قامت وزارة التنمية المحلية، اليوم، بتأسيس آلية مستدامة لإشراك المواطنين في تخطيط ومتابعة تنفيذ المشروعات المستهدفة بالمبادرة الرئاسية غير المسبوقة "حياو كريمة"، من خلال تشكيل لجان مجتمعية على مستوى كافة الوحدات القروية في نطاق المبادرة.
وجاء ذلك تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي، بضرورة الحوار مع المواطنين والتواصل المجتمعي في إطار المرحلة الجديدة لمبادرة حياة كريمة والتي تستهدف تطوير الريف المصري بالكامل.
وكانت البداية بإصدار اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية كتابا دورياً للمحافظين لتكليفهم بتشكيل لجنة التنمية المتكاملة في كل وحدة محلية قروية برئاسة رئيس الوحدة المحلية وعضوية مدير وحدة التضامن الاجتماعي وممثلين للجمعيات الأهلية والكوادر الشبابية والنسائية بنطاق الوحدة المحلية من غير العاملين بالوحدة المحلية للقرية أو المركز.
وكشف اللواء محمود شعراوي، في تصريحات صحفية، أن لجان التنمية المجتمعية ستلعب دورا رئيسيا ومحركا خلال المرحلة المقبلة من عمر البرنامج الطموح، حيث ستمارس أعمال المتابعة المجتمعية على المشروعات، وتعمل كحلقة وصل بين الإدارة المحلية وجهات التنفيذ من جانب والمواطنين من جانب آخر، لافتاً إلى أن اللجان ستقوم بمساعدة آليات الإدارة المحلية في التنسيق لتوفير الأراضي المطلوبة لتنفيذ المشروعات.
وأكد وزير التنمية المحلية، أن الحكومة طبقا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء تحرص على عدم إلحاق أي ضرر بالمواطنين ولا تفضل اللجوء لإجراءات نزع الملكية لأي سبب من الأسباب.
كما كشف "شعراوي"، عن أن اللجان المجتمعية تقوم بالمساعدة في حصر وتحديد الفئات المستحقة لتدخلات محور سكن كريم بالتنسيق مع مسئولي الوحدة المحلية والتضامن الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني وخريجي برامج التدريب والتأهيل الرئاسي، وأشار وزير التنمية المحلية إلى أن تجربة إشراك اللجان المجتمعية في الوصول للفئات المستحقة، أثبتت نجاحاً كبيراً في تجارب سابقة لوزارة التنمية المحلية، لعل أبرزها التعاون بين الوزارة ومؤسسة حياة كريمة ومؤسسة صناع الخير التي تم خلالها دفع تكاليف التصالح في مخالفات البناء للفئات غير القادرة في عدد كبير من المحافظات، فضلاً عن التعاون بين الوزارة وبرنامج الغذاء العالمي في تقديم منح دعم نقدي مؤقتة للعمالة غير المنتظمة التي تضررت من تداعيات أزمة فيروس كورونا، مشيراً إلى القرارات التي اتخذتها الدولة لصرف المبالغ النقدية في المنحة الرئاسية لدعم ومساندة العمالة غير المنتظمة في ظل جائحة كورونا لعدة شهور في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكليفات رئيس الوزراء في هذا الشأن.
وأضاف شعراوي، أن الهدف النهائي لمبادرة رئيس الجمهورية لتطوير الريف المصري هو تحسين معيشة مواطني الريف وحل المشكلات المزمنة والمتراكمة منذ عقود طويلة، مضيفاً أن الدولة بقيادة رئيس الجمهورية لديها قناعة تامة بأن إشراك المواطنين بشكل مؤسسي ومنهجي يساهم في الوصول لهذا الهدف، ويجعل الريفيين جزءا من الحل وليسوا جزءا من المشكلة، ويضمن استدامة المرافق والخدمات التي سيتم توفيرها ويشعرهم بملكيتهم لها ويساهم في الحفاظ عليها وصيانتها وتشغيلها بكفاءة وفاعلية.
وقال وزير التنمية المحلية، أن لجان التنمية المجتمعية لن تكون على هامش المبادرة، بل ستكون في القلب منها، وهناك تعليمات مشددة لمسئولي الإدارة المحلية بإضفاء الصفة الرسمية والمؤسسية على هذه اللجان من خلال دورية اجتماعاتها وتمكين أعضاءها من الوصول للمعلومات ومتابعة التنفيذ والتحلي بالشفافية التامة في التعامل معهم، ومساعدة اللجان على القيام بأدوارها وتوثيق اجتماعات وأنشطة اللجان وتقديم كل سبل الدعم الممكنة لهذه التجربة التي تترجم تكليفات الرئيس السيسي بشكل عملي وواقعي.
كما أكد شعراوي، أن التوجيهات التي تم إعطاؤها للمحافظات كانت واضحة فيما يتعلق بتشكيل اللجان وأدوارها، وحدد الكتاب الدوري الصادر على ضرورة حسن تمثيل مواطني القرى المستهدفة من خلال تحديد معايير تشكيل اللجان المجتمعية من كافة القرى التابعة للوحدة المحلية، بحيث يتضمن التشكيل ثلاثة من ممثلي الجمعيات الأهلية على مستوى الوحدة المحلية واثنين من الشباب من كل قرية تابعة للوحدة المحلية، على ألا تتجاوز أعمارهم 35 سنة واثنين من السيدات من قيادات الرأي في كل قرية تابعة للوحدة المحلية، فضلاً عن اثنين القيادات الطبيعية بكل قرية تابعة للوحدة المحلية.
كما كشف وزير التنمية المحلية، عن أن معظم المحافظات اقتربت من نهو عملية تشكيل اللجان بعد التشاور مع مواطني المجتمعات المحلية، مشيراً إلى أنه كلف فريق عمل الوزارة بتجهيز دليل إرشادي شامل لمساعدة اللجان على ممارسة أدوارها، كما سيتم تنفيذ برنامج قوي لبناء قدرات أعضاء اللجان خلال الفترة المقبلة، وكذلك تدريب وبناء قدرات المسئولين التنفيذيين على تيسير عمل اللجان وتوثيق أعمالها.
وأضاف وزير التنمية المحلية، أن عدد أعضاء اللجان سيقترب من 10 آلاف عضو في 51 مركزا إداريا، يضمون 1443 قرية، و35% على الأقل منهم من النساء، و35% من الشباب.