهدف استنباط هجن من الطماطم للأغراض المختلفة مثل الاستهلاك الطازج، وإدخال المحصول في عمليات التصنيع، على أن تتحمل الإصابة الفيروسية، والملوحة، والجفاف، وغير محدودة النمو للصوب، لكنها محدودة النمو للأرض المكشوفة، وذات مواصفات جودة عالية وإنتاج يساوي أو يتفوق على الهجن المستوردة، لافتا إلى أن مدة البرنامج هي أربع سنوات، وتم البدء في تنفيذه في أكتوبر 2019.
بينما يستهدف برنامج محصول الفاصوليا، الذي بدأ العمل في تنفيذه هذا العام، استنباط أصناف محلية جديدة من الفاصوليا تصلح للاستهلاك الأخضر (محدودة النمو)، وتتحمل الإصابة بالأمراض وتصلح للزراعة في الأرض المكشوفة، أو تحت الأنفاق، واستنباط أصناف محلية جديدة من المحصول تصلح للاستهلاك الأخضر (مدادة النمو) وتصلح للزراعة تحت الصوب وتتحمل الإصابة بالصدأ والفيروس، إلى جانب استنباط أصناف تصلح للاستهلاك الجاف ذات مواصفات بذور عالية الجودة، من حيث لون وحجم البذرة، وإنتاج يتفوق أو يساوى الأصناف المستوردة، كما يهدف البرنامج إلى التقليل من استيراد تقاوى الفاصوليا وخفض تكاليف الإنتاج عن طريق إنتاج تقاوى محلية تكون أرخص في السعر من التقاوي المستوردة.
وفي تقريره، أكد وزير الزراعة أن برنامج محصول البسلة يعمل على تحقيق عدة أهداف من بينها، تنقية وإكثار الأصناف المحلية من البسلة والتي لها انتشار واسع، واستنباط أصناف محلية جديدة تناسب الزراعة في جميع أنحاء الجمهورية وتكون ذات إنتاجية عالية ومواصفات جيدة مناسبة لذوق المستهلك، فضلا عن استنباط أصناف بسلة تناسب الجمع الآلي، إضافة إلى استنباط أصناف محصول من البسلة يناسب التصنيع، بينما يستهدف برنامج محصول الفلفل استنباط هجن فلفل حريف عالي الجودة، مع هجن فلفل حلو ذات مواصفات ثمرية تلائم ذوق السوق المحلي، واستنباط هجن فلفل الوان تلائم التصدير والسوق المحلي، وفي الوقت نفسه استنباط هجن فلفل تصلح للتخليل.
فيما يعمل برنامج محصول الباذنجان على الحد أو التقليل من كميات بذور الباذنجان المستوردة، مما يؤدى إلى خفض تكاليف الإنتاج عن طريق توافر بذور هجن باذنجان محلية أرخص سعرا، إلى جانب برنامج الكوسة، الذي يهدف إلى استنباط هجن كوسة محلية تصلح للزراعة في العروات المختلفة تلائم ذوق المستهلك، كما تصلح في الوقت نفسه للزراعة تحت الأنفاق، وتتحمل الإصابات المرضية وخاصة مرض (ZYMV).
كما يعمل البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر على استنباط هجن خيار عالية المحصول والجودة، والتي تصلح للزراعة في الأرض المكشوفة والصوب، بينما يعمل برنامج محصول البطيخ على استنباط هجن بطيخ عالية الجودة يكون حجم العرش الأخضر قوى وذات صفات ثمرية جيدة، من حيث اللحم، واللون، والطعم، ونسبة السكريات تكون مرتفعة به، وفي الوقت نفسه يعمل البرنامج الوطني على تقليل كميات بذور الكنتالوب المستوردة من الخارج إلى مصر، والتي تصل إلى 2، 859849 طن والتي تعادل نحو 87 مليون بذرة سنويا، (طبقا لإحصائيات لجنة تقاوى الحاصلات الزراعية عام 2018).
كما كشف وزير الزراعة عن أن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر يستهدف تنقية وإنتاج تقاوي اللوبيا المسجلة من الأصناف المحلية المسجلة والمطلوبة في السوق، مع استنباط أصناف تصلح للاستهلاك الجاف ذات مواصفات جيدة من لون ووزن البذور تلائم ذوق المستهلك.
وفيما يتعلق بنتائج برنامج إنتاج تقاوي محصول البطاطس، أشار الوزير إلى أن هذه النتائج تشمل توفير نواتج برنامج إنتاج تقاوي بطاطس من زراعة الأنسجة نباتات، وميني تيوبر، وأجيال تالية للسوق المصري، مصادر محلية بنسبة 100% ذات مواصفات مرتفعة، حيث يتم إخضاع المراحل المختلفة للفحص من قبل معهد بحوث أمراض النبات والإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي.