ساعات قليلة تفصلنا عن نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضهم الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والذي يطل على بحيرة عين الصيرة حيث يكون نقلهم في موكب مهيب يعد الرحلة الأخيرة لملوك وملكات مصر، وعددهم 22 مومياء '18 ملكا و4 ملكات'.
من جانبه، قال الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات، ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، ومشرف على متحف الحضارة سابقا، إن المتحف القومي للحضارة تم عمله بالتعاون مع منظمة اليونسكو بعد متحف النوبة في أسوان عام 1997، مشيرا إلى أنه مشروع مهم وكبير سيكون به 6 قاعات حيث تم افتتاح قاعة الحرف والصناعات منذ فترة والمومياوات ستكون في قاعة العرض المركزي وسيكون باقي القاعات لأنشطة الحضارة في مصر.
وأضاف الدكتور حسين عبدالبصير لـ 'أهل مصر'، أن متحف الحضارة سيكون متميز لأنه يطل على بحيرة عين الصيرة وهي البحيرة العذبة الباقية في مصر، مشيرا إلى أن هناك الكنيسة المعلقة وجامع عمرو بن العاص ويمكن رؤية الأهرامات بشكل مباشر من أعلاه.
وتابع عالم المصريات، أنه تم استغلال المساحة السفلية لعمل مخازن بها 10 آلاف متر وهو مثلت السياحة في القرن الـ 21 يضم متحف الحضارة 'المومياوات الملكية' والمتحف الكبير 'توت عنخ آمون' والأهرامات 'أحد العجائب السبع'، ما يجعل السائح يدفع في 3 مناطق متجاورة ليخلي الطريق على وسط القاهرة لتسهيل تأمين الأفواج السياحية، حيث إن المتحف المصري بالتحرير مكدس بالآثار منذ افتتاحه في 1902 وهو من المتاحف القديمة ولن يفقد قيمته.
ولفت مدير متحف آثار الإسكندرية، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد أهمية أن يكون موكب المومياوات له ثقل وبعد عالمي بعد تأجيله أكثر من مرة وهو توقيت مناسب بعد عمل مجهود كبير من تمهيد الطرق وهدم العشوائيات وجعلها ملتقى ثقافي جميل وسيتم استغلال البحيرة لعمل أنشطة ثقافية واحتفالات وهناك مصبغة من العصور الإسلامية تم الحفاظ عليها في المتحف، وهو مشروع كبير يؤكد أن قوة مصر الناعمة دائما في الآثار والثقافة.
وأكد أن حدث نقل المومياوات الملكية مهم وعالمي يترقبه العالم كله ولا يتكرر كثيرا، حيث تعتبر مصر أهم موقع تاريخيًا وجغرافيًا، فمصر هي دولة عظمى ثقافيا قديما وحديثا، حيث إنه كان يشرف على متحف الحضارة من عام 2009 حتى 2011 فكان هدفهم نقل المومياوات وعرضها بشكل لائق بعد عرضها في قاعتين بالمتحف المصري الكبير، ولكنها ستكون معروضة بشكل مختلف مع مقدمة عن التحنيط والأدوات والإكسسوارات الخاصة بهم بما يشبه مكان الدفن لهم، وهو يعطي انطباع كبير عن الآثار المصرية والنهضة.
تفاصيل اكتشاف المومياوات الملكية
وقد تم العثور على هذه المومياوات خلال الكشف عن كل من خبيئة الدير البحري في عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني في عام 1898.
1.خبيئة الدير البحري 'المقبرة رقم TT320'
تُعرف هذه الخبيئة باسم 'الخبيئة الملكية'، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في جبانة طيبة في غرب الأقصر.
من بين المومياوات الملكية التي عثر عليها بداخل تلك الخبيئة: مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، ستي الأول، ورمسيس الثالث ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات أحمس- نفرتاري.
2. خبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني' KV35'
عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه في عام 1898على هذه الخبيئة في وادي الملوك بالأقصر، والتي عُثر بداخلها على العديد من المومياوات الملكية منها مومياء امنحتب الثاني، تحتمس الرابع، أمنحتب.
وقامت وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، بإطلاق حملة دعائية كبرى مساء الخميس قبل الماضي، للترويج لموكب المومياوات الملكية على منصات التواصل الاجتماعي العربية والدولية وخاصة في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الي مصر، وفقاً للخطة الدعائية المقررة والمعتمدة من لجنة 'خبراء الترويج السياحي' التي شكلها وزير السياحة والآثار برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة، وعضوية عدد من خبراء التسويق من داخل وخارج الوزارة والهيئة، وأساتذة الجامعة.
وتتضمن الحملة الدعائية لموكب المومياوات الملكية ترجمة كافة المواد والأفلام الترويجية للحدث إلى 14 لغة مختلفة، ليتم وضعها على الصفحات الرسمية للوزارة وللهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي انستجرام والفيس بوك وتويتر وYou Tube في الأسواق العربية والدولية.