أكد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن اللغة العربية هي الوعاء الحامل للمعاني والثقافات، وأحد أهم عوامل تشكيل الهوية، والتأثير في بناء الشخصية.
وأضاف "مختار جمعة"، في كلمته بمؤتمر اللغة العربية الذي تنظمه رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع كلية الإعلام بجامعة الأزهر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، والتي جاءت تحت عنوان: "اللغـة والهويـة"، وألقاها نيابة عنه محمود الفخراني مساعد وزير الأوقاف لشئون الامتحانات والتدريب، أنه لأجل خدمة كتاب الله (عز وجل) قامت حول القرآن الكريم والسنة النبوية دراسات لغوية وبيانية وبلاغية عديدة، حتى أن من أرَّخوا لعلوم البلاغة أكدوا أنها إنما نشأت في الأصل خدمة لكتاب الله (عز وجل)، فعندما سئل أبو عبيدة معمر بن المثنى عن قوله تعالى:"طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ"، وكيف شبه القرآن الكريم ما لا نعلم من طلع شجرة الزقوم بما لا نعلم ولم نر من رءوس الشياطين، فقال رحمه الله : إنما خاطب القرآن الكريم العرب على قدر كلامهم.
وأوضح أن العرب لم تر الغول قط، ولكن ذكرها كان يخيفهم ويرعبهم، وكذلك الشأن في ذكر رءوس الشياطين، فتم التعبير بها لتذهب النفس في معنى الجملة كل مذهب، بحيث يتصور كل إنسان رءوس الشيطان بما يخيفه هو، فما يخيف زيدًا ليس بالضرورة هو ما يخيف عمرا، ولو كان المشبه به معلوما لربما أخاف بعض الناس دون بعض , أما إبهامه هنا فأمر في غاية البلاغة والبيان ، وهو الأمر الذي دعا أبي عبيدة معمر بن المثنى إلى الشروع في مؤلفه مجاز القرآن.
وتابع أنه لا ينكر أحد أن التمكن في اللغة باب كبير لحسن فهم كتاب الله (عز وجل) وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، بل إن الأصوليين والفقهاء وغيرهم عدوا التمكن في اللغة العربية وأدواتها أحد أهم شروط الاجتهاد ، وبلا شك هو أحد أهم شروط المفسر وشارح كتب السنة، كما أن التمكن في اللغة يؤدي إلى مزيد من ثقة المتحدث بنفسه.