اعلان

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مُفتش آثار: الحضارة المصرية القديمة قامت على أساس "ماعت"

الدكتورة فاطمة عبد الرسول
الدكتورة فاطمة عبد الرسول

في كل عام تحل ذكرى العاشر من ديسمبر حيث تم إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948م، وأروع ما يميز الحضارة المصرية هو قيامها على أساس " الماعت" .

ومن جانبها، قالت الدكتورة فاطمة عبد الرسول، مفتشة آثار بالواحات البحرية، أن الحضارة المصرية القديمة في مقدمة الحضارات التي احترمت الحقوق الانسانية فنجدها سبقت كل الحضارات واقرت قانون ونظام يحكم العلاقة بين الحاكم والشعب وهو قانون (الماعت ) الحق والعدالة وأسست عليه نظامها السياسي والإداري والديني والاجتماعي؛ فأصبح المصري القديم له الحق في المعتقد، حيث كان المصري حرا في اعتقاده الديني واختيار معبوده، والحق في الرعاية الصحية حيث عرف فكرة التأمين الصحي ويظهر ذلك من سجلات منطقة دير المدينة بالأقصر التي سكنها العمال القائمين على حفر قبور ملوكهم في وادي الملوك، تم اكتشاف أن هؤلاء العمال كانوا يتمتعون بنظام رعاية صحية بنظام حكومي ويظهر ذلك من سجلات تثبت صحتهم الجيدة بل وكانوا يأخذون يوم راحة مدفوعة الأجر لإجراء فحوصات طبية، ولهم حصة تموينية شهرية من سمك وخضروات وقمح وفاكهة، ومكافأة أيضاً لتشجيع العمال.

وأوضحت في حديثها مع "أهل مصر"، أن الحضارة المصرية القديمة فديت حياة الإنسان وأول من اعترف بحق الإنسان في الحياة، وحق الطفل ذكر أو أنثى في الحياة وأن يتربى في جو أسري سليم، ولم تعرف الحضارة المصرية القديمة التضحية البشرية حتى في حالة ان يكون إلانسان متهم لا يملك الحكم عليه بالأعدام إلا الملك نفسه، وأحيانًا كان يستبدل بها عقوبة نافعة للمجتمع مثل العمل في المناجم والمحاجر، وكان يؤجل حكم الإعدام في المرأة الحامل حتى تضع حملها.

واضافت أن المرأة في المجتمع المصري القديم كانت تحظى بمكانة رفيعة جدا وتقدير كبير، وحققت نجاحات كثيرة في مختلف المجالات حتى وصلت إلى أعلى وأرقى المناصب بالبلاد وكانت تتمتع بنفس الحقوق القانونية للرجل

أما عن التعليم فكان المصري القديم أول من عرف الكتابة وأصبح التعليم متاح للجميع وكان أعظم الأعمال أن يصبح متعلم، وكانت أهم نصائح الوالدين لابنائهم هو حثهم على التعليم وكرمت الحضارة المصرية القديمة العلم والعلماء بل ورفعتهم في منزلة الإله مثل إيمحتب طبيب ومهندس الملك زوسر وبتاح حتب وغيرهم.

وأشارت مفتشة الآثار بالواحات البحرية إلى أن المجتمع المصري القديم كان يقدس العمل وله الحق في العمل والاضطراب عن العمل عرفوا تنظيم العمل وقيمته كانت الدوله تكفل العمل للأفراد في أوقات الفيضان والتي لا يصلح فيها الأراضي للزراعة فكانت تقام المشاريع الكبرى كبناء الاهرامات والسدود، وأول من نفذ الاضطراب عن العمل هو المصري القديم في عهد رمسيس الثالث يسبب تأخر رواتب العمال 18 يوم وانقطعوا عن العمل واستمر الاضطراب لمدة 11 يوم ورفعوا شكواهم لرئيس العمال (نفر- حتب).

واختتمت حديثها بأن الحضارة المصرية حضارة الإنسانية والحب والسلام.

WhatsApp
Telegram