كشف اللواء محمد عبد الواحد خبير الأمن القومي والشئون الأفريقية، السيناريو المتوقع بعد فشل مفاوضات سد النهضة في كينشاسا، مشيرًا إنه ماحدث اليوم كان متوقع وسط تعنت الجانب الإثيوبي خلال السنوات الماضية.
وأضاف 'عبد الواحد' في حديثه لـ 'أهل مصر' تصريحات أثيوبيا بالأمس من قبل المسئولين في أديس أبابا، أكدت موقفعها المتعنت تجاه الأطراف المشاركة في مفاوضات سد النهضة، وكانت واضحة بالاستعلاء على الآخر والرغبة في السيطرة على النهر وتناست حقوق الدول الآخري، معلقًا كل ماحدث يؤكد أن المفاوضات لم تنجح.
وفيما يخص السيناريو القادم بعد فشل مفاضات سد النهضة، قال 'القرار الآن للقيادة السياسية وهى الوحيدة القادرة على حسم القضية، أما بالتصعيد لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الدولية والأفريقية، وهناك العديد من أدوات الضغط لوقف الملء الثاني بشكل نهائى حتى لانصبح أمام أمر واقع بالشهور المقبلة'
وتابع 'أي سيناريو يمكن أن يضع في الاعتبار القيادة السياسية تنظر له سوا كان دبلوماسي أو عسكري أو سياسية فليس هناك أي سقف محدد لها هي من تملك القرار النهائي'.
فشل مفاوضات سد النهضة
صرح السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي خلال يومي 4 و 5 أبريل 2021 لم تحقق تقدم ولم تفض الى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات، حيث رفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونجو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث، ورفضت إثيوبيا كذلك خلال الاجتماع كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدتها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الإنخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
كما رفضت إثيوبيا مقترحاً مصرياً تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمته السودان بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونجولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة، وهو ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك لقدر المرونة والمسئولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، ويؤكد على رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن هذا الموقف يكشف مجدداً عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً ولا ينطلي عليه.
وأكد السفير أحمد حافظ أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.
واختتم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية المصري أكد خلال الاجتماعات التي عقدت في كينشاسا عن تقدير مصر للجهد الذي بذله الرئيس فيليكس تشيسكيدي في هذا المسار وعن استعداد مصر لمعاونته ودعمه في مساعيه الرامية لإيجاد حل لقضية سد النهضة بالشكل الذي يراعي مصالح الدول الثلاث ويعزز من الاستقرار في المنطقة.