أدان مرصد الأزهر الشريف، استغلال الجماعات الإرهابية أزمة كورونا في تنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية في أفغانستان، وشن تلك الحملات هجوما وعمليات انتحارية على المستشفيات والمرافق الصحية.
وذكر المرصد في بيان له اليوم، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": «من المؤلم أنه في الوقت الذي يسيطر فيه فيروس كورونا على العالم، وأصبحت الدول أمام تحديات جمَّة لمواجهة هذه الجائحة، إذ بالجماعات الإرهابية تستغل تلك الأزمة، وتطل برأس الغدر والخسة، وتأبى أن تترك أيَّة فرصة دون اغتنامها، في سبيل سفك المزيد من دماء الأبرياء، والقيام بقتلٍ مروِّع للمواطنين، وخاصة في أفغانستان التي تحملت أعباء جديدة، حينما أقبلت تلك التنظيمات على شنِّ حملاتٍ انتحارية وإرهابية على المستشفيات والمرافق الصحية، فأصبحت تلك المرافق بين شقي رحى: مواجهة تداعيات فيروس كورونا من جانب، والقيام بدورها رغم المخاطر التي فرضها عليها القصف المتكرر والهجوم المنظَّم عليها بين الفينة والأخرى من جانب آخر. فبدلًا من أن يتلقى المريض علاجًا لمرضه؛ إذ به يُقتل بدمٍ باردٍ على يد أعداء الحياة من الجماعات التي لا ترقُّ لمريضٍ، ولا ترحم طفلًا يتألم».
وأوضح المرصد: « أنه في الشهور الأولى من عام 2019، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وقوع الكثير من عمليات القصف والهجوم على المرافق الصحية والطبية بأفغانستان حيث بلغ عددها 114 حملة، ومن تلك المرافق ما خُرِّب تخريبًا تامًا، ومنها ما تمَّ إغلاقه على إثر تلك الحملات الإرهابية، بالإضافة إلى مقتل بعض العاملين بتلك المراكز والمستشفيات، وإصابة بعضهم واختطاف آخرين، وذلك وفق ما نشره موقع بي بي سي بتاريخ 14/ 5/2019.، أما عام 2020 فقد شهدت أفغانستان خلاله الكثير من الحملات الإرهابية الممنهجة، على العديد من المراكز الطبية والمستشفيات الكبرى بأفغانستان، وبالرغم من تفشي فيروس كورونا، فقد شن في الشهور من مارس وحتى مايو، 15 هجومًا على مراكز الصحة مما أثَّر تأثيرًا سلبيًّا على تقديم الخدمات الصحية بالبلاد، ومنذ بداية العام وحتى شهر أكتوبر كان هناك 67 حادثة سجَّلتها منظمة الصحة العالمية».
وأكد المرصد على أن تلك الحوادث، تعدُّ جرائم حرب ضد الإنسانية، وهي انتهاك صارخ للمواثيق والقوانين الدولية، ويجب أن تتضافر الجهود لمواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي لا يرحم طفلًا ولا يرقُّ لامرأة ولا لشيخٍ مسنٍّ، وينبغي بذل الجهود الحثيثة لمواجهة منفذي هذه الاعتداءات الدامية، فهم معول هدم في طريق تقدم الأمم والشعوب.
وجدير بالذكر أن الجماعات الإرهابية في أفغانستان قامت باختطاف بعض الأطقم الطبية في 6 ولايات أفغانية؛ وذلك وفقًا لتقرير بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، بالإضافة إلى شن شن هجمات على مستشفى للولادة في العاصمة الأفغانية "كابول"، تديرها منظمة أطباء بلا حدود. حيث أنه في يوم الثلاثاء 13/5/2020، قام بعض الانتحاريين بالهجوم على جناح الأمومة بالمستشفى، وسقط ما لا يقل عن 24 ضحية بينهم نساء وأطفال حيث لقي 10 من النساء اللائي كنَّ يتلقين العلاج، وأصيبت خمسة أخريات، إضافة إلى مقتل بعض العاملين بالمستشفى، وبعض الأطفال حديثي الولادة، كما أصيب أحد الأطفال بطلق ناري في ساقه، ونقل على الفور إلى مستشفى أخرى ليخضع لعملية جراحية.