قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة السابق لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، إن قطاع الثروة الداجنة بمصر له أهمية كبيرة بما يوفره من بروتين للمواطن المصري، مضيفًا أن هناك تخوفًا من الاستثمار فى صناعة الدواجن، خاصة بعد انخفاض أسعارها بشكل كبير لأقل من التكلفة لتصل الخسائر إلى 5 جنيهات بالكيلو، بالإضافة للمخاطر التى تواجه قطاع الأمهات، حيث وصل سعر الكتكوت إلى 2 جنيه فى حين أن تكلفته من 4 إلى 5 جنيهات، إلى أن وصل الأمر بالكثيرين لإعدام الكتاكيت، محذرة من وجود خطر يواجه السوق المحلية الفترة القادمة والذى سيؤثر بشكل كبير على عملية الإنتاج فى الوقت الذى بذلت مصر فيه جهدًا كبيرًا من 2006 إلى 2019 منذ انتشار إنفلونزا الطيور لتستعيد قوة الصناعة من جديد، موضحًة أن خروج العديد من صغار المربين من الصناعة كارثة تواجه الإنتاج المحلى وتعمل على زيادة الأسعار وتسريح العمالة، مما يمثل عبئًا على الدولة.
وقالت "محرز"، إن قرار وقف استيراد الدواجن ومصنعاتها خلال الفترة المقبلة الذي أصدرته اللجنة المشكلة من مجلس الوزراء صائب، لأن مصر فى غنى عنه حماية للمنتج المحلى، وهو ما طالب به الرئيس السيسى، وتوفير العملة الصعبة، وتساءلت: كيف لبلد يسعى للتصدير أن يفتح الباب للاستيراد، بأى منطق سنقنع الدول، خاصة بعد السعى منذ سنوات لاعتماد مصر ضمن الدول التى تعتمد المنشآت الخالية من إنفلونزا الطيور؟ مطالبة بفتح وزارة التجارة أسواقًا خارجية من خلال مكاتب التمثيل التجارى بالدول على مستوى البلاد الأفريقية والعربية، كما طالبت القطاع الحكومى بضرورة القيام بعمل مخزون استراتيجى من الدواجن المحلية فى ظل انخفاض الأسعار غير العادل، خاصة أن مصر مقبلة على شهر رمضان وأعياد أخرى، حيث من المفترض تغطية جميع المنافذ التابعة لمؤسسات الدولة، السوق الفترة المقبلة من خلال الإنتاج المحلى.
وأشارت إلى أن فقدان جزء هام من البروتين خلال الفترة القادمة نتيجة لانخفاض الإنتاج سيسبب كارثة فى الوقت الذى تعانى فيه مصر من نسبة كبيرة من التقزم بالأطفال، بالإضافة إلى استغلال الدول المصدرة، الموقف لصالحها فى حين تأكدت من انهيار صناعة الدواجن فى مصر، وسترفع الأسعار لتصل الفرخة الواحدة إلى مائة جنيه، مثلما حدث فى تركيا وروسيا وتم إغراق السوق المحلية لديهم من المستورد فى حين لا توجد بهذه الدواجن أى قيمة غذائية ولا تصلح للاستهلاك الآدمى.
وأكدت "محرز"، أنه رغم الصعوبات التى تواجه الصناعة حدثت توسعات كبيرة بمجال الدواجن وفقاً لتوجيهات الرئيس السيسى ودعمه الكبير للقطاع، بالإضافة لوجود خريطة استثمارية واضحة من وزارة الزراعة، والتى كانت مقسمة للمناطق الصحراوية للتنمية المستدامة فى المناطق التى لا يوجد بها أى تنمية، مما عمل على تشجيع المستثمرين، خاصة بعد وجود خريطة كاملة من الموافقات والتراخيص والتسهيلات الكبيرة للتوسع فى الاستثمارات الخاصة بهم.
وأوضحت "محرز"، أن اتفاقية مجلس الوزراء جاءت لرفع كفاءة المزارع الصغيرة ونقلها من المفتوح إلى المغلق لزيادة الإنتاج وتقليل النافق ودعم صغار المربين من خلال التدريب على الأمن الحيوى لمنع الأمراض والفحص مجانًا للمزارع الصغيرة، خاصة فى قطاع التسمين المنتشرة فيه الأمراض،كما ساعدت على زيادة الإنتاج ووصول مصر للاكتفاء الذاتى.
ويسجل عدد العمالة بقطاع الإنتاج الداجني 2.5 مليون عامل، بطاقة إنتاجية تبلغ حاليًا نحو مليار و100 مليون طائر سنويًا، وزاد إنتاج مصر من البيض إلى 13 مليار بيضة سنويا.