كشفت منظمة الصحة العالمية، تطورات جديدة حول فيروس كورونا موضحة أنه عندما يتكاثر أو ينسخ نفسه، فإنه يتغير قليلاً في بعض الأحيان.
ويُطلق على هذه التغييرات 'طفرات'، لافتة إلى أن الفيروس ذي الطفرة الجديدة يسمى 'متغير' عن الفيروس الأصلي، مشيرة إلى أن بعض الفيروسات تتغير بسرعة والبعض الآخر بوقع أبطأ.
ولفتت إلى أن فيروس 'كورونا-سارس-2' المسبب لكوفيد-19، يتغير بوقع أبطأ مقارنة بالفيروسات الأخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشري أو فيروس الأنفلونزا.
وأشارت إلى أنه يعزى ذلك جزئيا الى أن فيروس كورونا-سارس-2 يشتمل على 'آلية تصحيح' داخلية تتيح تصحيح الأخطاء التي قد تنشأ عند نسْخ الفيروس لنفسه، موضحة أن معظم التغييرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس.
وقالت منظمة الصحة إنه في بعض الأحيان، ينتج فيروس متغير يتكيّف بشكل أفضل مع بيئته مقارنة بالفيروس الأصلي، وفي هذه الحالة، يمكن أن يصبح ذلك المتغير سائداً في بيئة معينة، ويُطلق على عملية اختيار المتغيرات الناجحة هذه 'التطور الفيروسي'، وهو عملية طبيعية تخضع لها جميع الفيروسات.
وأضافت أن تغير الفيروسات أمر طبيعي، ومعظم التغييرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، ومع ذلك، فقد يؤثر بعض هذه التغييرات على كيفية تصرّف الفيروس وانتشاره، ويتوقف ذلك على مواد الفيروس الوراثية التي تطالها التغييرات، وكيفية تأثير هذه التغييرات على شكل الفيروس أو خصائصه، وإذا تغير الفيروس كثيرا إلى درجة أنه يصبح مختلفا عن الفيروس الذي صُممت من أجله اللقاحات أو اختبارات الكشف، فإن ذلك قد يؤثر على فعالية اللقاحات والاختبارات التشخيصية.
وترصد المنظمة، بالتعاون مع شبكة خبرائها، التغييرات التي تطرأ على الفيروس لكي يتسنى اتخاذ ما يلزم من تدابير لتلافي انتشار هذا المتغيّر في حال ما إذا نشأ وضع من هذا القبيل.
وأكدت أنه لم يطرأ حتى الآن إلا تغيير طفيف جداً على فيروس كورونا-سارس-2، وهو تغيير ليس له أي تأثير على وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات قيد التطوير.
ولفتت إلى أنه منذ اندلاع الجائحة ، تعمل المنظمة مع شبكة عالمية من المختبرات المتخصصة في مختلف أنحاء العالم على دعم اختبارات الكشف عن فيروس كورونا-سارس-2 المسبب لكوفيد-19 وتحسين فهمه وتمكّنت أفرقة بحثية في مختلف أنحاء العالم من التعرّف على المتواليات الجينية لفيروس كورونا-سارس-2 وتقاسمتها بواسطة قواعد البيانات العامة، بما فيها قاعدة بيانات المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الأنفلونزا (GISAID).
ويمكّن هذا التعاون العالمي العلماء من تتبّع الفيروس وطريقة تغيّره على نحو أفضل، والعمل على الكشف عن الطفرات الجديدة للفيروس في وقت مبكر وتقييم أثرها المحتمل على الفيروس نفسه وعلى وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات.
وينتشر فيروس كورونا-سارس-2 أساسا من خلال انتقال العدوى بين البشر، ولكن هناك بينات على انتقال العدوى بين البشر والحيوانات، وقد أظهرت الاختبارات إصابة العديد من الحيوانات، مثل المنك والكلاب والقطط المنزلية والأسود والنمور والراكون، بفيروس كورونا-سارس-2 بعد مخالطة أشخاص مصابين بالعدوى.
وهناك تقارير تفيد بحدوث فاشيات كبرى في مزارع المنك في العديد من البلدان، ويمكن أن تطرأ على فيروس كورونا-سارس-2 تغييرات فريدة عندما يصيب حيوانات المنك. وقد لوحظ أن متغيرات المنك هذه يمكن أن تنتقل من جديد إلى البشر. وتوحي النتائج الأولية بأن متغيرات المنك التي تصيب البشر لديها على ما يبدو خصائص مماثلة لتلك التي تنطوي عليها المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا-سارس-2.
ويلزم إجراء المزيد من البحوث لزيادة فهم ما إذا كان يمكن لمتغيرات المنك هذه أن تؤدي إلى انتقال مستديم للعدوى بين البشر وأن يكون لها أثر سلبي على التدابير المضادة، مثل اللقاحات.
وتعمل المنظمة عن كثب مع منظمات أخرى، مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، من أجل تقييم هذه الحالات الناشئة عن اختلاط البشر بالحيوان.